زينب حسن عبد الحسين / قسم العلوم التربوية والنفسية
هل مر عليك موقف كنت تريد فيه تأدية عمل ما ولكن منعك من ذلك اعتقادك بأنك غير قادر على عمل ذلك، وبالتالي لم تحاول من البداية أو كانت محاولتك ضعيفة جدا؟
طالب يشتكي من مادة الإنجليزي أو الرياضيات قائلا: ((لن أستطيع أن أفهم هذه المادة مهما عملت؛ لذا لا داعي للمحاولة من البداية))
ربما سمعت بتعبير هذا الطالب تعقد من مادة الإنجليزي» أو «هذا الطالب صار بينه وبين مادة الرياضيات حاجز نفسي». أو قد نسمع مقولة فلان متعقد من عمل ذلك الشيء» أو « فلان يعتقد أن ذلك الموضوع صعب عليه »، أو « فلان مهزوم نفسيا
السؤال هنا: كيف يمكن تفسير ما سبق من جانب نفسي؟
ما يقوله علم النفس في هذا الصدد سهل ويسير:
هنالك عوامل عديدة تجعل الفرد يستجيب بطريقة أو أخرى
من أهم تلك العوامل: «التعزيز» والذي تناوله السلوك الإجرائي
ومن العوامل المهمة ما يمكن تسميتهالفعالية الذاتيةوالتي تعني ((اعتقاد الفرد بقدرته على إتيان استجابة ما)). وهذا الاعتقاد يلعب دورا كبيرا في السلوك والدافعية، حتى أن الفرد لا يحاول، أو يتوقف عن المحاولة عندما تكون الفعالية منخفضة بشكل كبير.
إن موضوع فاعلية الفرد وقدرته على التعامل مع أحداث الحياة قد احتل جانباً مهماً من كتابات الفلاسفة والمفكرين وعلماء النفس. وقد جاءت في كتاباتهم عدة مصطلحات تعبرعن مفهوم الفاعلية أو ماهية شخصية الفرد . فقد عبر الفيلسوف الألماني (فريدريك عام ( 1844-1900) ((Friedrich Nielsohe نيتشة (
عن مفهوم الفاعلية بمفهومه الشهير (إرادة القوة )التي رأى أنها أكثر الدوافع الإنسانية الأساسية وما يريده الفرد فوق كل شيء آخر، وإن الفرد يسمو حين يتغلب على ضروب الخذلان التي تكتنف حالته الحاضرة). فالفرد يسعى للتغلب على البيئة والتعامل معها بشكل فعال.
وآخرون) بأنها مجموعة عامة من التوقعات الذاتية لدى الفرد بشأن Sherer ويعرفها
قابليته حول أداء السلوك وتحقيق الغايات والتغلب على العقبات في مواقف الحياة اليومية.
وقد يطرح سؤال مهم جدا حول الأسباب التي تشكل اعتقاد الفرد حول ضعف قدرته أو قوتها
وهذا سؤال مهم تتجسد إجابته في ما يمكن تسميته ب«مصادر الفعالية الذاتية»،
يدرك الناس فاعليتهم على أساس تطويرها بأربعة مصادر رئيسة، وإن أهم طريقة مؤثرة لخلق الشعور القوي للفاعلية هو من خلال السيطرة على التجارب ومتغيرات الحياة وهذه المصادر هي: