المقدمة: 
القراءة هي المفتاح الأساسي لتنمية الفكر وتوسيع المدارك، ودورها في حياة الإنسان لا يقتصر على التعلم فحسب، بل يمتد ليشمل تطوير الوعي وبناء المعرفة. في هذا المقال، سنسلط الضوء على أهمية القراءة وكيفية دعمها وتعزيزها لدى الفرد.
أولا: مفهوم القراءة 
القراءة لغة : قرأ الكتاب (قراءة) و(قُرءانا) بالضم . و (قرأ) الشيء (قُرْءانا) بِالضَّمِّ أَيضاً جَمَعَهُ وضَمَّهُ ومنه سُمِّيَ القُرآنُ لأنه يَجْمَعُ السُّورَ وَيَضُمُّهَا وقوله تعالى : ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمَعَهُ، وَقُرْءَانَهُ ﴾ [القيامة: 17] ، أي : قراءته . وفلان (قرأ) عليك السلام وأَقْرَاك) السلام بمعنى [مختار الصحاح (مادة قرأ)، ص ٣٢٦[
أما اصطلاحا : فيرى جيبسون أن القراءة عملية اتصال واستجابة لرموز مكتوبة وترجمتها إلى كلام وفهم معناها. بينما يرى دشنت أن عملية القراءة عملية تتعدى فك الرمز وتهجئة الكلمات المطبوعة ، وهي عملية تهدف إلى الوصول لمعنى المادة وفهمها ومن ثم تداخل القارئ بالمادة وتحليلها وعمل إسقاطات ذاتية عليها. أي أن القراءة عملية موضوعية من حيث إدراك معنى المادة. وعملية ذاتية من حيث التفاعل معها وتحليلها واستخلاص نتائج منها. [استراتيجيات تدريس اللغة العربية، بليغ حمدي، ص ٧٩].
ثانيا: أهمية القراءة
القراءة هي مفتاح المعرفة وأداة مهمة لتنمية العقل وتطوير المهارات. فهي تساعد الإنسان على التعلم واكتساب المعلومات، مما يوسع إدراكه ويجعله أكثر وعيًا. وقد أكد الإسلام على أهمية القراءة، حيث كانت أول كلمة نزلت على النبي ﷺ هي: “اقرأ باسم ربك الذي خلق”، مما يدل على دورها الكبير في نشر العلم.
تساعد القراءة على تنمية التفكير وتحفيز العقل، كما تمنح الإنسان فرصة للتعرف على ثقافات وتجارب مختلفة، مما يجعله أكثر انفتاحًا وتوازنًا. لذلك، من المهم أن نغرس حب القراءة في الأطفال منذ الصغر، من خلال تقديم قصص ممتعة وكتب تناسب كل مرحلة عمرية، حتى تصبح عادة مفيدة ومحبوبة.
القراءة ليست مجرد هواية، بل هي ضرورة تساعد الأفراد على التطور والمجتمعات على التقدم. لهذا، يجب أن نشجع الأجيال الجديدة على القراءة، لأنها استثمار في مستقبل أفضل وأكثر وعيًا.
ثالثا: نصائح حول دعم القراءة .
نظرًا لما تحمله القراءة من أهمية بالغة في تطوير الفكر وتعزيز الوعي المعرفي، تبرز الحاجة إلى توجيه نصائح فعّالة للمعنيين بهدف تنمية حب القراءة وتعزيزه. ومن بين هذه النصائح:
 
– من المعلوم أن الوالدين يشكلان النموذج الأول والأهم في حياة الطفل، لذا ينبغي أن يكونوا قدوة حية تُظهر شغفًا بالقراءة والاطلاع. كما يُستحسن أن يحفز الوالدان أطفالهم على انتقاء الكتب التي تتناسب مع أعمارهم وميولهم. ولا بأس بإنشاء مكتبة صغيرة تحتوي على كتب تثقيفية ملائمة لمرحلتهم العمرية وأفكارهم، بهدف غرس حب القراءة في نفوسهم منذ سن مبكرة بطريقة ممتعة.
– مع التحاق الطفل بالمدرسة، يصبح من واجب المعلم تعزيز حب القراءة وغرسها في نفوس الطلاب. إلا أننا، وللأسف، نشهد أحيانًا إهمال بعض المعلمين والمدرسين لحصص المطالعة وعدم منحها القدر الكافي من الاهتمام الذي تستحقه.
– يمكن للمعلمين والإداريين تعزيز شغف الطلاب بالقراءة وحب الاطلاع من خلال تنظيم زيارات تعليمية إلى المكتبات، حيث يتم تعريف الطلاب بالكتب وتحفيزهم على استكشاف محتوياتها. وغالبًا ما نجد طلابًا لديهم شغف بالقراءة، إلا أنهم يفتقرون للتشجيع والتوجيه، مما يستدعي انتباه المعلمين والإداريين لدعم هؤلاء الطلاب ليصبحوا قدوة تلهم زملاءهم وتشجعهم على الاقتداء بهم. 
– لتنمية حب القراءة والاطلاع، يُستحسن تأسيس مكتبة مدرسية تضم كتبًا تثقيفية وتوعوية تُلهِم الطلاب وتُعزّز شغفهم بالقراءة. كما يُمكن تنظيم فعاليات وأنشطة مشوّقة مرتبطة بالقراءة لجعلها تجربة جذّابة ومثيرة للاهتمام.
الخاتمة: 
وفي الختام، نحمد الله الذي جعل العلم نورًا يهدي العقول، وجعل القراءة وسيلة لبناء الإنسان ونهضة المجتمعات. فالقراءة تشكل أساس التقدم الفكري والمعرفي، وهي ليست مجرد أداة للتعلم، بل جسر يربط الفرد بالعالم من حوله، مما يتيح له فرصة لفهم ذاته وتوسيع مداركه. ومن خلال القراءة، نُشيّد مجتمعًا واعيًا قادرًا على مواجهة تحديات المستقبل بثبات وثقة؛ لذلك، فإن غرس حب القراءة في نفوس الأجيال مسؤولية عظيمة تبدأ من الأسرة وتكملها المؤسسات التعليمية. إنها عادة بسيطة، لكنها تترك أثرًا عظيمًا في حياة الفرد وتقدمه.
 
المصادر والمراجع: 
١- مختار الصحاح، محمد الرازي، دار صادر- بيروت، ط١ ٢٠٠٨م.
٢- استراتيجيات تدريس اللغة العربية، د. بليغ حمدي إسماعيل، ط١، 2011م، دار المناهج للنشر والتوزيع.
3- التواصل مع بعض المدرسين والطلبة لاستقصاء ميول الطلاب واستكشاف مدى شغفهم بالقراءة..

شارك هذا الموضوع: