الكثبان الرملية

الطالبة / عبير ايسر علي 

دكتوراه بحثية

هي تجمعات وتراكمات لحبيبات الرمال على هيئة أكوام أو تلال بواسطة الرياح وتحت تأثير عامل الجاذبية الأرضية، وتتشكّل هذه الكثبان في أيّ مكان يُمكن أن تتطاير فيه حبيبات الرمل مثل؛ الصحاري، والشواطئ، والأماكن الزراعية المهجورة في المناطق شبه القاحلة.

تختلف الكثبان كثيراً في احجامها من امتار قليلة في الارتفاع وعدة امتار في الامتداد الى أن يزيد ارتفاع البعض منها على أكثر من 200 متراً ويزيد اتساع قواعدها عن 900 متراً. ويتراوح ارتفاع معظم الكثبان الرملية في حدود 30 متراً. وعلى الرغم من امكانية وجود الكثبان الرملية بصورة منفردة الا ان الشائع في وجودها أن تكون بشكل مجموعات تغطي مساحة واسعة تزيد عن آلاف الكيلومترات المربعة في بعض الأحيان ولها اشكال متعدده منها الكثبان الهلالية و الكثبان المقوسة و الكثبان العرضية و الكثبان الطولية والكثبان النجمية .

ولا يقتصر وجود الكثبان الرملية على المناطق الصحراوية إنما يمكن أن توجد في بعض المناطق الساحلية التي تنكشف فيها مناطق رملية عند انحسار الماء عنها خلال الجزر. حيث يؤدي هبوب رياح قوية من المحيط بإتجاه اليابسة الى نقل بعض تلك المواد الرملية وترسيبها في المناطق القريبة من الساحل. وتعتبر سواحل بلجيكا وهولندا من المناطق المشهورة في العالم بالكثبان الرملية الساحلية.

وتنشأ الكثبان الرملية أيضاً على طول مجاري الانهار التي تجري فوق وديان عريضة في مناطق جافة أو شبه جافة حيث تقوم الرياح بنقل المواد الرملية وترسبها بشكل كثبان رملية.

وقد غمرت الكثبان المتحركة اراضي الغابات والأراضي الزراعية في المناطق الرطبة المناخ، كما دفنت كثير من القرى والمدن في الأجزاء الجافة من العالم.

ومن عوامل نقل الرمال هي كمية الرمال ومصدر الرمال وحجم الحبيبات وسرعة الرياح واتجاهها ، حيث تنتقل الرمال بفعل الرياح التي تزداد سرعتها من الأرض العارية الناعمة، حتى اذا اعترض حركتها عائق أو توقفت عن الحركة ترسبت في صورة كثبان رملية، وقد تظهر الكثبان الرملية في مجموعات متجاورة يتراوح عددها ما بين 40-50 كثيب في الكيلومتر المربع، ويتراوح ارتفاع الكثيب بين عدة امتار ومائة متر، ويتراوح انحدار جانبه المواجه للرياح ما بين 5-12 درجة، اما الجانب المواجه لمنصرف الرياح Lee Wind فيكون اكثر انحداراً اذ يبلغ ما يقرب 35 درجة.

والواقع ان تحرك الكثبان يعد من أكبر المشاكل التي تواجه مراكز الاستقرار وعمليات التعمير، حيث تهدد بصورة مستمرة المظاهر المختلفة للعمران وطرق المواصلات والمزارع واعمدة التلفونات والكهرباء الممتدة في الصحارى مما تؤدي الى هجرة الناس الى أماكن أخرى ، كما تؤدي الى عدم الاتزان البيئي ، كما تؤدي الى مشكلات صحية التي تنجم عن استنشاق الهواء المحمل بذرات المعلقة .

ومن الحلول التي يمكن بها الحد من تحرك الكثبان الرملية هي عمليات التثبيت الميكانيكي ( إقامة حواجز لترسيب الرياح ، إقامة مصدات لتقليل سرعة الرياح ، وتغطية الكثبان الرملية بالواد النباتية او نفطية او كيميائية ) كما يعتبر التشجير من انجح الطرق للتثبيت والتقليل من زحف الرمال .