المخدرات الرقمية(Digital Drugs)
واثارها على المجتمع
يطلق مصطلح المخدرات على تلك المواد المخدرة التي تغير الشعور والتصرف لدى المتعاطي , حيث تجعل الشخص يشعر بالانتشاء , في مقابل ذلك ان كثرة تعاطيها تؤدي بالضرورة الى الادمان الذي يجلب الاذى على الشخص المدمن , وتقسم المخدرات الى انواع تبعا الى طبيعة مصدرها (المواد النباتية المصدر مثل كوكائين والماريجوانا وغيرها, والمواد الصناعية التي تعتبر العناصر الكيميائية المصدر الرئيس في صناعتها ) , فضلا عن انتشار نوع ثالث من المخدرات وهي المخدرات الرقمية .
حيث يشير مصطلح المخدرات الرقمية الى الملفات الصوتية أو فيديوهات التي تستخدم تقنيات مثل النبضات الثنائية (Binaural Beats) أو المؤثرات الصوتية البصرية التي يُزعم أنها تؤثر على نشاط الدماغ، مما يسبب حالات تشبه التخدير أو النشوة دون استخدام مواد كيميائية. تعتمد هذه التقنيات على فكرة أن ترددات معينة من الأصوات أو الأضواء يمكنها تغيير موجات الدماغ (مثل موجات ألفا أو ثيتا أو دلتا)، مما يؤدي إلى تغيير الحالة الذهنية للمستخدم.
اذ تعد التغيرات الحديثة في الحياة ومتغيرات الزمن وطبيعة التعايش في ظل التطور التقني الرقمي احد اهم الاسباب المؤثرة في حياة المجتمعات , حيث نجد ان الجمعية الأمريكية للطب النفسي ادرجت مؤخراً بعض الألعاب عبر الانترنت ومايصاحبها من اظطرابات في دليلها الشخصي والتعريفي باهمية الخطر المحدق بنا من التقنية الرقمية لدرجة ان المشاركة المستمرة في الالعاب الالكترونية اصبحت اكثر ازعاج من الانشطة الاخرى على ارض الواقع.
لذلك برز مفهوم الادمان الرقمي الذي يعرف على انه عدم القدرة على التحكم في في استخدامات الاجهزة الرقمية وقد اشارت دراسة اجريت في جامعة اوسلوا في النرويج ان الادمان الرقمي غالبا ما يؤدي الى جملة من الاعراض النفسية والسلوكية مشابهة لتلك يفعلها مدمنو المخدرات.
الآثار السلبية للمخدرات الرقمية:
رغم عدم وجود أدلة علمية قاطعة على فعاليتها أو ضررها الكامل، إلا أن هناك مخاوف وآثار سلبية محتملة، منها:
1: الآثار النفسية والعصبية:
– الهلوسة واضطرابات الإدراك: قد تسبب بعض الترددات الصوتية أو البصرية تشويشًا في الإدراك أو هلوسات، خاصة عند استخدامها لفترات طويلة أو بترددات عالية.
– القلق والاكتئاب: قد تؤدي إلى تفاقم حالات القلق أو اضطرابات المزاج لدى الأشخاص المعرضين لذلك.
– الإدمان النفسي: قد يصبح بعض المستخدمين معتمدين على هذه الملفات للهروب من الواقع، مما يؤثر على حياتهم اليومية.
– مخاطر صحية جسدية منها الصداع والدوخة: الترددات العالية أو التعرض الطويل للأصوات/الأضواء قد تسبب الصداع أو الدوار كذلك تسبب اضطرابات النوم اذ تعمل على تغيير موجات الدماغ بشكل مصطنع قد يعطل دورة النوم الطبيعية.
2: نقص التنظيم والدراسات العلمية:
– غياب الرقابة: لا توجد معايير موحدة لتصميم هذه الملفات، مما قد يؤدي إلى استخدام ترددات ضارة.
– نتائج غير متوقعة: تأثيراتها تختلف بين الأفراد، وقد تكون خطيرة على من يعانون من أمراض عصبية أو نفسية (مثل الصرع أو الفصام).
3: مخاطر اجتماعية وأخلاقية:
تؤدي الى الانعزال الاجتماعي حيث ان الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى انسحاب المستخدم من التفاعل الحقيقي مع محيطه فضلا عن انتشار منصات تروج لها دون تقديم معلومات دقيقة عن مخاطرها.