القلق حالة من التحسس الذاتي يدركها المرء على شكل شعور من الضيق وعدم الارتياح، مع توقع وشيك لحدوث الضرر أو السوء. وهي حالة أشبه ما تكون في طبيعتها الشعورية وفي انفعالات الجسم المصاحبة لها بحالة الخوف والفارق الوحيد بينهما أن للخوف مصدراً واضحاً معلوماً بالنسبة للخائف، بينما مصدر القلق غير واضح بالنسبة للذي يعانيه. أن القلق يخدم إغراضاً مهمة في الحياة الإنسان فرداً أو عائلة أو مجتمع.فتحسس الإنسان بشيء من القلق ضرورة لازمة، فهو يمكن الفرد من الانتباه للخطر قبل وقوعه فيبعده بمجابهته أو تفاديه وهو يدفعه إلى الحرص على صحته باتقاء المرض والحرص على مستقبله بالعمل. ويصعب علينا أن نتصور عالمنا وهو
خال تماماً من أي اثر للقلق. فلو أمكن ذلك لعاش الفرد ليومه، ولا يتقيد بمسؤولية أو طموح أو هدف.
أن القلق النفسي كحالة من عدم الارتياح المصحوبة بتوقع الخطر توجد في الناس على درجات والاختلافات بينهم في الدرجة لا في النوع.
وفي عملية زيادة القلق قد يصل الأمر إلى حد الذي لا يتمكن فيه الفرد من الاستفادة منه، فلا يقدر على توجيهه وجهة نافعة إنتاجية، وعندها يطغي القلق على توازنه النفسي ويؤثر في سلوكه وفي قابليته على تصريف حاجته النفسية بهدوء ومرونه.
أنواع القلق
ويمكن تقسيم القلق إلى :
القلق العادي (السوي): وهو احد الوظائف المهمة للدماغ والتي تعمل على بقاء الإنسان وله وظيفة مهمة وهي تجنيد كل طاقات الإنسان الجسدية والعقلية لمواجهة للمواقف المثيرة للقلق وذلك عن طريق رفع التنبيه الذهني في المنطقة المادية البصرية والمحيطة بالدماغ .
فالقلق في حد ذاته ظاهرة طبيعية وإحساس وشعور وتفاعل مقبول ومتوقع وتحت ظروف معينة وأحياناً ويكون للقلق وظائف حيوية تساعده على النشاط وكذلك على حفظ الحياة .
القلق العصابي خوف غامض غير مفهوم لا يستطيع المرء المصاب به أن يعرف سببه الحقيقي حيث يأخذ هذا القلق يتربص الفرد كي يتعلق بأي فكرة أو أي شيء خارجي. أي انه يميل إلى الإسقاط على الأشياء من المحيط ويختلف القلق العصابي عن القلق الموضوعي في أن مصدر الأول داخلي وينبع هذا الخطر عن دوافع جنسية وعدوائية كبتت في الطفولة لان الطفل قد عوقب بشدة باستمرار عندما كان يعبر عنها .
القلق الخلقي :ويكمن مصدر القلق في داخل الفرد وهو الأنا الأعلى أو الضمير الخلقي الذي تمثله القوانين والأعراف الاجتماعية والمثل الأخلاقية.