اسم المشرف / أ. د. عبير عبد الرسول محمد
اعداد طالبة الدكتوراه/ لمياء موسى مدلول
كلية التربية للعلوم الانسانية / قسم التاريخ / التاريخ الاسلامي
مقالة بعنوان:الرواية الاجتماعية في العصر الراشدي عند الماوردي (ت: 450ه/1058م ) في كتابه نصيحة الملوك .
هو علي بن محمد بن حبيب ويكنى بــ:( أبي الحسن وأبي غالب ، ويلقب بـ (الماوردي) وهو اشهر القابه كما لقب بـ: البصري, الشافعي, أقضى القضاة, وكان ذلك عندما تولى القضاء في سنة تسع وعشرين وأربعمائة للهجرة ويعـــــــــد مــــــــــــــــــــــــــــن الكتاب والمؤلفين الذين استرعى اهتمام الباحثين نتاجه العلمي .
وقد اختلفت المصادر التاريخية في تحديد سنة ولادته ، إذ ذهب البعض منها على إنَّها كانت في مدينة البصرة سنة(370هــ/980م) وصمت البعض الآخر عن ذكر سنة ولادته واكتفت بتحديد سنة وفاته على انه لم يتجاوز من العمر(86)عام فتداركته المنية في بغداد سنة(450هـ/ 1058م) مما تقدم يمكننا القول أن ولادة الماوردي كانت سنة (364ه/974م) والدليل على ذلك النص الاتي“مات[الماوري] في ربيع الأول سنة خمسين وأربع مائة , وقد بلغ ستا وثمانين سنة”
هذا الرجل له نتاج فكري ضخم وضع بجملته على المسار العام في التاريخ الاسلامي من خلال مؤلفاته العديدة والتي اختير لنا منها دراسة نصوصه التاريخية في كتابه (نصيحة الملوك) وهو كتاب يشمل على كم هائل من النصائح والمواعظ والحكم والاقوال والاحداث التي تصب في مسار رعاية الحاكم لرعيته والاحسان اليهم ومن ثم استدامة الحكم بما هو افضل للحاكم. وقد اراد بذلك الماوردي اعطاء نتاجاً مميزاً للوضع المفروض أن يكون عليه الحاكم أو المسؤول.
ويعد كتاب نصيحة الملوك الذي هو عبارة عن نصائح وضوابط للأمراء والملوك وكيف يستفادون من العظة في التاريخ ومادار فيه من أحداث مع السابقين والنصيحة عند الماوردي هي التزام باحكام الشريعة فهي تمثل القاعدة القانونية عند الماوردي وهي شأنها شأن سائر العناوين ومفردات السياسة العربية الاسلامية قائمة اساساً على قواعد العمل الأخلاقي سواء في التعاملات السياسية الداخلية أي داخل المجتمع العربي الإسلامي أو مع جهات خارجية سواء كانت عناصر أم دول اجنبية أم في الموقف من فئات غير مسلمة أو غير عربية المتواجدة ضمن الدولة العربية الإسلامية وقد قدم فيه خلاصة تجاربه الفكرية والسياسية العملية ودراساته ومطالعاته لسير الملوك والقادة والحروب والمغازي عمل خلالها مستشاراً وموفدا سياسياً في أشد مراحل الخلافة العباسية وتمكن بمهارة فائقة من صياغة افكاره تلك في عمل تقسيمه على ابواب وفصول منتظمة يتوجه فيها إلى الملوك والحكام بما يشبه البرنامج السياسي للدولة والحكم ويضم بين دفتيه مايمكن لمستشار سياسي أن يقدمه إلى ملك.
*التحلي بالاخلاق .
ورد عن الخليفة عمر بن الخطاب في نصيحته للاحنف بن قيس وكيف له أن يتصرف ويكون مثالاً للأخرين في التحلي بالخلق والاخلاق .
فذكر الماوردي ” الأحنف بن قيس قال: قال لي عمر بن الخطاب يااحنف لاتضحك فإنَّ من كثر ضحكه ذهبت هيبته, ومن كثر مزاحه اسْتُخِفٌ به, ومن اكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر سقطه, ومن كثر سقطه قلّ ورعه, ومن قلّ ورعه قلّ حياؤه ومن قل حياؤه مات قلبه “.
ومن خلال الدراسة نجد ان رواية الماوردي متطابقة من حيث الاحداث لكنها تختلف من ناحية السند وتأتي هنا بنفس الشخصيات التي اشارت إليها تلك الرواية وهذا ما توصلنا اليه من خلال اطلاعنا من مصدر لأخر” قال لي عمر يا احنف من كثر ضحكه قلت هيبته ومن مزح استخف به ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه “.
ومن جانب اخر وجدناها تذكر بطريقه اخرى وفيها المخاطب مجهول “ان عمر بن الخطاب رضه قال: من قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه “.
وفي مصدر أخر يذكرها بدون توضيح لاي شخصيه اشارت له الرواية “من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه حرم الله عليه النار ” .
وبنفس الوقت وجدناها تأتي عن الامام علي() كما ذكره الكراجكي في فصل(من كلام امير المؤمنين() وآدابه في فضل الصمت وكف اللسان بقوله “من علم ان كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه. من كثر كلامه كثر خطؤه, ومن كثر خطؤه قل حياؤه, ومن قل حياؤه قل ورعه, ومن قل ورعه مات قلبه, ومن مات قلبه دخل النار “.
ومن خلال دراستنا لما تقدم لرواية الماوري وجدناها تختلف اختلافاً كبيراً لما يذكره حيث ان الماوردي يوردها بين عمر بن الخطاب والأحنف أمَّا في باقي المصادر فكانت مغايرة لها سواء في اختلاف الشخوص ام في عدم وجودهم اصلاً.