العرض والتمثيل بين أرسطو وأدبنا العربي
 
د علي حاكم الكريطي
 
العرض والتمثيل الذي ذكرهما أرسطو في كتابه الشعرية ، نجانبهما في أدبنا ، بل في آداب الأمم جميعًا ، حتّى تلك التي ينشطُ فيها المسرح ، وأكثر عندنا ، في مجتمعنا ، فإذا كان النتاج الشعريّ يُمَثَّلُ سابقًا أيام أرسطو ، ويوجّه له النّقد ، ويصل بالنّاس الى غاية التَّطهير ، فكيفُ نوافق بين العرض والتمثيل ، وبين أدبنا ، هل هناك مقتربٌ بين الاثنين ؟ هنا يمكن القول: الإفادة من نتاج أرسطو بالعرض والتمثيل ، ليتناسب ذلك مع ماعندنا ، لكنّ التمثيل هذا ، ليس تمثيلَ مسرحٍ  ، لا للتقليل من أهمّية المسرح ، بل لتعذّر الإمكانات جميعًا ، بما فيها عدم القدرة على تمثيل أيّ نصٍّ شعريٍّ ، أدبيّ مثلاً ! إضافة إلى ضعف المسرح العام ، المعروف ، فيأتي ذلك العرض ، والتمثيل من خلال عرض الفكرة الشعريّة على شخص الإنسان نفسه ، فيعيشُ معها بوصفها واقعة ممثّلة كتلك التي في المسرح ، هنا يبدأُ الأثر يبدو جليًّا ، ويكون المتلقّي ناقدًا ، للمجتمع ، ، لنفسه ، وللنّصِّ أيضًا . للمجتمع حين يتأثّر بالأدب ، ويحاول مطاوعة الفكرة ، لتؤثّر فيه أولًا ، ولتغيّر المجتمع ثانيًا ، وللنصِّ إذا ما وجد النصَّ بحاجةٍ إلى سدِّ نقصٍّ معيّنٍ ، أو التربيت عليه ، لشدّة التعجّب به .
 

شارك هذا الموضوع: