جامعة كربلاء 
كلية التربية للعلوم الانسانية
أ.م . د. يحيى عبيد ردام الطائي
 مقال بعنوان :
العلاقة بين استراتيجيات الإدراك المعرفية وما وراء المعرفية 
يتفق معظم الخبراء في مجال علم نفس التفكير على أن أي جهدٍ لتعليم مهارات التفكير يظل ناقصاً ما لم يتضمن مهمة مساعدة الطلبة على تنمية مهارات التفكير حول التفكير أو مهارات التفكير ما وراء المعرفي والوصول إلى مستوى التفكير الهادف ، وإن تنمية العمليات المعرفية الدنيا أو المتوسطة لا بُدَّ أن يتضمن تدريبات لرفع مستوى استقلالية تفكير المتعلم وفاعليته في ممارسة التفكير الموجه ذاتياً وهي غاية تعليم مهارات التفكير فوق المعرفية التي تنمو من سنِّ الخامسة ثم تتطور وأظهرت الدراسات أن المفكرين والخبراء في حل المشكلات يتصفون بأنهم يمتلكون سيطرة وقدرة على التحكم في تفكيرهم وتوجيهه وإنهم يعرفون هدفهم وكيف يصلون إليه . 
وهناك ترابط  بين مهارات ما وراء المعرفة وبين عمليات المعرفة واستراتيجياتها ، فإذا كانت استراتيجيات المعرفة هي استخدام عمليات المعرفة لاكتساب المعلومات وفهم المبادئ ، فإن ما وراء المعرفة تتمثل في العمل على التأكد من تحقيق ذلك وعلى التساؤل الذاتي عن مدى تحقق هذا الهدف وإدارة عملية التفكير وتعديل وإعادة تنظيم إستراتيجية العمل والتعلم وتساؤل المتعلم لنفسه : ماذا اعرف ؟ وماذا لا يعرف ؟ وما الذي يحتاج لمعرفته ؟  وإمكانية التحكم الذاتي بما تعلمه ..
وقد حددت (دروزة: 1995) الفرق بين الاستراتيجيات المعرفية وما فوق المعرفية بالمخطط الآتي:
مخطط المقارنة بين استراتيجيات الإدراك المعرفية وما فوق المعرفية
الاستراتيجيات المعرفية
الاستراتيجيات ما فوق المعرفية (ما وراء المعرفة)
*) تهدف للحصول على المعنى والفهم للشيء المقروء وإضافة معنى له .
*) تهدف للتحكم والضبط بالمعنى والمحافظة عليه لأطول مدة ممكنة .
*) تكون في المراحل الأولى من النمو.
*) تبدأ في عمر خمس سنوات وتستمر بالنمو حتى المرحلة الثانوية أو السنوات الأُولى للجامعة .
*) تُعدُّ شيء فطري ويكون الاستعداد لها موروثاً .
*) تُعدُّ مهارة مكتسبة تحتاج تدريب وممارسة كي يوظفها المتعلم .
                                                  
دور المدرس في تعليم استراتيجيات ما وراء المعرفة 
تشي المصادر إلى أهمية دور المدرس في تعليم استراتيجيات ما وراء المعرفة وذلك بإتباع الخطوات الآتية:
– التخطيط للإستراتيجية الواجب إتباعها 
– عرض الإستراتيجية على الطلبة من خلال عملية النمذجة
– توجيه الطلبة لممارسة هذه الإستراتيجية عملياً من خلال مراقبة أدائهم
– حصول الطلبة على التغذية الراجعة . 
وبذلك يكون التدريس الاستراتيجي الفعّال المستند على التفكير فوق معرفي يتطلب من المدرس ما يأتي :
  1. شرح الإستراتيجية : إذ يجب أن يوضح المدرس لطلبته ما يأتي :
  • ما هي الإستراتيجية التي يتعلمونها . (المعرفة التصريحية) 
  • كيف يجب أن يوظفوا الإستراتيجية . (المعرفة الإجرائية) 
  • ما هو السياق الذي يوظفوا الإستراتيجية فيه . (المعرفة الشرطية) 
 إنَّ ذلك يجعل الطلبة أكثر وعياً بما يتعلموه والهدف منه ، إضافة إلى تحسين أداءهم في اختبارات التحصيل.
  1. نمذجة الإستراتيجية: يقوم المدرس بتوضيح وتقديم نموذج لاستخدام الإستراتيجية .
  2. تدعيم التدريس : يجب أن يعطى للطلبة فرصة لممارسة الإستراتيجية ليكونوا متعلمين مستقلين استراتيجيين . 
4) ربط التدريس المعرفي للإستراتيجية بالدافعية. 
5) ربط التقييم بنواتج التعلم.
6) وضع معايير التمييز ، بحيث يطلب من الطلبة تحقيقها لإكمال المهمة .
                                     
 

شارك هذا الموضوع: