الظواهر الغبارية  العراق
ا .م. د . سندس محمد علوان جامعة كربلاء
كلية التربية للعلوم الانسانية / قسم الجغرافية التطبيقية
      تعد دراسة  الظواهر ألغبارية من الدراسات الجغرافية الضرورية ، فهي إحدى الظواهر المناخية السطحية التي بدورها تؤثر على الجوانب البيئية المتعلقة بالظروف المناخية والتي تحدد عملية تلوث الهواء وأثرها على صحة راحة الأنسان  وهي واحدة من ابرز الظواهر المناخية المؤثرة على الجوانب الحيوية والاقتصادية .
          تتوفر مساحات  واسعة  على طول السهل الرسوبي  في وسط وجنوب العراق كما تتميز تربتها بأنها رسوبية  في  ظروف مناخية جافة و ذات انحدار قليل ،مما تسبب شدة سرعة  الرياح العامة وتباين اتجاهها، مما ادى الى تباين تكرار ظاهرة العواصف ألغبارية ،وقد اصاب البلاد ظرف مناخية  وتغيرات  في طبيعة التربة والسطح ومناخ وتعرض الى إحداث سياسية صعبة ، مما أدى إلى تصاعد تكرار الظواهر ألغبارية بشكل واضح , وخاصة بعد الاحتلال الأمريكي عام (2003 ) م , اذ تعرضت الترب الزراعية ومبازل الري إلى التدمير من قبل قوات الاحتلال إضافة الى حركة الأليات الحربية الثقيلة، مما زادت عملية جرف الترب خاصة بعد قطع الأشجار وتدمير الحزام الأخضر الذي يحيط بالمدن في البلاد .
    تعبر الرياح عن حركة الهواء الأفقي الموازي لسطح الأرض، وهي ناتجة عن الاختلافات المكانية للضغط الجوي ، وهي تنشا بسبب تباين كثافة الهواء المتحرك والضغط الجوي ،إذ تتحرك الرياح من منطقة الضغط العالي نحو منطقة الضغط الواطئ بسرعة تحددها شدة الانحدار للضغط الجوي ويكون مجال عملها واسعاً وترتبط قدرتها على التعرية بسرعته الرياح  من جهة وحجم جزيئات الغبار من جهة أخر، وذلك لان البلاد يمر في فصول السنة الى مجموعة من المنظومات الضغطية ، اذ يتاثر في فصل الشتاء والربيع والخريف بتكرار المنظومات الجبهويه وهي (المنخفضات المتوسطية  المنفردة والمندمجة ) والمنخفضات الغير جبهويه ومنها(المنخفض السوداني) ويصبح حوض البحر المتوسط منطقة وسط بين المنظومات المختلفة ، مما يسبب حالة عدم الاستقرار وتكوين الحركات الإعصاري للهواء المار على العراق.أما في الصيف فيتعرض البلاد الى تاثير الضغط الجوي المرتفع المداري والموسمي ، ويستمر من شهر حزيران الى شهر ايلول ,كما يؤثر التيار النفاث المداري على ارتفاع 10-15 كم  بين شهر حزيران و اب الى قدوم رياح شمالية شرقية حاره وجافة . لذلك كانت ظاهرة تكرار الظواهر ألغبارية واضحة بسبب التباين للمتغيرات في (المرتفعات والمنخفضات الجوية) التي تؤثر على سرعة اتجاه الرياح في البلاد. اما  العواصف ألغبارية  تطلق للتعبير عن الرياح الشديدة عالية السرعة تتمكن من نقل كميات من الغبار والأتربة والرمال من سطح الأرض من موقها أما بالدحرجة او قفزا او تعلقا ، تبعا لحجمها او سرعة الرياح ،  وقد ترافق مقدمة المنخفضات البحر المتوسط في التي تمر فوق صحاري الجزيرة العربية التي تهب شرقا باتجاه البلاد  ،فالعاصفة ألغبارية ، غيمة من ذرات الأتربة والرمال المنتقلة مع الهواء وتزداد كثافة الأنربة بحيث يقل مدى الرؤيا عن(1) كم وبسرعة رياح تصل(8) م/ثا فاكثر, ويتراوح ارتفاعها من(1-5) كم قاطعة مسافات تصل إلى الآلاف من الكيلومترات, وتحمل الأطنان من الغبار وتمتاز ذرات الغبار بصغر حجمها واختلاف ألوأنها وتميل إلى اللون الأصفر أو الأحمر أو الرمادي ، بينما الغبار العالق تكون مدى الرؤيا من 10 كم واقل من 1كم وسرعة الرياح من (0- 7) م / ثا..اما الغبار العالق فهو ذرأت أتربة معلقة في الهواء مع سرعة ریاح على الأغلب تكون هادئة أو خفيفة والرؤيا أكثر من5)) كم,.يظهر بعد العاصفة ألغبارية والذي يبقى عالقا بالجو لفترة طويلة ويتميز بصغر حجمه اذ يتعدى قطره مايكرون واحد يمثل الغبار العالق المرحلة ما قبل الأخيرة لظاهرتي العواصف ألغبارية والغبار المتصاعد, إذ تبقى دقائق الغبار عالقة بعد سكون الریاح حتى تصل الحد الذي تتغلب فیها خاصية الجاذبية الأرضية على الریاح الساكنة لیصل إلى المرحلة الأخيرة وهي الترسيب.





وختاما:   أن ذرات الأتربة تمتاز بصغر حجمها وخفة وزنها فأن هذه السرعة الواطئة للرياح وأحيانا السكون تكون قادرة على حملها وإبقائها في الجو لمدة تتراوح بین (1-15) ساعة.. تعد الرياح التي لا تقل سرعتها عن (7) م / ثا والمنتظمة في شدتها اتجاها العامل الرئيس في حدوث الظواهر ألغبارية.أن موقع العراق وأنتصافه بالصحاري المحيطة السبب في تعرضه الى العواصف ألغبارية.  تزداد  سرعة للرياح في فصل الصيف.. واقل سرعة كانت في اشهر الشتاء  وأن الرياح الشديدة تحدث أضرار في التربة بشكل عام والأرض الزراعية بشكل خاص وخاصة في المناطق التي تعتمد على سقوط الأمطار فأنها سوف تجرف جزء من سطح التربة وتكشف المجموعة الجذرية للنبات مما يلحق إضرارا كبيرة إضافة إلى أن هذه الرياح تسبب كسر الأغصان والأفرع الجديدة وإسقاط الأوراق في الاراضي الزراعية.



     

شارك هذا الموضوع: