(1884 – 1961 )

الشيــخ محمد الخطيب علم وجهاد
(1884 – 1961 )
   هوالشيخ محمد بن داود بن خليل بن حسين بن نصير بن زيد بن حارث بن طعان الجشعمي ، ولد في مدينة كربلاء المقدسة عام 1884، وأرخ أبوه يوم ولادة ابنه فقال :ــ                      
بمليح وجهٍ مذ علت أنواره              كالشمس أشرق نورها وضياؤها
            جاء البشير مهنئاً مذ أرخوا             (فـــــــازت بيمن محمد خطباؤها) 
       نشأ في مدينة كربلاء المقدسة واهتم بدراسة العلوم الدينية على يد اساتيد الحوزة العلمية آنذاك ومنهم الشيخ جعفر الهر ، ثم إنتقل الى النجف الاشرف ليكمل دراسته واستطاع ان يحصل على إجازة الاجتهاد من علماء عصره ومنهم الشيخ الشريعة والشيخ كاظم الاخوند والسيد كاظم اليزدي والشيخ محمد حسين النائيني .
عاد الخطيب الى كربلاء المقدسة ليستقر فيها ، اذ اشتهر بجهوده العلمية الكبيرة من اجل نشر المبادئ الإسلامية ، واستطاع من تأسيس مدرسة دينية باسم  ” مدرسة الخطيب الدينية ”  1937، الواقعة في منطقة المخيم الحسيني بالقرب من مقام “التلة الزينبية” وكان من خريجي تلك المدرسة عدد من المثقفين ورجال دين ، ومنهم السيد مرتضى القزويني والشيخ محمد علي داعي الحق والشيخ عبد الرضا الصافي والسيد صدر الدين الحكيم الشهرستاني والسيد صادق آل طعمة وغيرهم . 
كان للشيخ الخطيب مجلسا يقام في داره الواقعة خلف باب التل الزينبي في مدخل السوق سابقا وكان هذا المجلس يعج بالمناظرات والجدل في اللغة والآداب والعلوم العربية وغيرها ، ويحضره مجموعة من العلماء الاعلام  واساتذة مدرسه آل الخطيب كالشيخ عبد الحسين الدارمي والشيخ جابر العفكاوي والشيخ محمد ملجأ وغيرهم الكثير.. 
ومن الاحداث الطريفة التي يذكرها مؤرخ كربلاء السيد هادي ال طعمه يقول في احد ايام الصيف القائظ زار متصرف لواء كربلاء منزل الشيخ الخطيب في مجلسه فوجده يقرا كتابا وكان الجو حاراً فقال له المتصرف ما اشد الحر في غرفتك يا شيخ فأجابه الشيخ على سرعه البديهية هذه الآية الكريمة ( وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) وعلى اثرها امر المتصرف بان يتم تزويد بيت الشيخ بالكهرباء تكريما لعلمه الغزير.
وقد اشترك في ثوره مايس عام 1941 عندما افتى بوجوب الجهاد ضد المستعمرين وكان لتلك الفتوى الوقع الكبير في النفوس لما للشيخ الخطيب من منزله دينيه كبيره لدى مقلديه وبقيه المسلمين ، كما افتى في عام 1948 بالجهاد ضد اليهود والمستعمرين في فلسطين العربية. وللخطيب مؤلفات عدة أهمها :ــ ( التذكير في شرح التبصير ، الدورة الفقهية في احكام الجعفرية ، رسالة في حضانة الطفل ، رسالة في مناسك الحج ، رسالة في اطلاق المريض ، رسالة في عملية إتمام الصلاة والطهارة ، رسالة في طب النبي ، رسالة في أجوبة المسائل الطهرانية ، صحيح الخبر في الأدلة على إمامة الاثني عشر ) 
 كانت وفاته صباح يوم الخميس الموافق 5/1/1961 ودفن في مقبره خاصةٍ له تقع عند باب الرجاء من صحن الامام الحسين عليه السلام وقد ارخ وفاته العلامة الشيخ محمد علي اليعقوبي اذ قال:ــ
اي قبر ثوى محمد فيــــــه         قد حوى من سمى العلا اي فرقد
                اي روح قـــــــدسيه فيـــــه        ولها في الجنان ارفع مرقدي
                ما حواه الصعيد ارخت لكن        صعدت للفردوس روح محمد
 
إعتمد المقال على المصادر التالية :
  1. سلمان هادي ال طعمة ، عشائر كربلاء واسرها ، ج2 ، دار المحجة البضاء و دار الرسول الاكرم (ص) ، ط1 ،1998
  2. سلمان هادي آل طعمة ،  معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء، 
  3. علي الخاقاني ، اسرار ثورة مايس 1941
  4. ونستون تشرشل ، ثورة العراق مايس 1941، ترجمة :سليم طه التكريتي . د.ط، بغداد ،1963

شارك هذا الموضوع: