وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 
كلية التربية للعلوم الانسانية 
قسم الجغرافية التطبيقية / ماجستير 




(الزحف العمراني وأثره على الاراضي الزراعية )
اعداد :ـ زهراء كاظم جاسم 
اولا/ الزحف العمراني على الاراضي الزراعية :ـ  
ان مشكلة الزحف العمراني على الاراضي الزراعية مشكلة عالمية تعاني منها جميع دول العالم الفقيرة والغنية , وقد باتت ظاهرة التصحر تهدد حوالي 110 من دول العالم وان مايزيد عن 1.9 مليار هكتار من اراضي العالم مهددة بالتصحر ومن هنا اصبحت هذه الظاهرة تشكل تحديا لمعظم دول العالم وبخاصة النامية منها والتي يتزايد عدد سكانها بمعدلات مرتفعة , ومايتبع ذلك من ضغوط على الموارد وبخاصة الاراضي الزراعية المحيطة بالمدن لذا كان لزاما على الدول ان تبادر الى التخطيط العلمي من اجل الحد من اثارها السلبية على البيئة والانظمة الحيوية المحيطة بالتجمعات السكنية . 
كما ان الاراضي الزراعية المحيطة بالمدن تتناقص يوما بعد يوم وذلك نتيجة امتداد العمران فوقها وزيادة نسبة التحضر في العالم , ويمارس النمو السكاني ضغوطا متزايدة على الاراضي الزراعية ويتمثل هذا النمو بالزيادة الطبيعية للسكان وكذلك التزايد الناجم بفعل الهجرة من الريف الى المدينة حيث ان زيادة السكان تؤدي الى زيادة الطلب على الاراضي لاغراض السكن والخدمات البشرية الاخرى .
كذلك تلعب وسائل المواصلات دورا مهما في الزحف العمراني على الاراضي الزراعية من خلال شق الطر واقامة المصانع والمنشآت والانشطة التجارية على جوانب هذه الطرق , وكذلك انعدام التخطيط السليم في المدن مما يساعد على توسع العمران على حساب الاراضي الزراعية بالاضافة الى دور العامل السلوكي والمتمثل في رغبة السكان بالسكن في الضواحي خارج المدن .
ثانيا / آثار لزحف العمراني على الاراضي الزراعية :ـ
1ـ تراجع المساحات المزروعة حول المدن وزيادة مساحة المناطق المبنية .
2ـ ان القضاء على الاراضي الزراعية وانتشار العمران يساعد بدرجة او بأخرى على تمهيد الطريق امام التصحر
3ـ النمو العشوائي للمساكن يساعد على التلوث والاخلال بالنظام البيئي .
4ـ انخفاض نصيب الفرد من الاراضي الزراعية المنتجة على مستوى العالم .
5ـ القضاء على الغطاء النباتي المحيط بالمدن وازالة الاحراج والذي يلحق الاذى بالبيئة المحيطة بالمدن
 
ثالثا/ وسائل الحد من اثار الزحف العمراني على الاراضي الزراعية :ـ
لقد توصلت بعض الدول ونتيجة التخطيط العلمي السليم الى بعض الحلول لمشكلة الزحف العمراني على الاراضي الزراعية وقد تتمثل كالاتي :ـ
1ـ وضع سياسات تتعلق بأدارة واستخدام الاراضي داخل المدن وما حولها وتأخذ بعين الاعتبارامتداد ونمو التجمعات السكنية ووضع  قوانين لنظم حدود المدن .
2ـ أنشاء مؤسسة متخصصة بالتنظيم العمراني داخل المدينة تتولى الضبط والسيطرة على التنظيم وامتداد العمران .
3ـ الحد من الامتداد الافقي للعمران على حساب الاراضي الزراعية عن طريق التوسع بالامتداد العمودي للمباني السكنية .
4ـ التخطيط الجيد لمواقع المنشآت الصناعية بحيث لا تقام على حساب الاراضي الصالحة للزراعة .
5ـ توجيه التوسع الحضري المستقبلي الى مناط منتجة وكذلك تحسين مراقبة ومكافحة التلوث .
6ـ وضع ضمن خطة التنمية انشاء مجتمعات صناعية عمرانية بالاضافة الى انشاء مجتمعات عمرانية زراعية وصناعية ايضا تتضمن مصانع التعليب والتغليف والتجفيف للمنتجات الزراعية على ان تكون في الاماكن الحدودية ويكون بهذه الاماكن مناطق حرة للتصدير مباشرة .
7ـ تغيير الحدود الادارية للمحافظات التي ليس لها ظهير صحراوي 
.
هناك العديد من الامثلة على التوسع العمراني واثره على الاراض الزراعية وقد تتمثل كالاتي :ـ
من المعروف ان الاراض الزراعية تتعرض الى ضغوط وتآكل ناتجة عن الزحف العمراني وعملية التحضر وارتفاع حجم الانشطة التي يمارسها الانسان بحيث باتت التاثيرات على الاراضي الزراعية تؤثر على مساحة الرقعة الزراعية المنتجة ويشهد الاردن عملية تحضر واسعة اذ ان 78% من سكانه يسكنون المناطق الحضرية وهذا النمو الحضري يؤدي الى استنزاف العديد من الموارد الطبيعية ومنها الاراضي الزراعية الخصبة ومن هنا كانت الحاجة ماسة الى تبني خطط تنموية شاملة ومتكاملة لاعادة التوازن بين العمران على الاراضي الزراعية .
تعد مدينة عمان مثالا حيا يبرز الزحف العمراني على الاراضي الزراعية حيث شهدت المدينة توسعا عمرانيا كبيرا وبخاصة على حساب الاراضي الزراعية الخصبة الواقعة بالجزء الغربي والشمالي الغربي والجنوبي من المدينة وتشير الدراسات الى ان المناطق العمرانية توسعت بما مقداره 30 ضعف مابين 1994و1945 حيث كانت المساحة العمرانية  4.4كم2 عام 1945 واصبحت 114 كم2  عام 1994 . كذلك انخفضت مساحة المناطق الزراعية من 212كم2 الى 129كم 2 وبذلك ضم 83كم2 من الاراضي الزراعية الى المراكز العمرانية  خلال نفس الفترة .
  
رابعا/ الزحف العمراني على الاراضي الزراعية ودوره في نشوء الجزر الحرارية الحضرية في مصر .
كلما زاد الزحف العمراني على الاراضي الزراعية في مصر تزداد ظاهرة الجزر الحرارية , حيث يتمثل الغلاف الجوي لمنطقة ما بخصائص تختلف كليا عن خصائص المناطق المجاورة , ويسجل فرق في درجة الحرارة بي سطح الارض في المنطقة الحضرية ومثيلتها في المنطقة الزراعية المجاورة 
وقد اتسم العمران المصري منذ القدم بالتطور السريع سواء كان هذا التطور ايجابيا ام سلبيا ولطالما كانت العلاقة بين الكتلة الخرسانية المنطقة المبنية وعناصر البناء ومكوناته والمساحات الخضراء من ابرز سمات هذا التطور وقد اتسم العمران المصري بعكسية هذه العلاقة لصالح الكتلة الخرسانية خاصة في بداية النصف الثاني من القرن العشرين , حيث زادت مساحة الكتلة المبنية على حساب الاراضي الزراعية وظلت المساحات الخضراء في تراجع مستمر وكان لتطور هذه العلاقة اثر بالغ في عدم استقرار درجات الحرارة والمساهمة بجزء كبير من عملية التغيرات المناخية عن طريق زيادة الانبعاثات المكونة للاحتباس الحراري.
الجزر الحرارية :ـ  نتيجة الخطر الذي يلوح في افق سطح الكرة الارضية والمتمثل في التغيرات المناخية ومن ابرز سماتها في زيادة معدلات الاحترار العالمي وزيادة درجات الحرارة في فصل الصيف عن المعدلات الطبيعية وكذلك الشعور بالدفء في فصل الشتاء مع ارتفاع في درجات الحرارة الصغرى لذا هنالك علاقة بين المتغيرات المناخية وتطور العمران ذات اشكال ونتائج متعددة , الا ان ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية تمثل واحدة من اهم نتائجها والتي تنشأ نتيجة لزحف الكتلة الخرسانية على المناطق الزراعية  وقد يشار الى الجزر الحرارية الى اختصاص الغلاف الجوي لمنطقة ما بخصائص معينة تختلف عن خصائص المناطق المجاورة وتتمثل هذه الخصائص في تغيرات في درجات الحرارة والرطوبة وتكون هذه التغيرات نتيجة اختلاف المكونات البيئية لهذه المنطقة عن نظيرتها في المناطق المجاورة
 كما للجزر الحرارية الحضرية خطر بالغ عند زيادة ظاهرتها ينعكس على صحة الانسان حيث تتمثل هذه الظاهرة في ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير الامر الذي يسبب الاصابة بالاجهاد الحراري كذلك ينعكس على جودة الهواء مكونا العوادم السامة والجزيئات الصغيرة التي تعمل على تلوث الهواء والتي تنعكس على الانسان عبر اصابته بامراض الجهاز التنفسي كذلك تعمل زيادة معدلات الاحترار على زيادة معدلات استهلاك الطاقة .



 

شارك هذا الموضوع: