المراصد الحضرية واثرها في التنمية الحضرية المستدامة
المراصد الحضرية واثرها في التنمية الحضرية المستدامة
يعد التحضر والنمو الحضري احد أهم اتجاهات القرن الحادي والعشرين حيث يتوقع أن يعيش ما يقرب من 68 بالمائة من سكان العالم في المدن بحلول عام 2050م, في حين تشير الدراسات السكانية إلى أنه في العقد القادم وحده سوف ينتقل ما يقرب من( 2.6 )مليار نسمة الى المناطق الحضرية العالمية , فالمناطق الحضرية هي المجالات الفكرية والاقتصادية ومحركات مجتمعنا ، وتنتج 80٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتؤوي 55٪ من إجمالي الناتج المحلي العالم , لذا دائبت العديد من دول العالم المتقدم على مراقبة النمو الحضري للمدن المختلفة ومعرفة اهم الاثار المترتبة عنه عن طريق انشاء مراكز حضرية متخصصة في مراقبة ورصد مؤشرات الحيز الحضري ومشكلاته اطلق عليها (المراصد الحضرية) وبمساندة من المركز الحضري للرصد التابع لبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية (HABITAT UN) وبأشراف وتنسيق من بعض المؤسسات البحثية والاكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني.
ويعرف المرصد الحضري بانه جهاز اداري متخصص يشارك في فعالياته الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص , يكون الغرض منه رصد ومراقبة المؤشرات الحضرية(العمرانية والاقتصادية والمجتمعية والبيئية والبنى التحتية والاتصالات والنقل والطاقة …وغيرها) التي تسهم في اعداد سياسات التنمية الحضرية ومتابعتها وتقييمها بشكل دوري في اطار ما يطلق عليه بالتخطيط المستمر, في حين تكمن اهميته من كونه اداة داعمة لإدارة عملية التنمية الحضرية واستدامتها في المجتمع
أهمية المراصد الحضرية في التنمية المستدامة
تقييم الأداء: تساعد المراصد في تقييم أداء المدينة في مختلف المجالات مثل البيئة، الاقتصاد، والاجتماع، مما يتيح تحديد نقاط القوة والضعف وتوجيه الجهود نحو تحسين الأداء.
تخطيط المستقبل: توفر المراصد بيانات دقيقة تساعد في التخطيط المستقبلي للمدينة، وتحديد الأولويات الاستراتيجية، وتوقع التحديات المحتملة.
المتابعة والتقييم: تمكن المراصد من متابعة التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتقييم فعالية السياسات والبرامج.
المشاركة المجتمعية: تساهم المراصد في تعزيز المشاركة المجتمعية في عملية التخطيط والتنمية، من خلال توفير معلومات شفافة وسهلة الفهم.
دعم عملية صنع القرار: تزود المراصد صناع القرار بالبيانات والأدلة اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التنمية الحضرية.
مؤشرات التنمية المستدامة التي تغطيها المراصد الحضرية
تغطي المراصد الحضرية مجموعة واسعة من المؤشرات المتعلقة :
مراقبة البيئة: جودة الهواء، جودة المياه، إدارة النفايات، التنوع البيولوجي، تغير المناخ.
الاقتصاد: النمو الاقتصادي، فرص العمل، الفقر، التفاوتات الاجتماعية، الاستثمار.
الحوكمة: الشفافية، المشاركة المجتمعية، الكفاءة الإدارية.
مكونات المراصد الحضرية الأساسية
نظام جمع البيانات: يجمع البيانات من مصادر مختلفة، مثل الاستبيانات، السجلات الحكومية، وأجهزة الاستشعار.
قاعدة البيانات: تخزن البيانات وتنظيمها لتسهيل الوصول إليها وتحليلها.
أدوات التحليل: تستخدم لتحليل البيانات واستخراج المعلومات المفيدة.
نظام المعلومات الجغرافية (GIS): يعرض البيانات على خرائط لتسهيل فهم العلاقات المكانية.
منصة نشر المعلومات: تنشر النتائج والتحليلات للجمهور وصناع القرار.
التحديات التي تواجه المراصد الحضرية
هناك مجموعة من التحديات تتمثل بـ( جودة البيانات , التكامل بين البيانات, القدرات المؤسسية, التمويل المستدام)
مستقبل لمراصد الحضرية
مع تطور التكنولوجيا، من المتوقع أن تلعب المراصد الحضرية دورًا أكثر أهمية في المستقبل. من المتوقع أن تشهد المراصد تطورات في مجالات كالذكاء الاصطناعي واستخداماته لتحليل كميات كبيرة من البيانات واكتشاف الأنماط فضلا عن بيانات المدن المفتوحة التي تهدف الى زيادة توافر البيانات المفتوحة عن المدن. وعنصر المشاركة المجتمعية الذي يهدف الى تعزيز المشاركة في تصميم وتشغيل تلك المراصد.
ختامًا، تعتبر المراصد الحضرية أداة قوية لمراقبة ودعم مؤشرات التنمية الحضرية المستدامة للمدن, من خلال توفير معلومات دقيقة وشاملة عن تلك المؤشرات التي يكون الهدف منها اتخاذ قرارات المدروسة والهادفة الى تحسين جودة الحياة للسكان في المدن.