المسار نحو تنمية صناعية خضراء
       يشير مفهوم التنمية الصناعية الخضراء والذي يعد مفهوماً حديث نسبيا إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام من خلال تبني ممارسات صناعية صديقة للبيئة, تقوم هذه الممارسات على تقليل الآثار البيئية السلبية للمؤشرات للصناعية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد، وتعزيز الابتكار في مجال التقنيات النظيفة.
      حيث تأخذ الدول الصناعية المتقدمة مسارات تهدف إلى تأمين استدامة التقدم والتطور وأخذ المبادرة من خلال مفهوم التنمية الصناعية الخضراء كأحد مكونات الاقتصاد الأخضر والذى يحقق متطلبات التنمية للأجيال الحالية مع المحافظة على الموارد الطبيعية لصالح الأجيال القادمة .
      كما تؤكد على ضرورة زيادة معدل النمو الصناعي من خلال التوسع فى تكنولوجيات الإنتاج الأنظف والتوافق مع القوانين والتشريعات البيئية وقواعد السلامة والصحة المهنية مع تشجيع الشركات الصناعية علي تحمل مسئوليتها اتجاه البيئة والمجتمع .
           لذلك فإن تلك الصناعات تستهدف تلبية الاحتياجات البشرية من خلال منظومة إنتاجية تُحقق زيادة وجودة في الإنتاج ترفع من مُستوى المعيشة في العالم دون الإضرار بالبيئة من خلال استثمار الموارد المُتجددة، والحد من المُخلفات والانبعاثات الضارة باستخدام تكنولوجيا مُتوافقة مع البيئة، تلك التكنولوجيا التي أصبح استخدامها هو أحد أهم مُحددات الإنتاج لدى الكثير من دول العالم.
   أهمية التنمية الصناعية الخضراء:
  1. الحفاظ على البيئة: تساهم التنمية الصناعية الخضراء في تقليل التلوث الصناعي وانبعاثات الغازات الدفيئة، مما يساعد على الحد من تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي.
  2. تحسين كفاءة استخدام الموارد: تركز التنمية الصناعية الخضراء على استخدام الموارد الطبيعية بشكل أكثر كفاءة، مما يقلل من الحاجة إلى استنزاف هذه الموارد ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
  3. تعزيز الابتكار: تشجع التنمية الصناعية الخضراء على الابتكار في مجال التقنيات النظيفة، مما يخلق فرصاً اقتصادية جديدة ويساهم في تطوير صناعات المستقبل.
  4. تحسين جودة الحياة: من خلال تقليل التلوث وتحسين جودة الهواء والماء، تساهم التنمية الصناعية الخضراء في تحسين جودة حياة المجتمعات المحلية.
مبادئ التنمية الصناعية الخضراء:
  1. منع التلوث: يهدف هذا المبدأ إلى منع حدوث التلوث الصناعي من خلال تبني تقنيات إنتاج نظيفة وتصميم منتجات صديقة للبيئة.
  2.  كفاءة استخدام الموارد: يركز هذا المبدأ على استخدام الموارد الطبيعية (مثل الطاقة والمياه والمواد الخام) بأكثر الطرق كفاءة ممكنة، مما يقلل من النفايات والتلوث.
  3.  إعادة التدوير: يشجع هذا المبدأ على إعادة استخدام المواد والمنتجات، مما يقلل من الحاجة إلى استخراج موارد جديدة ويقلل من كمية النفايات.
  4.  الابتكار: يدعم هذا المبدأ تطوير تقنيات نظيفة ومستدامة يمكن أن تساعد في تحقيق التنمية الصناعية الخضراء.
تحديات التنمية الصناعية الخضراء:
  1. التكلفة: قد تكون الاستثمارات في التقنيات النظيفة والممارسات الصناعية الخضراء مكلفة في البداية، مما قد يشكل تحدياً للشركات.
  2.  نقص الوعي: قد يكون هناك نقص في الوعي بأهمية التنمية الصناعية الخضراء وفوائدها، مما قد يعيق تبني هذه الممارسات.
  3.  الافتقار إلى الدعم السياسي: قد يكون هناك نقص في الدعم السياسي للتنمية الصناعية الخضراء، مما قد يجعل من الصعب تنفيذ سياسات وبرامج فعالة.
دور الحكومات في تعزيز التنمية الصناعية الخضراء:
       تضع العديد من الدول والحكومات سياسات ولوائح يمكن من خلالها تشجع على تبني الممارسات الصناعية الخضراء، مثل فرض معايير بيئية صارمة وتقديم حوافز للشركات التي تتبنى تقنيات نظيفة, كذلك  دعم البحث والتطوير: يمكن للحكومات دعم البحث والتطوير في مجال التقنيات النظيفة، مما يساعد على تسريع وتيرة الابتكار في هذا المجال, فضلا عن  توفير التمويل يمكن للحكومات توفير التمويل للشركات التي ترغب في الاستثمار في التقنيات النظيفة والممارسات الصناعية الخضراء, في حين تركز على مبدأ نشر الوعي بأهمية التنمية الصناعية الخضراء وفوائدها من خلال حملات توعية وبرامج تعليمية.
أمثلة على التنمية الصناعية الخضراء:
  1. استخدام الطاقة المتجددة: تتحول العديد من الشركات إلى استخدام الطاقة المتجددة (مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) لتشغيل عملياتها الصناعية.
  2.  تقليل النفايات: تعمل الشركات على تقليل كمية النفايات الناتجة عن عملياتها الصناعية من خلال إعادة التدوير وإعادة استخدام المواد.
  3. تصميم منتجات صديقة للبيئة: تقوم الشركات بتصميم منتجات صديقة للبيئة وقابلة للتدوير.
       ويمكن الإشارة إلى  إن التوسع في استخدام الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة يخلق صناعة جديدة لهذا الغاز صديق البيئة الذي يترتب على  التوسع في إنتاجه تطوير كبير في صناعات كالسيارات، والسفن، والطائرات، والعديد من المُحركات لتعمل بذلك الغاز, لذلك نجد ان الدول الاوربية تعمل على زيادة الاعتماد على الهيدروجين كمصدر لإنتاج الطاقة وبنسب تصل إلى نحو 14% من استهلاكها للطاقة بحلول عام 2050.



مستقبل التنمية الصناعية الخضراء:
    من المتوقع أن تلعب التنمية الصناعية الخضراء دوراً متزايد الأهمية في تحقيق التنمية المستدامة في المستقبل. ومع تزايد الوعي بأهمية حماية البيئة، من المرجح أن تتبنى المزيد من الشركات والمؤسسات ممارسات صناعية خضراء. كما أن التقدم التكنولوجي سيساهم في تطوير تقنيات نظيفة أكثر كفاءة وفعالية من حيث

شارك هذا الموضوع: