مقال بعنوان
القيادة الناعمة
م.م هند مفتن رحم
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية \ إدارة تربوية
ان القيادة الناعمة أخذت دوراً بارزاً في تحقيق العديد من المزايا الإيجابية لبيئة العمل، الأمر الذي يُسهل عليها تحقيق التكيف مع الظروف البيئية كافة، ليتم إنجاز الأعمال المطلوبة فيها على أكمل وجه ممكن، فضلاً عن تحقيق النجاح في العمل وتحقيق الأهداف المطلوبة .
أن القيادة الناعمة تقدم اسهاماً حيوياً للمؤسسات والإداريين لاكتساب التعاون ، والمساعدّة في تطوير الموارد البشرية عالية الجودة ، والحفاظ على الأشخاص الذين يتم تحفيزهم من خلال الإقناع ، وتعزيز الصدق والإخلاص والثقة بين الموظفين، للتعرف على المشكلات واغتنام الفرص، أو اتخاذ الإجراءات المناسبة تلقائيا، فالقيادة الناعمة تميل إلى التأثير في أداء المرؤوسين وسلوكياتهم نحو الاتجاه المطلوب، إذ ليس فقط المطلوب من القادة أن يمتلكوا مهارات تنظيمية وفنية بل لابد من امتلاكهم مهارات تتعلق بالعلاقات الانسانية في استراتيجيات وبرامج تنمية القادة ، إذ يحتاج القائد إلى امتلاك المهارات القيادية الناعمة والصعبة لإثبات القدرة على قيادة المؤسسة نحو نتائج التميز أو الانجازات.
أن أهمية القيادة الناعمة تتجسد في القدرة على: التفاعل مع الموظفين الداخليين والخارجيين ،العمل بشكل تعاوني، فهم بيئة العمل، الاستباقية والتوجيه الذاتي و إيجاد حلول لمشكلات العمل. فيما أن القيادة الناعمة تساعد في تحويل شخصية الأفراد ومواقفهم وسلوكياتهم، إذ أنها توازن بين قدرات الأفراد والمهام الموكلة إليهم بشكل متناسب ، وتركز على التعاطف الذي يتمثل في القدرة على فهم وإدراك شؤون الشركاء الآخرين، والنظر في القضأيا بموضوعية، وأيضا تعمل القيادة الناعمة على الحد من الصراعات والأزمات التنظيمية ، فضلاً عن أنها تقلل من التناقض في مكان العمل، إذ يمكن للمرؤوسين تحقيق التوازن بين حياتهم الشخصية والمهنية، ويكونوا بموجبها قادرين على إدارة وقتهم بفاعلية، لأنها تهتم بالأفراد بدلاً من اهتمامها بالمهام، وتقلل من مستويات التوتر، وتحافظ على استقرار المرؤوسين في عملهم وتعزز مشاركتهم وولائهم لمؤسساتهم ومن ثمَّ تعزيز التميز وتحقيق الفاعلية التنظيمية
مصطلح القيادة الناعمة يتكرر كثيرا في الفترات الأخيرة ومن ثمَّ، فمن الضروري على من يمارسها أن يمتلك مهارات وقابليات وكفاءات تعد لازمة في الحياة اليومية بقدر أهميتها في العمل؛ إذ تتسم بالعمومية، ومن ثمة يجدر على كل التخصصات العلمية وضعها بعين الاعتبار، سواء في جانب الاهتمام بتنميتها أو جانب الوصول إلى أنجح الطرق والأساليب والأدوات التي تمكن من تقييمها تقييماً موضوعياً جيداً، وعلى هذا الأساس، فإن زمن الشهادات وتكديسها بما تعبر عنه من مهارات صلبة قد ولى إلى غير رجعة، وأصبح المطلوب مستقبلاً هو المهارات الناعمة وليس الصلبة؛ ولهذا تعد المهارات الناعمة من أهم مهارات المستقبل التي لا بد أن تأخذ مكانها ضمن الأهداف الضمنية، في البرامج التعليمية والتدريبية ما لم تكن ضمن الأهداف الصريحة له
م.م هند مفتن رحم
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية \ إدارة تربوية