مشتقة من الخدر .. وهو ستر يمد للجارية في ناحية البيت ، والمخدر والخدر : الظلمة ، والخدرة : الظلمة الشديدة ، والخادر : الكسلان ، والخدر من الشراب(١)
أما المخدرات اصطلاحاً :
فلم نجد تعريفاً عاماً جامعاً يتفق عليه العلماء المتخصصون بحيث يوضح مفهوم المواد المخدرة بوضوح وجلاء وإن كان هناك مجموعة من التعريفات الاصطلاحية للمخدرات ، حيث عرفت المخدرات بأنها :
المادة التي يؤدي تعاطيها إلى حالة تخدير كلي أو جزئي مع فقد الوعي أو دونه ، وتعطي هذه المادة شعوراً كاذباً بالنشوة والسعادة مع الهروب من عالم الواقع إلى عالم الخيال
هي كل مادة خام أو مستحضرة تحتوي على جواهر منبهة أو مسكنة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة أن تؤدي إلى حالة من التعود والإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع جسمياً ونفسياً واجتماعياً .
هي كل مادة تؤدي إلى افتقاد قدرة الإحساس لما يدور حول الشخص المتناول لهذه المادة أو إلى النعاس، وأحياناً إلى النوم لاحتواء هذه المادة على جواهر مضعفة أومسكنة أو منبهة ، وإذا تعاطاها الشخص بغير استشارة الطبيب المختص أضرته جسمياً ونفسياً واجتماعياً .
أنواع المخدرات:
أولاً : المخدرات الطبيعية :
وهي المخدرات المشتقة من نباتات الخشخاش والقنب والكوكا والقات ، حيث تحتوي أوراق هذه النباتات أو زهورها أو ثمارها على مواد مخدرة وهي :
(1) القنب الهندي :
يعرف القنب الهندي علمياً باسم كتابيس ) انديكا أو كتابيس سلتاتيفا ، وهو صنفان ذكور وإناث يمكن التفرقة بينهما بالعين المجردة عند اكتمال نمو النبات وظهور الزهور في نهاية الفروع حيث تأخذ شكلاً منظماً وهي صغيرة الحجم لكل منها غلاف زهري أخضر اللون .
وزهور الإناث غير ظاهرة وتحويها أوراق النبات ، أما زهور الذكور فبارزة وظاهرة وفيها حبوب اللقاح التي تتطاير مع الرياح لتتم عملية تلقيح الإناث التي تنتج لنا بذور الثابت . هذه البذور تشبه حبات القمح إلا أنها أكثر استدارة ولونها قائم والمادة المخدرة والفعالة في النبات يطلق عليها اسم الراسخ»، و«الكنابنول، وتوجد في إناث النبات بنسبة أعلى منها في الذكور ، ونسبة المادة الفعالة في النبات تختلف من بلد إلى بلد وفقاً لطبيعة التربة والمناخ
۲ الأفيون :
وهو عبارة عن العصارة اللبنية الخشخاش الأفيون وهي كلمة مشتقة من الكلمات اليونانية OPIUM ومعناها العصارة ، حيث يتم استخلاصه من نبات الخشخاش الذي ينمو في المناخات المعتدلة وشبه الاستوائية ويجمع عن طريق عمل شقوق رأسية في قشرة الغلاف الأخضر للبذور ، وهو يحتوي على العديد من المركبات الكيميائية التي تستخدم معظمها في الطب المختلف الأغراض من معالجة للألم والتهدئة قبل وبعد العمليات الجراحية إلى تسكين السعال ومنع تشنجات العضلات الملساء ، ولكن جزءاً كبيراً من هذا المستحضر الذي يرخص بإنتاجه للخدمات الطبية يتسرب إلى سوق التجارة غير المشروعة للمخدرات حيث يباع في مناطق الشرق الأوسط وبقاع كثيرة من العالم ليستعمله الناس كمخدر .
۳ الكوكا :
وهو نبات يزرع في مناطق كثيرة من العالم ، خاصة في أمريكا الجنوبية عند مرتفعات الإنديز وفي الأرجنتين وبوليفيا وبيرو ، وأوراق هذا النبات ناعمة بيضاوية الشكل وتنمو في مجموعات من سبع أوراق على شكل ساق من سيقان النبات . وفي بعض بلاد أمريكا الجنوبية تلف أوراق هذا النبات وتمضغ وأحياناً تستخدم كالشاي ، ويتم تحويل أوراق هذا النبات إلى معجون يخلط بالسجائر ويتعاطاه الأفراد .
كما يتم تحويلها إلى صورة مسحوق في صورة فضية بلورية يمكن استنشاقها ويتم تحويلها إلى محلول يتم تعاطيه عن طريق الحقن بالوريد .
(٤) القات :
وهو عبارة عن شجيرات تزرع في المناطق الجبلية الرطبة من شرق وجنوب أفريقيا وشبه الجزيرة العربية ، وتكثر زراعته بصفة خاصة في الحبشة والصومال وعدن واليمن، ويبلغ ارتفاع هذه الشجيرات ما بين متر ومترين في المناطق الحارة وفي المناطق الاستوائية من ثلاثة إلى أربعة أمتار .
المخدرات ذات الاشتقاق الطبيعي :
ويقصد بهذه المجموعة تلك المواد المخدرة التي يتم استخراجها من النباتات ، ومن هذه المواد :
(1) المورفين :
يمكن استخراج المورفين مباشرة من النبات المحصود قش الخشخاش، كما يمكن الحصول عليه بطريقة الترشيح . ويكون على هيئة مسحوق ناعم الملمس أو على شكل مكعبات ولونه من الأبيض والأصفر الباهت إلى اللون البني وقد يكون له رائحة حمضية خفيفة .
(٢) الكواديين :
ويستخلص من نبات الخشخاش الأفيون ويتعاطى إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن ويصنع على هيئة أقراص أو مسحوق أبيض اللون لا رائحة له ولكنه مر المذاق .
وأهم آثار تعاطي الكواديين على المدى الطويل هي : الاضطراب المزاجي والعشى الليلي إضعاف الرؤية البصرية الليلية ، والإمساك ، والاضطرابات التنفسية ، وكثيراً ما يحدث عدم استقرار وتوتر وتقلصات عضلية في حالات الإدمان المتواصل . (٢)
بين الخيال والواقع، يثير مصطلح «المخدرات» الخوف والفضول دوماً، إذ يجسد في آن واحد الشر المطلق والأمل الواهم بعيش أفضل أو أقل سوءاً في المجتمعات الغربية الحديثة.
وقد ورد في تقرير رسمي نشر في الثمانينيات أن من شأن تحرير تعاطي المخدرات أن يسفر في كل مكان عن الجنوحية، والعنف، وتدمير الأسر ، والمس بالصحة العامة، وتفاقم الأمراض النفسية، وتضاعف حالات الوفاة، وفساد التجمع السكاني، وخطر قاتل يهدد ثقافتنا وحضارتنا على الرغم من تطور إنتاج واستهلاك المخدرات وظهور المخدرات الاصطناعية، فإن الكارثة المعلنة على المستوى العالمي لم تحدث. وليس هناك ما يؤكد أن صحة الشباب قد ساءت في فرنسا. فوفق اللجنة العليا للصحة العامة الفرنسية تبين أن صحة هؤلاء تبعث على الاطمئنان. ذلك أن الإنسان ليس فقط حصيلة تفاعلات كيميائية وحيوية، وتعاطيه المحتمل للمخدرات لا يكفي للتعريف به. يعيش الإنسان في عالم غير مستقر خاضع لتأثيرات مختلفة. وهو يتكيف ويسعى لتحقيق حالات التوازن الخاصة به.
الجدير بالذكر أن هذه الملاحظات ليست متناقضة، لكنها تلزم بمراجعة الاستراتيجيات والأهداف المرسومة. إذ ينبغي ألا ننظر إلى السياسة الخاصة بالمخدرات في فرنسا في سياق منعزل ودون مراعاة العناصر والعوامل العديدة المؤثرة، وأوجه الحتمية وكذا الخيارات التي تشكل حياة الإنسان أو تدمرها. كما ينبغي ألا ننظر إليها خارج نطاق السياسات الاجتماعية والاقتصادية وسياسات الصحة العامة، أو بمنأى عن نظرة مستقبلية للعلاقات القائمة بين شمال الكرة الأرضية وجنوبها.
لكل هذه الأسباب فإن هدف الاجتثاث وعدم التسامح نهائيا هدف يبدو قائما على فكرة مغلوطة فكرة وجود عدو خارجي خبيث ينبغي تخليص الإنسانية منه.(٣)
تعد المخدرات من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة، فهي لا تؤثر فقط على الفرد الذي يتعاطاها، بل تمتد آثارها إلى الأسرة والمجتمع بأسره. تتنوع أنواع المخدرات وتأثيراتها، مما يجعلها مصدر قلق دائم للحكومات والمؤسسات الصحية والاجتماعية. في هذا المقال، سنناقش مفهوم المخدرات، أسباب تعاطيها آثارها، ودور المجتمع في مواجهتها.
المخدرات هي مواد طبيعية أو مصنعة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للإنسان، وتسبب تغيرات في الحالة النفسية والجسدية.
أسباب تعاطي المخدرات:
هناك العديد من الأسباب التي تدفع الأفراد إلى تعاطي المخدرات، ومن أبرزها:
-العوامل الاجتماعية مثل الفقر، البطالة والتفكك الأسري.
-الضغوط النفسية كالتوتر والاكتئاب .
-التأثير السلبي للأصدقاء: حيث يلعب ضغط الأقران دوراً كبيراً في تجربة المخدر
-البحث عن السعادة المؤقتة يلجأ البعض إلى المخدرات كوسيلة للهروب من الواقع المؤلم.
آثار المخدرات على الفرد والمجتمع:
على الفرد
الصحة الجسدية تسبب المخدرات أضراراً جسيمة على أجهزة الجسم، مثل تلف الكبد والكلى، واضطرابات القلب.
الصحة النفسية تؤدي إلى الاكتئاب القلق واضطرابات نفسية أخرى.
المسار المهني والاجتماعي تؤدي إلى فقدان الوظيفة، تدهور العلاقات الاجتماعية والانحراف.
على المجتمع
الجريمة يرتبط تعاطي المخدرات بزيادة معدلات الجرائم مثل السرقة والعنف.
الاقتصاد يتكبد المجتمع خسائر كبيرة نتيجة تكاليف علاج الإدمان ومكافحة المخدرات.
تفكك الأسرة يعان الأسرة من آثار الإدمان، مما يؤدي الروابط الأسرية.
دور المجتمع في مكافحة المخدرات
التوعية والتعليم: يجب أن تبدأ جهود مكافحة المخدرات من خلال نشر الوعي بين الشباب حول مخاطرها.
القوانين الرادعة تطبيق قوانين صارمة ضد تجار المخدرات ومروجيها.
العلاج وإعادة التأهيل: توفير مراكز متخصصة لعلاج للاندماج في المجن إعادة تأهيلهم .
خاتمة البحث:
ختامًا، تُعد المخدرات من أخطر الآفات التي تهدد استقرار الأفراد والمجتمعات على حدٍ سواء، لما تسببه من أضرار جسيمة على الصحة الجسدية والنفسية، إضافةً إلى تأثيراتها السلبية على الأسرة والنسيج الاجتماعي والاقتصادي. إن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، بدءًا من التوعية المجتمعية والتعليم، مرورًا بتطبيق القوانين الرادعة، وصولًا إلى تقديم الدعم والعلاج للمُتعاطين لمساعدتهم على التعافي والاندماج في المجتمع.
إن القضاء على هذه الآفة لا يتحقق فقط بمواجهة تجار المخدرات، بل يتطلب بناء مجتمعات واعية ومتماسكة توفر للشباب فرصًا للتعليم والعمل والتعبير عن أنفسهم، بعيدًا عن اللجوء إلى هذا الطريق المظلم. فبإرادة جماعية وتكاتف الجهود، يمكننا حماية الأجيال القادمة من هذا الخطر الداهم وضمان مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا للجميع.
الهوامش:
١-ابن منظور : لسان العرب ، المجلد الرابع ، ص ۲۳۲ .
٢-ظاهرة تعاطي المخدرات الأسباب – الآثار – العلاج وفقي حامد أبو علي
٣-المخدرات تأليف نيكول مايستراشي ترجمة زينا المغربل
مراجعة : دحام اسماعيل العاني – أبو بكر سعد الله. ١٤٣٦هـ – ٢٠١٤ما الخطر الداهم وضمان مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا للجميع.