السعادة

أ.د فاطمة ذياب مالود
 
   ما هي السعادة وأين تسكن ؟ سؤال لم يجد له أحد إجابة محددة علي وجه الأرض منذ بدء الخليقة وحتي الآن, فالبحث عن تعريف للسعادة كان ومازال الشغل الشاغل لجميع المفكرين والفلاسفة علي مر العصور
فالسعادة هي الهدف المنشود و كل ما يريده الإنسان في الحياة ويبحث عنه ولكن مفهوم السعادة يختلف من شخص إلي آخر حسب رؤيته وطموحاته فمن الممكن أن تكون السعادة في النجاح أو امتلاك الكثير من المال, فبدون سعادة ليس لأي شيء معني وهذا ما ذكرته مريام ويبستار (Meriam-webster) في معجمها الإنجليزي أشهر 10 تعريفات للسعادة لأشهر الكتاب والفلاسفة في العالم.
بعدما بدأت بتعريف خاص بها أوجزته في أن السعادة حالة العافية والقناعة والتجربة التي تعيشها وتشعر بالرضا أو المتعة من خلالها.
وقالت ويبستر في معجمها الإلكتروني إننا نستطلع في البحث عن مفهوم السعادة من خلال القراءة في العقول العظيمة في التاريخ. والتي قد توصلنا إلي تعريفات أساسية نستوضح منها أهم مفاهيم السعادة فتقول إن الفيلسوف أرسطو قد عرف السعادة بأنها المعني والغرض من الحياة والهدف الكامل ونهاية الوجود الإنساني كما أن السعادة من وجهة نظره تكمن في الحكمة وليس السعيد في الدنيا مثل العاقل الحكيم. ونبذ أرسطو من يري أن السعادة في الحياة الحيوانية وقال إنه لا يعير هؤلاء أية أهمية بل لا يذكرهم علي الإطلاق, أما بعض الناس الذين يرون أن السعادة في الثراء فهم خاطئون, ومن يرون أن  
السعادة في المجد, فإن المجد ليس رهن إرادتنا, ومن يزعمون أن السعادة في اللذة, فإذا كانت اللذة هي الخير الوحيد, لكانت كل التعريفات الخاصة بالسعادة خطأ ويجب البحث عن تعريف آخر.
أما الأديب والروائي العالمي تولستوي فيري أن السعادة هي أن تملك ثلاثة أشياء شيء تعمله وشيء تحبه وشيء تطمح إليه. ويقول أيضا إننا نبحث عن السعادة غالبا وهي قريبة منا, كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا .

ويري المهاتما غاندي أن السعادة هي أن يكون ما تفكر فيه وما تقوله وما تفعله منسجما. فإذا توافقت أفكارك مع أفعالك فإن ذلك هو السعادة الحقيقية .

وتقول الكاتبة والفيلسوفة الأمريكية أين راند إن السعادة هي حالة من الإدراك التي تأتي من إنجاز قيمة. فكلما كان الشخص قادرا علي تحقيق شيء ذي قيمة كان أسعد الناس.
أما الروائي الأمريكي واين داير فيقول إن السعادة هي شيء نابع منك ونتيجة لطريقتك في التفكير فهو يري أن كل شخص بداخله مفاتيح سعادته وعليه أن يبحث عنها جيدا وألا يضيع من عمره الكثير من الوقت.

ويري الروائي الأمريكي وليام أتش شيلدون أن السعادة جوهريا هي حالة للذهاب لمكان ما باتجاه واحد بدون أسف أوندم, فالسعادة قرار لابد أن تتخذه سريعا.
ويعرف الروائي الأمريكي روبرت أنجرسول السعادة بأنها ليست جائزة بل هي نتيجة ويقول أيضا إن من السعادة في كل عصر أن يكون هناك من لديه فرادانية وشجاعة كافية ليقف من أجل قناعاته ويدافع عنها.
ويري جورج شيهين أن السعادة مختلفة عن السرور فالسعادة هي شيء تفعله بالكفاح والمدوامة عليه وتحقيق الإنجاز.
أما الكاتب والفيلسوف السويسري جان جاك روسو فيقول لنصلح ذاوتنا أولا فمتي تم ذلك كانت السعادة من نصيبنا. فالسعادة هي أن نعرف ما نريد وأن نريده بإلحاح.
وتري مارجريت لي رانبيك أن السعادة ليست محطة تصل إليها ولكنها أسلوب للطريق.
أما الروائي الأمريكي دينيس وايتليي فيقول السعادة تجربة روحانية لقضاء كل دقيقة مع الحب, والنعمة, والعفو, والامتنان. وهي أيضا الشعور بالرضا, وطمأنينة النفس, وتحقيق الذات, وشعور بالبهجة والاستمتاع واللذة, وباختلاف أحوال الناس وأوضاعهم وأفكارهم.

ولكن في النهاية تتعدد التعريفات وتتباين الآراء حول مفهوم السعادة ومازال الجميع يبحثون عنها ولكن يبقي تعريف السعادة الذي لن يختلف عليه أحد هو ما ذكره الكاتب الكبير أنيس منصور بأننا نقرأ السعادة في وجه كل من يعمل بإخلاص

شارك هذا الموضوع: