الرفاهية النفسية , غسق صباح ذياب


تُعد الرفاهية النفسية الهدف الأسمى والغاية النهائية التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها، إذ تُعتبر 
مفتاحًا للعديد من الحالات الإيجابية مثل التكيف، النجاح، والتواصل الفعّال. ويُعد مفهوم الرفاهية 
النفسية من أكثر المفاهيم تعقيدًا من حيث التحديد الدقيق، نظرًا لارتباطه بمجالات متعددة وانتشاره الواسع عبر نماذج الحياة المختلفة، والتي يسهم نجاحها في تحقيق الشعور بالرفاهية النفسية. كما أن لهذا المفهوم العديد من المترادفات أو المفاهيم القريبة، ومنها على سبيل المثال: اللذة (Pleasure)، البهجة (Joy)، الانشراح (Euphoria)، والرضا (Satisfaction).
 
وفي ظل التطورات الحديثة التي فرضت ضغوطات متنوعة على الأفراد، أصبحت الرفاهية النفسية من المتطلبات الأساسية لتحقيق الصحة النفسية الإيجابية. فقد بات تحقيقها ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات اليومية وتعزيز جودة الحياة. لهذا السبب، ركز العديد من الباحثين على دراسة هذا المفهوم لما له من تأثير مباشر على شخصية الفرد وسلوكه، فضلًا عن ارتباطه بالعديد من الخصائص الإيجابية في الشخصية، مثل الإحساس بالرضا، الثقة بالنفس، القدرة على حل المشكلات، الوعي بالذات والآخرين، والتفاعل الإيجابي مع الذات والمجتمع. وتُشير الدراسات إلى أن الرفاهية النفسية ليست مجرد شعور مؤقت بالسعادة، بل هي حالة مستدامة تسهم في تعزيز التكيف النفسي والنجاح في مختلف مجالات الحياة (Taylor, 2011).



مفهوم الرفاهية النفسية : Psychological well-being:
 
هي شعور المرء بالسعادة والرضا عن الحياة في مجالاتها السلوكية والدينية والصحية والاجتماعية مع تحلي الفرد بالفاعلية في إدارة الذات (ياسين وآخرون،۲۰۱٤: ۳۹۰).



أبعاد الرفاهية النفسية : 
 
اقترح نموذج رايف وسنيجر (1996 ,Ryff & Singer) أن لرفاه النفسي أبعادا، هي:
 
1 – الاستقلال الذاتي: القدرة على تحقيق الذات إلى أقصى مدة تسمح به القدرات والإمكانيات النضج الشخصي، والاتجاه الإيجابي نحو الذات.
 
2-التمكن البيئي: القدرة على اختيار وتحليل البيئات المناسبة للعمل، والمرونة الشخصية، وذلك عند تواجده في مختلف السباقات البيئية.
 
3-التطور الشخصي : قدرة المرء على تنمية قدراته وإمكانياته الشخصية وذلك الإثراء حياته الشخصية.
 
4- العلاقات الإيجابية: القدرة على إقامة علاقات اجتماعية إيجابية مع الآخرين قائمة على الثقة والأخذ والعطاء.
 
5-الحياة الهادفة أن يكون للفرد في حياته هدفا ورؤية. وتوجيه أفعاله نحو تحقيق هذا الهدف مع الإصرار وتنحيه كل المثبطات التي تفوق تحقيقه.
 
6- تقبل الذات يشير إلى قبول الفرد لذاته ومحاولة تحقيقها إلى أقصي ما تسمح به قدراته وإمكانياته والنضج الشخصي، والاتجاه الإيجابي نحو الذات (Ryff& Singer, 2008, 213)


أنواع الرفاهية النفسية:
 
تشمل الرفاهية النفسية على عدة أنواع من الرفاهية والتي تعمل مع بعضها بشكل متكامل من أجل الصحة النفسية للفرد وهذه الأنواع هي:
 
1-الرفاهية الذاتية: وتشير إلى قدرة الفرد على تقرير مصيره وضبط أفكاره وتصرفاته دون اللجوء للتدخل الخارجي إلا أن العوامل الثقافية تلعب دورا مهما في بعض الثقافات فبعضها تسمح بالحرية بدرجة كبيرة في حين تبقى
الأخرى محجمة لهذه الحرية.
 
2-الرفاهية الاجتماعية: وهي قدرة الفرد على التفاعل والاندماج مع الآخرين فيكون علاقات إيجابية وتعتبر ركائز أساسية للصحة النفسية حيث يعبر الفرد في هذه العلاقات بمشاعر الحب والتعاطف مع الآخرين.
 
3-الرفاهية الشخصية: وتعني قدرة الفرد على تطوير إمكاناته والسعي المستمر لتطويرها حتى يحقق درجة مرتفعة من النضج الذاتي، عبر خوض العديد من التجارب والخبرات التي تنمي قدراتها.
 
4-الرفاهية المعنوية: حيث يمتلك الفرد في هذه الرفاهية أهدافا يسعى إلى تحقيقها وتجعل من حياته الحاضرة والماضية ذات معنى.
 
5-الرفاهية البيئية :حيث يكون الفرد فيها قادرا على السيطرة على بيئته المحيطة به، وكذلك يستطيع أن يستغل فرصها بشكل فعال، وكذلك يكون قادرا على التعامل مع البيئات المعقدة ويستطيع أن يغيرها بما يتناسب مع حاجاته. 
 

شارك هذا الموضوع: