العبرانيون (بني اسرائيل )
م . م زينب حمود كزار
جامعة كربلاء-كلية التربية للعلوم الانسانية –قسم التاريخ
تعد كلمة عبري التسمية المعروفة لاسباط بني اسرائيل نسبة لجدهم الاكبر عابر بن شالح بن ارفكشاد بن سام , وكلمة عبري التي أطلقوها على ابراهيم عندما عبر نهر الفرات وسبب عبور ابراهيم هو الهروب من الملك نمرود بن كوش بن كنعان بن حام الوكيل عن بابل , بعد ان رفض عبادة الاصنام, كما ويزعم العبرانين أنهم الذرية الشرعية لأبراهيم بقرابة الاخرين لهم.
وهناك من يرجح أن تسمية بني إسرائيل بالعبرانيين لا يرجع الى حادثة معينة أو شخصاً بعينه وانما سببها معيشتهم في الصحراء ، وعبورهم للمراعي ، وظلت هذه التسمية تطلق على الجماعات من القبائل النازحة من البادية ومن جهة فمسطين إلى مصر وعلى هذا الأساس صار المصريون يسمون الإسرئيليين بالعبرانيين باعتبارهم من تلك الجماعات البدوية.
ويذهب الباحث مع من قال من العلماء ومنهم طه باقر بأن اصول العبرانيين تعود الى نجد في شبه الجزيرة العربية .
وكان جد بني اسرائيل هو إبراهيم ، وهو(بحسب التوراة) رجل أخبره الإله يهوه لمغادرة بلاد ما بين النهرين إلى أرض إسرائيل , ووعد الله إبراهيم بالأرض وبنسل كثير لكي يرثونها ,وتم نقل هذا الوعد إلى إسحاق ابن إبراهيم ، ويعقوب ابن إسحاق أيضًا ,وتسمى اسرائيل نسبة ليعقوب الذي كان لديه اثنا عشر ابناً ، نشأت منهم قبائل تحمل أسمائهم , وهاجروا نتيجة المجاعة في أرض كنعان (اسم مصري قديم للأرض إسرائيل) ، ونزل يعقوب وعائلته إلى مصر ، حيث أقاموا لعدة قرون وتكاثروا بشكل كبير جدا.
وهم من الناحية العلمية فرع من فروع الاقوام السامية التي انحدرت من الجزيرة العربية, والذين عاشوا حياة البدو الرحل واختلطوا مع الاراميين وتطور اسمهم الى عبري او عبراني ومن ثم الى يهودي واسرائيلي , وقد بينت المكتشفات الاثرية ان قوم موسى من اليهود لم يكونوا من بني اسرائيل الذين ذهبوا الى كنعان .
وقد هاجر يعقوب ( اسرائيل ) حوالي القرن السابع عشر قبل الميلاد من كنعان الى مصر , وكان ابنه يوسف يحكم في مصر حيث عطف عليهم وقربهم منه , وكان عددهم 12 قبيلة من ولد يعقوب , وفي القرن الثالث العشر قبل الميلاد اغار بني اسرائيل بقيادة يوشع بن نون ( خليفة موسى ) على بلاد كنعان ,وكانت عشائر كنعان حسب التوراة (صيدون بكره , حثا , اليبوسي , الاموري , والجرجاشي , والحوي , العرقي , السيني , العرادي , الصماري , الحمتي ) ,وكانت هذه الفترة تسمى ( فترة القضاة ) ((ومنهم داود وسليمان)), وبعد وفاة سليمان انقسموا الى مملكة اسرائيل ويهوذا ونشبت حروب اهلية بينهما .
وفي هذه الفترة (عصر القضاة) دخلت جماعة موسى بقيادة (يوشع بن نون) , لتدخل الاله يهوه في الحرب وكان شاؤول ملكا هناك وهذا ما ذكرته التوراة :
“فيما هم منهزمون
من وجه اسرائيل, وهم في منهبط بيت حورون
رماهم الرب بحجارة عظيمة من السماء الى عزيقة (بلدة تقع في وادي الخليل في فلسطين وتبع 26 كلم شمال غرب مدينة حبرون، معنى إسمها هو البيضاء باللغة الكنعانية)
فهلكوا وكان الذين هلكوا بحجارة البرد اكثر من الذين قتلهم بني اسرائيل”
وهذا دليل على ان الاله يهوه اقوى من عبادة ايل عند الكنعانيين.
وعندما مرت السنين المصاحبة للغزو يلاحظ تاثير كنعاني في ان واحد , متمثلة بالنظام الشعائري , المزارات المقدسة , ولكن الديانة اليهودية التي اعلنوها تمثل الاكثر ابداعا للدين والثقافة الكنعانيتين.
وكانوا يستخدمون اللغة العبرية ، وهي اللغة السامية لمجموعة الشمال الأوسط (وتسمى أيضًا الشمال الغربي) ؛ وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالفينيقيين والمؤابيين ، والتي غالبًا ما يضعها العلماء في مجموعة فرعية كنعانية,وقد بدأ التحدثت باللغة العبرية في فلسطين في العصور القديمة ، وقد حلت محلها اللهجة الآرامية الغربية منذ حوالي القرن الثالث قبل الميلاد ؛ واستمر استخدام اللغة كلغة أدبية, وتم إحياؤها كلغة منطوقة في القرنين التاسع عشر والعشرين وهي اللغة الرسمية (لإسرائيل) .
وقد عثر على لوح حجري في سنة 1896يحتوي على ذكر لبني اسرائيل ويحوي تفاصيل هزيمتهم على يد الفرعون مرنبتاح, وهناك نظرية تقول ان بني اسرائيل غادروا مصر في زمن ( احمس ) ووصلوا الى فلسطين في زمن اخناتون وسموا بأسم الخابيرو , وهذه النظرية لا يؤخذ بها لانها ذكرت استغراق التيه في الصحراء 200 عام .
كما أن كلمة( يهودي) استعملت لأول مرة في الكتابات الأشورية على لسان الملك سنحاريب (، كما انه أطلق لقب (ملك) على حكام تلك الدول ما عدا (حزقيا)، الذي لم يطلق عليه اسم الملك كما ذكرته التوراة، بل لقب بحزقيا اليهودي، أي من (بيت يهوذا) .
وكان اليهود اصحاب اغنام ومواشي يقيمون جنوب فلسطين في عهد يعقوب وابنائه قبل ان يستضيفهم فرعون مصر وانتهاءا بموسى وهذا شكل حقد على الكنعانين اصحاب الارض , واعتبروها لعنات نسبوها الى كنعان حفيد نوح الذي لم يرتكب اثم , والدعوات والبركة لسام بن نوح الذي يزعم اليهود انه جدهم