انتشرت الزراعة العصرية بسرعة كبيرة في انحاء العالم الا ان المساحات المستغلة في الزراعة مازالت محدودة. ومع ذلك فهي تعطي مردوداً مرتفعاً يزيد بسبعة أضعاف عما تعطيه الزراعة الكثيفة. كما انه يقلل من كمية استهلاك المياه، مع قلة الايدي العاملة لكنه يحتاج إلى ايدي عاملة خبيرة ومدربة. ويمكن تمييز عدة أنواع من الزراعة في هذا النمط():
الزراعة المحمية:
تقوم على اساس حماية المزروعات من مختلف العوامل الطبيعية بالتغلب على الظروف المناخية غير المناسبة لنمو النبات، وذلك بإنشاء البيوت الزجاجية او البلاستيكية التي تسمح بدخول الضوء واشعة الشمس، وكما تجهز بالحرارة والكهرباء وانابيب المياه، وبدأت هذه الزراعة في انكلترا عام 1648م والولايات المتحدة عام 1800م، وذلك عن طريق التوسع الرأسمالي في الانتاج، وتنتشر هذا النمط في جميع انحاء العالم ولاسيما بالقرب من المدن الكبرى مثل القاهرة وطوكيو وامستردام، اما في العراق ينتشر في سامراء وذي قار والبصرة واربيل وكربلاء وبغداد وخاصة قضاء المحمودية استحوذ على 45.3% من اجمالي مالكي البيوت البلاستيكية في المحافظة سنة 2016م(). انظر الصورة (1).
الزراعة الحيوية:
اساسها الزراعة المائية الزراعة بدون تربة، حيث تتم زراعة النباتات داخل انابيب زجاجية عوضاً عن زراعتها في التربة وتغذى بالمحاليل الغذائية المكونة من مادة محلولة بالماء تنمو فيها النباتات بمعزل عن العوامل المعروفة في الزراعة. ومن وجهة النظر الاقتصادية يعد هذا النمط مربحاً للمزارعين من جهة، ويقدم محاصيل زراعية متعددة على مدار السنة من جهة ثانية ويزيد من ربحية الإنتاج من جهة أخرى، لكنه يتميز بارتفاع تكاليفه. لاحظ الصورة (2).
وهي نظام حيوي مأخوذ الطبيعة لا تستخدم فيه المركبات المصنعة مثل المبيدات الحشرية والاسمدة الكيميائية والهرمونات والمواد الحافظة، وهي في واقعها عبارة عن سموم يتناولها الإنسان يومياً في غذائه، وتسبب له امراض عديدة. ويستغرق تحويل الاراضي الزراعية التقليدية إلى عضوية عامين على الاقل لتطهيرها من المبيدات كيمياويات ولكيلا تصبح الارض عقيمة بعد استبعاد الاسمدة الكيميائية المزارعون لزراعة نباتات تنتج مواد نتروجينية لتغذية التربة ومنها البرسيم. انظر الصورة (3).
الزراعة البديلة هي الزراعة التي تعوض عن الزراعة الاعتيادية التي اصبحت في الآونة الاخيرة من ملوثات التربة والبيئة والتي تؤثر سلباً بصورة مباشرة علـى الإنسان والحيوان. فضلاً عن تكاليفها التي تتطلبها العملية الزراعية مثل المياه والاسمدة والمستلزمات الزراعية. فإنتاج كيلوغرام واحد من القطن الخام يتطلب (1000) لتر من المياه، وإنتاج كيلوغرام واحد من الارز يحتاج إلى (3400 لتر) من الماء. وهي كمية ضخمة تؤدي إلى استنزاف هذا المورد الحيوي ويتعارض مع مفهوم التنمية المستدامة التي تلبي حاجات العصر دون المساس بحقوق الاجيال المقبلة. لاحظ الصورة (4).
هي مجموعة من الممارسات الزراعية التي تطبق على الزراعة دون استخدام الحراثة، ووضع البذور مباشرة في التربة مع تأسيس غطاء نباتي من بقايا المحاصيل السابقة. وتقوم الزراعة الحافظة على أسس الحدّ من اضطراب التربة، والمحافظة على غطاء عضوي دائم لها، وذلك بالإبقاء على مخلفات المحاصيل السابقة، وتطبيق الدورة الزراعية. لاحظ الصورة (5).
أن الزراعة الحافظة هي النمط الزراعي الأكثر نجاحا في المناطق الجافة وشبه الجافة، والمناطق التي تعدُّ مصادر المياه فيها قليلة أو محدودة او التي تعتمد بشكل أساسي على الأمطار، خاصة أن كمية الأمطار حاليا ثابتة إن لم تكن في تناقص، أو المناطق التي تزرع بالزراعات البعلية أو الأشجار().