المتحيز لا يميز
م. م إيلاف محمد عباس الخفاجي
طرائق تدريس التاريخ
كلية التربية للعلوم الانسانية /قسم التاريخ
 
التحيز يعني الانضمام والموافقة في الرأي وتبني رؤية ما، ذلك يعني رفض الآراء الأخرى وان كانت على حق واضح.
       التحيز هو ميل او تفضيل او تحامل نحو فكرة، موضوع، اعتقاد، شخص او مجموعة. 
ان المتحيز لا يميز نراه يتمسك برايه دفاعاً عن مكاسب ومصالح التي ترد له بفائدة معنوية او مادية بعيداً عن قول الحقيقة.
ان التحيز حكم مسبق في قضية معينة، أي مساندة او تبني وجهة نظر او عقيدة أيديولوجية، فالانحياز يدفع الانسان الى قبول او عدم قبول صحة فكرة ما او موضوع معين، ليس بسبب قوة الادعاء او صحة براهينه بل ان هذه الفكرة لا تلائم معتقداته او أفكاره المسبقة، فالتحيزات عادة ما تكون غير عادلة وغالبا ما تكون مبنية على الصور النمطية بعيدا عن المعرفة والخبرة، لذا نرى المتحيز لا يميز. 
  التحيز هو سمة إنسانية فريدة. عادة ما يكون مكتسب، على الرغم من ان بعض التحيزات تكون فطرية. بعض الحالات قد يكون التحيز غير واعٍ قد يكون الفرد غير مدرك لتحيزه اتجاه الاخرين. لكن من المحتمل ان يتطور التحيز في أي وقت في حياة الفرد على الرغم قد تكون أحيانا إيجابية أو مفيدة للفرد. الا انها في اغلب الحالات تكون سلبية ضارة.
 فالمتحيز الذي يتبنى فكرة خاطئة ويتحيز لها تحيز غير واعي هنا يصبح عبء على المجتمع ومصدر قلق ممكن ان يدمر كل من حوله ففي هذه الحالة هو لا يميز الصح من الخطأ تحيزاً منه واصراراً لرايه او فكرته وعدم تقبله لآراء الاخرين. هنا يجب العمل على الابتعاد عن التحيز وتدريب العقول على قول الحق والوقوف مع العدل واتخاذ المواقف بعيدا عن العاطفة فالمتحيز لا يميز.
     يندفع المتحيز في اغلب الأوقات لاتخاذ قرارات غير صائبة اندفاعاً عاطفياً او عقائدياً، ويقع ضحية ذلك التحيز والاندفاع الخاطئ بالدخول مع بعض الجهات التي تتخذ من يتغطى بمعتقد معين او يتخذ من مذهب معين او دين معين غطاء للوصول الى هدفه الأساس وهو الطمع والمصلحة الشخصية مما يجعل ذلك التحيز سبب دمار في بعض الأحيان يدفع لحروب وهذه الحروب هي بوابة لخراب البلدان ودمارها مثلما نرى تحيز بعض الأطراف بمبادئ منافية للمعتقدات الدينية ويحاولون الوصول بها الى السلطة والسياسة في بعض البلدان.
         فالتحيز مدخل من مداخل ظلم الناس ويجب منعه بترويض النفس والاقتداء بتعاليم الدين الإسلامي السمح الذي يحثنا دائما على نقيض (التحيز) الا وهو(الانصاف) الذي يعد من الخصال الحميدة التي ان توفرت بالمرء نجته من الهلاك ومن غضب الله تعالى فقال تعالى ((..وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل..))(النساء 58) مثلاً لو ذهب احد الأشخاص بالتوسط في قضية لشخصين اثنين، فان حكم بينهما بما يرضي الله تعالى فهو ناجٍ من الهلاك وإن لم ينصفهم و تحيز لشخص دون الاخر ولم يحكم بالعدل بينهم فسينال غضب الله.
      يعد الإنصاف من الموضوعات الأخلاقية التي ركز عليها الامام علي (عليه السلام) واخذت حيزاً من أقواله وهو يعد القائد المنصف والمعلم الأول للإنصاف من أقوال إمامنا علي (عليه السلام) في الإنصاف قال: (الإنصاف شيمة الأشراف) (الانصاف عنوان النبل) (الانصاف افضل الشيم ) (الانصاف افضل الفضائل) (الإنصاف يؤلف القلوب).
     ان الحل للتخلص من مشكلة التحيز التي تجعل المرء لا يميز عليه ان يدرب عقله ويتحلى بالإنصاف الذي يعد من العوامل الأساسية في بناء المجتمع الإنساني الخالي من الخلافات التي تعكر سير العلاقات الاجتماعية قال الامام علي (عليه السلام) (الانصاف يرفع الخلاف ويوجب الائتلاف) على عكس الانسان المتحيز الذي لا يميز المتمسك برأيه الذي يخدم مصلحته ومنافعه الشخصية التي من الممكن ان تسبب الخراب لذا عليه ان يراجع نفسه ويبتعد عن التحيز لاي سبب كان في قراءة كتاب او الحكم بين طرفين او اتخاذ أي قرار ويستبدل هذه السمة الخاطئة بسمة الانصاف ليؤلف القلوب ويرضي الله ويبتعد عن ظلم نفسه وظلم الناس .
 

شارك هذا الموضوع: