العالم الذي نعيش فيه   
كيف يحدث النمو والتطور الشخصي؟
النمو والتطور الشخصي لدى الإنسان يرتبطان بقدرته على التكيف مع بيئته المحيطة. حيث تعمل نفسية الفرد على استقبال واستيعاب الانطباعات المختلفة التي يتلقاها من العالم الخارجي. ومن هنا، نجد أن النفس البشرية تسعى لتحقيق أهداف معينة وفقاً لعاملين رئيسيين :
    فهمها للعالم المحيط.1
   الأنماط السلوكية التي ترسخت منذ مرحلة الطفولة.2
مثال للتوضيح :
* عندما يقف الطفل لأول مرة دون مساعدة، يدرك فجأة أنه دخل عالماً جديداً عليه بالكامل. وفي نفس اللحظة، قد يشعر أن البيئة المحيطة تبدو عدائية أو غير مألوفة .
* خلال محاولاته الأولى للحركة أو المشي، يواجه الطفل صعوبات متنوعة. هذه الصعوبات إما أن تعزز ثقته وأمله في المستقبل، أو تضعف عزيمته وتحبطه .
* الانطباعات التي قد يراها الشخص البالغ بسيطة أو غير مؤثرة، يمكن أن يكون لها أثر بالغ على نفسية الطفل، وتشكل طريقة فهمه للعالم من حوله .
اثر الصعوبات على تشكيل الشخصية
* الطفل الذي يعاني من صعوبة في الحركة، على سبيل المثال، قد يطور نموذجاً ذهنياً يركز على القوة والقدرة على الحركة السريعة. يمكن أن يظهر ذلك في اختياراته، مثل بطله المفضل، لعبته المحببة، أو أهدافه المستقبلية .
* من خلال هذه الإجابات، يتضح أن الطفل يسعى للتغلب على العقبات التي تحد من حريته، حيث تصبح مشاعر النقص أو العجز التي مر بها في صغره هي الدافع الأساسي وراء أهدافه في الحياة .


خلاصة :
لفهم الفرد، يجب معرفة كيف واجه العالم المحيط به في طفولته. فتجاربه الأولى تؤثر على علاقاته وأهدافه، وتشكّل الأساس الذي يبني عليه تصوره للعالم .
 هذا النص مُستلهم من كتاب “ الطبيعة البشرية ” للعالم النفسي ألفريد أدلر، الذي يؤكد على أن فهم شخصية الإنسان يبدأ من تجاربه المبكرة وكيفية تفاعله مع بيئته .



شارك هذا الموضوع: