**الزراعة المستدامة والأمن الغذائي**                         
  م.د. نبراس احمد كامل / قسم الجغرافية التطبيقية

تشير الاستدامة الى التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والجغرافية، لتحقيق التنمية بطريقة تحافظ على الموارد الطبيعية وتقلل من التأثيرات السلبية عليها.
لأجل الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، كالمياه والتربة، لضمان استمراريتها للأجيال القادمة. بطريقة تضمن العدالة وتوزيع الثروات، مما يسمح بتحقيق مستوى معيشة جيد للجميع.
الزراعة المستدامة هي أحدى الأسس الحيوية والمهمة والفعالة لتحقيق الأمن الغذائي، حيث تركز على تلبية احتياجات الجيل الحالي دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم المختلفة. وخصوصا في ظل المشاكل والتحديات التي تواجهها الزراعة مثل التغيرات المناخية، والزيادة الكبيرة لأعداد السكان، وانخفاض الموارد الطبيعية، مما يستدعي المختصون في تبني ممارسات زراعية مستدامة..
وتأتي أهمية الزراعة المستدامة في كونها في تحسين جودة التربة واصلاحها واستخدامها الافضل ، وزيادة الإنتاجية الزراعية، وتقليل التأثيرات البيئية السلبية والغير صحية. على سبيل المثال، يُعتبر تحسين الكربون العضوي في التربة وسيلة فعالة لتعزيز خصوبة التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل. كما أن استخدام تقنيات مثل الأسمدة النانوية يمكن أن يحسن جودة التربة وأداء نمو النباتات والانتاجية. 
وتتأثر الاستدامة بجوانب جغرافية  اهما:-
1.توزيع الموارد: تتأثر الزراعة المستدامة بتوزيع الموارد الطبيعية مثل المياه والتربة، فاذ كانت متوفرة في منطقة فهي بحاجة الى طرق مثلى لاستخدامها بشكل جيد اما في عدم وفرتها او قلة مواردها فهنا يتطلب استراتيجيات تكييف محلية.
2.التغير المناخي : يؤثر التغير المناخي على الزراعة بطرق مختلفة حسب المناطق،  حيث سبب انعدام اجزاء واسعة من المناطق الزراعية بسبب الفيضانات وارتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة او العكس مما  سبب خسائر انتاجية كبيرة، مما يستدعي  اللجوء الى استراتيجيات مرنة تتناسب مع الظروف الجغرافية المحددة.
3. التنمية الإقليمية: يمكن أن تُسهم الزراعة المستدامة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الريفية، مما يعزز من استقرار المجتمعات المحلية  واعتماد مجتمعاتها على الزراعة المحلية .
اما فيما يخص الجوانب الاقتصادية الجغرافية فتتمثل بـ:

1.زيادة الإنتاجية: حيث تعتمد التنمية المستدامة على تحسين تقنيات الإنتاج وزيادة الكفاءة، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الدخل للمزارعين وهي تساهم في حل مشكلة البطالة.
2.تنويع مصادر الدخل: تشجع الزراعة المستدامة على تنويع المحاصيل والأنشطة الزراعية، مما يقلل من المخاطر الاقتصادية المرتبطة بالاعتماد على محصول واحد.
3.التكامل الاقتصادي: تعزيز التعاون بين المزارعين والأسواق المحلية والدولية يمكن أن يساهم في تحسين وضعهم الاقتصادي وزيادة فرص العمل
**التحديات والفرص:**
رغم الفوائد العديدة للزراعة المستدامة، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة، مثل التكاليف المالية الكبيرة لاستخدام التقنيات الجديدة والافتقار إلى المعرفة الكافية بين المزارعين فهم بحاجة اولا التقبل التغيير في التوجهات الجديدة المبتكرة والحديثة وثانيا ادخالهم في دورات وندوات تثقيفية لأجل العمل بذلك. ومع ذلك، يمكن للتعاون بين الحكومات والشركات والمزارعين أن يسهم في تبني تقنيات الزراعة المستدامة، مما يعزز الأمن الغذائي على المستويين المحلي والعالمي.
**خاتمة:**
في ختام المقال، يمكن القول إن الزراعة المستدامة ليست مجرد حل لمشكلة الأمن الغذائي، بل هي ضرورة لتحقيق تنمية  المناطق اقتصاديا واجتماعيا بشكل مستدام. من خلال الابتكار والتعليم والتعاون الذي يمكن تعزيز الأمن الغذائي وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
المصادر/
Krishan K. Verma and other, Recent Trends in Nano-Fertilizers for Sustainable Agriculture under Climate Change for Global Food Security, Sugarcane Research Institute, Guangxi Academy of Agricultural Sciences, Nanning 530007, China,2022.
  1. Salman Sahraeiand other, Assessing the association of sustainable agriculture with rural household food security (considering ecological, economic, and social aspects) Assessing the association of sustainable agriculture with rural household food security (considering ecological, economic, and social aspects), ORIGINAL RESEARCH,2022.
  2. Y Hariyati and other, The adaptation to climate change of Bromo horticultural farmer to support the environmental and economic dimensions on sustainable agriculture, Earth and Environmental Science,2024.
 

شارك هذا الموضوع: