السيرة الشخصية للشيخ الطبرسي
أ.م.د سلوى حسن عيدان
هو الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، يكنى بـ( ابو علي) ،وأمّا بالنسبة إلــــــــــى لقبـــــــــــه فكانت له ألقــــــــــاب كثيرة منـــــــــها الطبرســـي
وأمين الدين ،امين الاسلام ، وفخر العلماء الأعلام ، وأمين الملة والإسلام الشيعي، ومن الالقاب التي ذكرها محسن الامين هي ((الطوسي ،السبزواري ،الرضوي أو المشهدي)).
هناك رأي يقول بأن الطبرسي نسبةً إلى طبرستان وهو اكثر الالقاب شهرة ،ومن شكك في هذا الراي الخوانساري وعبدالله افندي بالقول لوكان من طبرستان لسمي (الطبري،او الطبراني ،او الطبرستاني ) وقد صّرح صاحب تاريخ بيهق بأن أصل الطبرسي مـــن طبرس ومـــا ذهب إليــــه البيــهقي (ت:565هـ/ 1169م) أقرب الى الصواب ،لأنه كان معاصراً لأبي علي الطبرسي وقد عاشا في بيهق معاً، ومن هنا نجد ان البيهقي ذو علم بأصل الطبرسي
اختلفت المصادر في تحديد سنة ولادة الطبرسي ،لكن يمكننا استسقاء هذه المعلومة عن طريق آراء بعض المحقّقين والمؤرخين ،إذ ذهب بعضهم إلى أنه وُلد سنه ( 462هـ/ 1069م) ،وبعضهم قال( 470 هـ/1077م)، ،والبعض الاخر قال كانت ولادته ما بين سنة ( 460هـ/1067م) – ( 470 هـ/1077م)،وكان محل ولادته في مدينة طوس، وكان من سكنة مشهد ،إذ ذكر البيهقي :((وكان مقيماً في مشهد سناباد طوس )) ، ومن هنا جاء لقبه الرضوي والمشهدي ،ثم هاجر إلى سبزوارسنة ( 523 هـ / 1128م) ، و لم تشر المصادر التي ترجمت للطبرسي إلى نشأته ولا الى راحل حياته .
أوردت لنا الكتب التاريخية روايات تشير إلى أسرة الطبرسي إلا أنها كانت عمومية نوعاً ما وجانبت التفصيل ،إذ كان والده أحد علماء عصره ،وهو الحسن بن الفضل وكان الطبرسي يُكنّى بأبي علي ، لكن الذين ترجموا له لم يذكروا ان له ولداً اسمه علي ،وإنما ذكروا له ولداً واحداً اسمه رضي الدين الحسن بن الفضل ، وكـــــــان ايضـــا مـــن اربــــاب العلــم ،وله كتب منها (مكارم الاخلاق ) ،وكذلك حفيده علي بن الحسن الطبرسي كان عالما وله كتب منها (مشكاة الأنوار )
وكانت للطبرسي ابنة ذكرها البيهقي في تاريخه، إذ قال : ((وقد كان السيّد الإمام الأجل أبو جعفر محمد نقيباً ورئيساً لمشهد مدة من الزمان، وعندي نسخة المثال الذي كُتب باسمه من ديوان السلطان مسعود بن محمود، الذي وقعه بتوقيع: المسعود من سعد بالله، ثم جاء إلى قصبة سبزوار وسكن هناك، ولابنه السيد الأجل أبي الحسن علي صلة بالفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد ابن يحيى، وأم السيد الأجل أبي الحسن هي بنت الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطّبرسيّ،…))
وقال أيضاً ((وقد روى السيّد الأجل أبو جعفر الأحاديث عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ، وكان له ابنان: أبو المحاسن الحسين، وأبو الحسن علي، وأمهما هي بنت الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطّبرسيّ ،…))
كانت وفاة الشيخ الطبرسيّ سنة( 548هـ/1153م) ،في مدينة سبزوار (بيهق) بعد انتقاله من المشهد الرضويّ سنة( 523هـ/1128م) ونقل نعشه إلى مشهد ودفن في الموضع الذي يعرف ب(قتلكاه)، وقبرة معروف يزار بالقرب من المشهد المقدس للأمام الرضا (عليه السلام )في مدخل شارع يعرف باسمه
وقد نقلت لنا المصادر التاريخية حادثة وقعت للشيخ الطبرسي تبيّن ماله من كرامة ومنزلة رفيعة ،إذ أًصيب الشيخ بالسكتة فظنوا أنه توفي ،وأُجريت له مراسيم الدفن المتعارفة، إذ قاموا بتغسيله وتكفينه ودفنه ،إلا أن الشيخ لم يكن ميتاً ، وعندما استيقظ وجد نفسه في قبر مغلق ،ونذر لله تعالى أنه لو أَخرج من هذا القبر يقوم بكتابة تفسير للقرآن الكريم وفي أثناء ذلك جاء الدفان ليأخذ كفن الشيخ ويستفيد منه ،ويبدو أنها من عادة ذلك الدفان ، فعندما كشف عن وجه القبر قام الشيخ بمسك يده ،فدُهش الدفان وأصابه الذعر ،فتكلم معه الشيخ وقال له اني حي، فأخرجه الدفان من القبر وأخذه إلى أهله فقام أولاد الشيخ بتكريم الدفان بالمال الجزيل وتاب عن ذلك الأمر من هذه الحادثة
وهذه القصة وإن كانت ممكنة الحدوث ،فانّ نسبتها إلى الشيخ الطبرسي لا تخلو من إشكال ،لا نها لم تذكر من قبل المتقدمين للمصادر التي ذكرت وهؤلاء من المتأخرين ،وإن قلنا إنها فيها شيء من الصحة لماذا لم يذكرها الطبرسي في مقدمة كتابة (مجمع البيان ) لأنها تنص على انها أحد الدوافع التي جعلته يؤلف هذا التفسير فقط وجدت بقلم مقدم الكتاب السيد محسن الامين وقد اشكل عليها.
و بعض المصادر صّرحت بوصف الشيخ الطبرسي بالشهيد ومنها عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية ورياض العلماء وحياض الفضلاء وكذلك ذكره الخوانساري في كتابة روضات الجنات (( الشيخ الشهيد السعيد ،والحبر الفقيه الفريد ،…)) ،لكنهم اكتفوا بإطلاق وصف (الشهيد) فقط من دون ذكر سبب استشهاده ومكانه.