اسم الطالبة : اسراء حسن هادي 
جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الإنسانية / قسم التاريخ 
المذهب المركنتلي او التجاري 
ما هو المذهب الميركانتيلي او التجاري  ؟
هو مذهب اقتصادي ظهر في القرن السادس عشر وامتد حتى القرن الثامن عشر وجاء اللفظ من Merchant بالانكليزية والتي تعني “التاجر” وقد اولت النظرية اهتمام بالمعادن النفيسة كـ (الذهب والفضة) واعتبرتهما اساس ثروة الأمم .
ما الذي أدى الى ظهور المذهب 
ان التحولات الكبرى التي حصلت في اوربا منذ القرن السادس عشر حتى القرن الثامن عشر كحركة الاستكشافات الجغرافية وحركة الاصلاح الديني والاعتقاد بان قوة الدولة تتحدد بما تملكه من المال ادت الى ظهور المذهب المركنتلي ويشبه المركنتليين الادارة المالية بادارة الملكية الخاصة , فيعتقدون ان ثراء الدولة يمكن ان يتم بذات اسلوب اثراء الفرد عن طريق التجارة بشكل اساسي وبواسطة دخول المعادن الثمينة ومن ذلك المنطلق سعوا الى تشجيع الصادرات ووضع حواجز كمركية امام الواردات .
ماهي الأفكار التي اعتقد بها المذهب ؟
ان الفكرة السائدة عند التجاريين هي تلك الخاصة بطبيعة الثروة ومحتوى تلك الفكرة ان النقود في صورة معادن ثمينة وخاصة الذهب والفضة تعتبر عنصر جوهري عند التجاريين في تكوين الثروة الثروة هي الدعامة الاساسية لتحقيق قوة الام ولا يمكن زيادة الثروة الا بزيادة ما تحصل عليه الدولة من معادن في شكل نقود معدنية .
كيف ظهر المذهب المركنتلي ؟
بعد ان استنفذ النظام الاقطاعي مهامه في سيادته للمجتمع وتنظيمه للحياة الاقتصادية والاجتماعية على وفق مصالح النبلاء , فسح المجال لنظام جديد يتناسب وطبيعة الحياة الجديدة وتطورها ومفهومها للحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الجديدة المبنية على المصالح المادية والسعي للحصول على اكبر قدر من الثروة , وبرزت قوى اجتماعية وسياسية واقتصادية وفكرية عملت على الانتقال من مجتمع العصور الوسطى الى مجتمع العصر الحديث , فتحسنت طرق النقل ونمت الاسواق كل تلك العوامل حطمت التقليد القديم المبني على (الانتاج لغرض الاستهلاك فقط ) وفسحت المجال الى نظام جديد اطلق عليه اسم (المدرسة التاجرية او الميركنتالية) واصبح التجار الرأسماليين هم المهيمنين  على عالم الاعمال وظهرت الدولة القومية واخذت تبحث عن مستعمرات ومجال للنفوذ وعلى اثر ذلك اخذ الملوك يبسطون سلطانهم الفعلي على كل اقاليم الدولة وذابت الولايات المتفرقة في (كيان اقتصادي)  واحد واتسعت رقعة الاسواق المحلية ولم تعد مقصورة على تلبية الحاجات الخاصة بالولاية واقترن ذلك باكتشاف العالم الجديد وزيادة الثروة الزراعية والمعدنية ادت الى قيام صلات تجارية وثيقة بين بلدان اوربا , وبذلك تغيرت النظرة الى التجارة التاجر واصبحت التجارة مصدر الثروات الطائلة وصار التاجر ينافس النبيل في سلطته ومكانته فأقتضى ذلك الى انتهاج سياسات اقتصادية جديدة تستهدف استغلال الفرص في مجال التجارة الداخلية والخارجية وصارت التجارة هي محور النظام الجديد.
اختلفت المركنتيلة من مكان لآخر وكانت وفق ما يلي  :
أولا : الميركانتيلية النقدية في المانيا :
اختصرت السياسة الاقتصادية الميركانتيلية واتجهت مباشرة الى التبشير بالهوية القومية الالمانية والتخطيط لها وربما هذا يفسر لنا سبب انطلاق فكرة القومية من الفلسفة الالمانية وكانت السياسة الالمانية تتجه الى زيادة الدخل القومي وتعزيز القوة الاقتصادية للدولة والامة وهدفت الى تعزيز الهوية الى جانب العمل على ان يكون الميزان التجاري مع الخارج رابحاً دائما قدر الإمكان .
ثانيا : الميركانتيلية النقدية في اسبانيا : 
اعتبر الميركانتيليون ان تراكم الذهب والفضة لدى الدولة ليس فقط دليل على اثراء وانما مصدر الثراء ايضا وان الطريقة الوحيدة لتقوية الدولة هي جمع اكبر كمية ممكنة من المعادن الثمينة لذلك اطلق على السياسة الميركانتيلية المطبقة في اسبانيا بـ(السياسة النقدية) ولم تبنى السياسة الاسبانية على نظرية اقتصادية وانما من واقع سيطرتها واستغلالها لمناجم الذهب والفضة في القارة الامريكية مما مكنها من الحصول على كميات كبيرة من المعادن الثمينة .
ثالثا : الميركانتيلية النقدية الانكليزية : 
كانت المدرسة الانكليزية الميركانتيلية تميل الى التحرر في الانتاج مع الاهتمام بميزان المدفوعات اكثر من الاهتمام بميزان التجارة التي تتجه الى التجار ورجال الاعمال اكثر من اتجاهها الى الملوك والامراء واعتمدت على تطوير وتشجيع التجارة الخارجية للحصول على المعادن الثمينة عن طريق تصدير السلع المحلية الى الخارج وتقديم الخدمات التجارية لباقي البلدان مقابل الحصول على اثمانها من الذهب والفضة وأنشأت شركات خاصة لتحقيق تلك الغاية ولم تتدخل الحكومة في تكوينها واصدرت قوانين الملاحة خلال حكم الملكة الزابيث الاولى وبذلك يقول توماس مان “كنوز انكلترا من تجارتها الخارجية او ميزان التجارة الخارجية هو قاعدة ثروتنا ” 
كيف حققت بريطانيا غايتها ؟
تمكنت بريطانيا من تحقق غايتها من خلال تسخير اسطولها البحري واتخذت بريطانيا الاجراءات والتدابير اللازمة والمناسبة من اجل قيام اسطولها بالتجارة بين مختلف اصقاع العالم ونشاءة  شركات الملاحة البحرية الخاصة التي تتيح ادخال الذهب والفضة الى البلاد , الا ان هذا لا يعني ان بريطانيا اهملت جانب الصناعة بل اهتمت بها ولكن انصار المهذب التجاري كانوا يؤمنون بأن التجارة الخارجية تسهم في زيادة غنى الدولة اكثر من الصناعة , ولتحقيق ذلك فرضت الحكومة البريطانية قوانين تحمي التجارة البريطانية منها قانون الملاحة البحرية وعملت بريطانيا على اصدار القوانين التي تحارب التقاعس وتساعد الشركات وتساهم في سيطرة الملاحة البحرية الانكليزية على التجارة الانكليزية والزام كل القادرين على العمل بالعمل من اجل خدمة التجارة البريطانية .
 

شارك هذا الموضوع: