الفرق بين التعلم والتعليم
 
يشيع استخدام كلمتي التعلم والتعليم في مجال علم النفسي التربوي. ولا بد في هذا المجال من معرفة العلاقة بين هذين المفهومين وفهم الفرق بينهما.
لقد عرفنا التعلم بأنه تغير شبه دائم في السلوك أو الأداء يحدث نتيجة للخبرة والتدريب، وإذا أضفنا العنصرين الآتيين لهذا التعريف فإنه سوف يعبر عن مفهوم التعليم.
 تحديد السلوك الذي يجب تعلمه وتوصيف الظروف أو الشروط التي يتم فيها هذا التعلم والتي تلائم السلوك موضوع التعلم.
التحكم في الظروف التي تؤثر في سلوك التعلم بحيث يصبح هذا السلوك تحت سيطرتها من أجل تحسينه كماً وكيفاً.
 
ونستعرض في الآتي الفروق بين هذين المفهومين:
من الملاحظ أن عملية التعلم تتم بطريقة غير مقصودة، على العكس من عملية التعليم.
 
١- قد يتخذ التعلم شكلاً استبصارياً فجائياً بينما يتم التعليم وفق خطوات منظمة متدرجة من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب.
 
٢- يتعلم الفرد عن طريق التعلم أشياء كثيرة منها ما يضره ومنها ما ينفعه، بينما يهتم التعليم بتحقيق أهداف المجتمع والأهداف التربوية المرتبطة بفلسفة المجتمع وسيكولوجية التلميذ وطبيعة المعرفة.
 
٣-قد يتم التعلم بدون معلم، فالفرد قد يكتسب معلومات عديدة عن طريق التعلم الذاتي بينما يعد المعلم ومسألة تحديد التعلم والتحكم في شروطه من العناصر الهامة لعملية التعليم.
 
وعلى الرغم من هذه الفروق إلا أن التمييز بين مفهومي التعلم والتعليم ليس حاداً، وإنما بينهما درجات من التداخل والإشتراك ذلك أن التعلم هو هدف التعليم فنحن لا تعلم لغرض التعليم ذاته وإنما لكي يتعلم التلاميذ، ومع أن فشل التلاميذ في التعلم لا يعني بالضرورة نقصاناً في كفاءة شروطه وظروفه، إلا أن التعلم هو المقياس الممكن والموضوعي لنجاح التعليم.


شارك هذا الموضوع: