الركن الركين ابي طالب رضوان الله عليه
لقد عمل الكثيرون على طمس معالم هذه الشخصية وتذويب إنجازاتها وهو الركن الركين في الجزيرة العربية , فقد ذكر الكليني عن درست ابن ابي المنصور انه سأل ابا الحسن (ع) قال: أكان رسول الله (ص) محجوجا بأبي طالب ؟ فقال : لا ولكنه كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه (ص), قال : قلت : فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به ؟ فقال لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصية ، قال : فقلت : فما كان حال أبي طالب ؟ قال أقر بالنبي وبما جاء به ودفع إليه الوصايا ومات من يومه.
ويتبين لنا من هذه النص عدة امور :
في الشطر الاول ابن ابي المنصور يسأل الامام الرضا (ع) هل كان ابي طالب حجة على رسول الله (ص) على اقل قبل البعثة , فقال له : لا بمعنى لم يكن ولا لحضه حجه على النبي لأن هو حجة (ص) عندما كان ادم (ع) منجدلاً بين الماء والطين , محمد (ص) هو بدا الخليقة ذلك النور الموغل في بدايات الخلق .
وفي الشطر الثاني يقول الامام (ع): لكنه كان مستودع الوصايا اي معنى مستودع الوصايا وتراث الانبياء وما بقي من تراث ابراهيم واسماعيل (ع) فدفعه اليه (ص) , ثم يرجع يؤكد الكلام فيكون جواب الامام لوكان هو الحجة ما ابقى الوصايا معه لأنها من مختصات حجيته , ثم يسال الامام عن حال ابي طالب فيكون جواب الامام كان الرجل اميناً على وصاياه وبعهدته ودفعها الى حجة الله الاكبر اذن كان ابي طالب مستودعاً للوصايا التي كان يجب ان يسلمها الى رسول الله (ص) وبالتالي هو قد ادى الأمانة .
ونستشف من هذه الرواية ان ابا طالب كان يشكل حلقة وصل في سلسلة الحجية في الجزيرة العربية متلاحقة ومتسمرة بدليل ان تحت يده وصايا وتراث , التراث في العادة يحمل في طياته وهجاً اعجازياً فيسكت الاخرين , فمثلا ً في سيرة ائمتناً (ع) , عندما التحم الفريقان فريق الجنة و فريق النار نرى الامام الحسين احتج علـيهم بعمامة وسيف رسول الله (ص) ونستبطن من هذا بقايا التراث الذي اقر به القوم حتما لرسول الله (ص) لوجود ما يرافقها من هاله حق وصدق , مثال هذا التراث الذي وصل الى يد ابي طالب يدل ان ابا طالب ليس شخصية عادية في جزيرة العرب بل هو الركن الركين الذي يؤدي عن ابراهيم واسماعيل (ع) الى محمد (ص) , وبما ان النبي هو الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل لهذا يكون هو الخاتم لتلك الوصايات التي وصلت اليه من ابي طالب .
ثبت مصادر المقالة
الكليني , محمد بن يعقوب بن إسحاق , (ت :329 هـ \ 941م ) , 228.الكافي , تح: لي أكبر الغفاري , ط3, حيدري , طهران , د.س
ابن طاووس, علي بن موسى بن جعفر , (ت: 664هـ \1266م) , اللُّهوف على قتلَى الطّفوف ,ط1 , مؤسسة الأعلمي للمطبوعات , بيروت , 1414هـ \ 1993م .
