المساحات الخضراء ودورها في المدينة
م.م. قاسم محمد نعمه السعدي
المقدمة
تمثل المساحات الخضراء أماكن عامة مهمة في المدن، فهي توفر حلولاً لما تنتجه الزيادة السكانية السريعة في المدن المفتقرة لمقومات الاستدامة من آثار في الصحة والسلامة، فضلا عن الفوائد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي تحققها المساحات الخضراء الحضرية فهي على نفس القدر من الأهمية، لأنها تعتبر الرئة والمتنفس للمدينة الحضرية ، لذا ينبغي تسليط الضوء عليها في سياق القضايا العالمية مثل التغير المناخية، والأولويات الأخرى المنصوص عليها في أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك المدن المستدامة والصحة العامة والمحافظة على الطبيعة.
مفهوم المساحات الخضراء
هي شكل من اشكال التنسيق الحدائقي الذي يحتوي على عناصر مكونة للمشهد الطبيعي في المدينة وتعد مكملة للفضاءات الداخلية الموجودة داخل الاحياء السكنية والهدف منها تلبية احتياجات السكان واستفادتهم منها من خلال تأثيراتها المتعددة التي تحقق راحة السكان النفسية والفسيولوجية وتفاعلهم معها. فالمساحات الخضراء تعد عنصراً ضرورياً ومن الواجب الحرص على وجوده داخل المناطق الحضريّة وخارجها لما له من قيمة جماليّة، وتأثيرات صحيّة وبيئيّة على حياة السكان ومن الواجب توعية المجتمعات بأهمية المساحات الخضراء، وعلى التّنوّع الحيويّ فيها، وكيفية المحافظة عليها، وتشجيع المجتمعات على الاستفادة الآمنة والمثلى منها.
اهمية المساحات الخضراء
تمثل المساحات الخضراء بأنواعها المتعددة كالحدائق والغابات والمروج الطبيعية والأراضي الرطبة أو غيرها من النظم الإيكولوجية عنصراً أساسياً في أي نظام بيئي حضري، حيث تشجع المناطق الحضرية ذات البيئة الخضراء النشاط البدني والاسترخاء والهدوء وتشكل بيئة آمنة من الضوضاء، وتزيد من قدرة الفرد على التّفكير بوضوح والابتعاد من ضغوطات الحياة والتقليل من حدة حالات الاكتئاب ، كما توفر طرقًا آمنة للمشي وركوب الدراجات لأغراض التنقل بالإضافة إلى مواقع النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي والترفيه، وتعمل الأشجار على انتاج الأكسجين، وتصفية الهواء من الملوثات الضارة، بما في ذلك الجسيمات المحمولة جوا.
اهم وظائف المساحات الخضراء
1- الوظيفة البيئية والجمالية:
تعمل على تصفية الهواء من الغبار والملوثات، مما يحسن من جودة الهواء، والمناخ أيضاَ، كما توفّر أماكن ظليه، تقلل من درجات الحرارة في المناطق الحضريّة، وتزيد من رطوبة الهواء من خلال التّبريد والتبخر النتح لأوراق الاشجار، كما تحافظ على تماسك التّربة، وتقلل من التّعرية، مما يقلل من العواصف التّرابيّة، ويمنع وصول الأتربة إلى البحيرات، والجداول، فضلا عن دورها في زيادة من نسبة الأوكسجين والتقليل من نسبة ثاني أكسيد الكربون. اما الوظيفة الجمالية فتظهر من خلال دورها في الحد من الملل والضغط الذي يعاني منه السكان نتيجة الكتل الكونكريتية داخل المدينة الحضرية فتعمل المساجات الخضراء على تشكيل المناظر الطبيعية خلابة عبر غرس الاشجار المتنوعة وما ينتج عنها من الوان ومناظر جميلة مختلفة بالتالي تشكيل شبكة خضراء داخل المدينة.
2- الوظيفة النفسية : وتتمثل في الاثر النفسي الذي تبرزه الحدائق في بث السعادة والطمأنينة والراحة النفسية مما ينتج عن ذلك تحسين اداء الفرد في عمله، لان الراحة النفسية تنعكس ايجابا على صحة الفرد الجسدية والنفسية وعلاقاته الاجتماعية.
3- الوظيفة الاجتماعية والاقتصادية:
تعمل المساحات الخضراء على تنمية العلاقات الاجتماعية لأنها تمثل جاذب سكاني، فهي توفر فرص افضل لتواصل السكان فيما بينهم، كما تعد مكاناً لتلاقي وتنمية ثقافة المجتمع عبر تبادل الآراء والافكار الثقافية ، اما الجانب الاقتصادي فهي تسهم في توفير فرص عمل كما تعنمل جذب المستثمرين اذ ان معارض الزهور ذات طابع اقتصادي من خلال اقامة معراض الزهور والنباتات المميزة مما يشجع الزائرين على شراء هذه الزهور والنباتات وبالتالي تشجيع وتحفيز الحركة التجارية
الخلاصة
ان المساحات الخضراء الحضرية توفر فرصاً كبيرة لإحداث تغيير إيجابي وتحقيق سبل التنمية المستدامة لمدننا، فهي المكان الذي يسمح لممارسة رياضة المشي، وركوب الدراجات، واللعب والأنشطة الأخرى التي تمارس في الهواء الطلق فيمكن أن تحسّن التنقل الآمن وتوفر الخدمات الأساسية لفئات المجتمع المختلفة كالنساء وكبار السن والأطفال، وبالتالي تعزز الإنصاف في المجال الصحي.