الصحافة السعودية في العهد الهاشمي:(1916 – 1925) 
يبدو أنه لم يسبق من الصحف في ولاية الحجاز عند قيام الحرب العالمية الأولى سوى صحيفة واحدة، هي الصحيفة الرسمية (حجاز)، وتاريخ انقطاع هذه الصحيفة عن الصدور غير معروف، إلا أنه من المرجّح أنها لم تصدر_ كما ذكر من قبل _ بعد ( 10/ تموز/ 1916م) حيث قضى الشريف حسين على الحكم العثماني بمكة، وبعد خمسة أسابيع من هذا التاريخ صدرت(صحيفة القبلة)، أولى صحف العهد الهاشمي، وهكذا فإن الظروف السياسية التي أودت بصحيفة (حجاز) قد أوجدت وسائل دعاية سياسية أخرى، فصدرت في الحجاز في هذه الفترة أربعُ صُحف هي : (القبلة) و( الحجاز) و( الطلاع) و( بريد الحجاز) ومجلة واحدة هي مجلة (جرول الزراعية)().
وكانت صحيفة ( القبلة ) أول صحيفة رسمية أصدرتها الحكومة الهاشمية، وتصدر مرتين في الأسبوع، يومي الإثنين والخميس، وتُطبع بالمطبعة الأميرية بأجياد بمكة المكرمة، وهي المطبعة التي كانت تصدر عنها صحيفة ( حجاز)، وقد جاء في ترويستها أنها ( صحيفة دينية، سياسية، اجتماعية، تصدر لخدمة الإسلام والعرب، وتعد لسان حال الحكومة الهاشمية؛ حيث اهتمت بنشر البلاغات الرسمية؛ وكل ما يتعلق بشؤون الدولة().
 ومما يدلل على أن الدوافع التي كانت وراء صدور صحيفة (القبلة) هي دوافع سياسية؛ تأكيد المجلة في عددها الأول: (( بأنها ستجند نفسها لشرح قضية الشريف حسين في صراعهِ مع جمعية الاتحاد والترقي التي كانت تسيطر حينئذٍ على الدولة العثمانية)) ().
وعلى الرغم من أن ( القبلة ) قد نفت بأنها صحيفة رسمية، أو لسان حال للحكومة الهاشمية إلا أنّ صلتها كانت بالشريف حسين وحكومته قويةً جدا، ذلك لأنها كانت تُطبع في المطبعة الحكومية، التي كان يشرف عليها مدير _الصحيفة المسؤول نفسه_ ولقد كانت تتبع أي سياسة يتبناها الشريف حسين، حتى ليبدو أن ما فيها من آراء لم يكن يعبر عن وجهة نظر رئيس تحريرها، بقدر ما كان يُعبر عن وجهة نظر الشريف حسين نفسه().
فضلا عن ذلك فثمة أدلة أخرى تعزز القول بأن (القبلة) كانت صحيفة رسمية؛ وهذا ما ذكرهُ الشيخ محمد حسين نصيف _احد معاصري الشريف حسين _ بأن (القبلة) كانت لسان حال الشريف حسين، وأكد انه هو وحده الذي كان يرسم سياستها. ()
ومما تقدم يتجلى بوضوح أن العامل السياسي في العهد الهاشمي كان من أهم العوامل التي أمدت الصحافة بأسباب البقاء آنذاك، من خلال خوض المجلات والصحف في القضايا السياسية القائمة وقتذاك، و خير مثال على ذلك مجلة (القبلة(، التي تقدم الحديث عنها، وعن دورها السياسي فيما تبنّته من آراء سياسيةٍ، تعمل على ترسيخ حكومة العهد الهاشمي.

شارك هذا الموضوع: