العلاقة بين الصناعة والزراعة
م.م الاء حسين محمد الخفاجي
مما لاشك فيه أن العلاقة المتبادلة بين قطاعي الصناعة والزراعة تعد شرطاً ضرورياً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة لأي اقتصاد، حيث يعتمد النمو في القطاع الصناعي بدرجة كبيرة على زيادة مشتريات القطاع الزراعي من السلع الصناعية وعلى مدى توفر المواد الخام الزراعية اللازمة للتصنيع، كما أن النمو في القطاع الزراعي يعتمد بدرجة كبيرة على طلب القطاع الصناعي على السلع الزراعية، وهو الأمر الذي يعني أن تقدم القطاع الصناعي ضروري لتقدم الزراعة كما أن التقدم الزراعي لازم لتحقيق تقدم الصناعة. لذا يجب أن تسعى خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق التكامل بين تنمية القطاع الزراعي وتنمية القطاع الصناعي. 
أن الاستثمار والتقدم التكنولوجي في الزراعة مهم جداً لتحقيق التطور السريع للصناعة، والتنمية الزراعية باعتبارها ضرورية لنجاح التصنيع، وأن الاستثمار المتوازن في إنتاج البضائع والسلع الرأسمالية يشكل أساس النمو المستدام على المدى الطويل  ، و أن القطاع الزراعي القوي يمكن أن يكون القوة الدافعة وراء النمو الصناعي فالتقدم التقني في مجال الزراعة أو اكتشاف أراض جديدة يخفف القيود الأساسية على النمو الصناعي، كما أن التقدم التقني في قطاع الصناعة يؤثر في معدلات الإنتاجية الزراعية. 
توجد علاقة طردية بين الزراعة والصناعة، إذ تقوم الصناعة بتزويد الزراعة بمستلزمات ضرورية التطوير الزراعة كالمكائن والآلات والأسمدة الكيمياوية والمبيدات لمكافحة الآفات الزراعية وإنشاء النواظم والسدود والخزانات والقوة الكهربائية وما يتبعها من ملحقات التصنيع وغيرها. وفي الوقت نفسه تحتاج الصناعة إلى المنتجات الزراعية الأولية التي تتطلبها، إذ إن استمرار عملية التصنيع تتوقف على توافر الموارد الزراعية الأولية، مثلاً: الصناعات الغذائية تعتمد على توفير الخضراوات والفواكه واللحوم، والألبان، والأسماك والبذور الزيتية .

شارك هذا الموضوع: