الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أبا القاسم محمد (صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته الطاهرين وبعد :-
 
دراسة الالفاظ موضوع في غاية الأهمية لدارس اللغة عموما، إذ من شأنه البحث في حياة اللفظة وتطورها وأصولها التي انحدرت منه. لذا جاء عنوان مقالي المعرب والدخيل في اللغة عرف المغرب بتعريفات لغوية منه تعريف ابن منظور بمعنى تشبه بالعرب ، وتعرب بعد هجرته صار أعرابيا ، أو هو الإبانة والإفصاح عند الأزهري، وفي اصطلاح اللغويين يرى السيوطي أن المعرب ما استعمله العرب من الألفاظ الموضوعة لمان في غير لفتها ، بمعنى أن تنفوه به العرب على منهاجها أما الدخيل فهو ليس ببعيد عن المغرب فقد عرفة ابن منظور فلان دخيل في بني فلان اذا كان من غيرهم بمعنى الصيف أو النزيل لدخوله على المضيف ، وفي اصطلاح اللغويين هي كل كلمة دخلت العربية من مفردات أجنبية سواء ما استعمله العرب الفصحاء – عرب البدو في جاهليتهم واسلامهم او عرب الامصار – عرب الحضر ، بمعنى كل كلمة قالتها العرب بعد عصر الاحتجاج سواء حدث تغيير في بنيتها وصيفتها الدلالية أم لم يحدث تغيير فهي كلمة دخيلة.
وتعرف العرب الالفاظ التي من أصل لغتهم من خلال الكلام اليومي المعتاد بحيث لا تتغير الكلمات الا عندما يذهبون الى أمم أخرى أو تدخل اليهم اسم غير عربية فيأخذون من هذه الأمم وتأخذ منهم وبهذا تصبح هنالك علاقة تبادل لغوي متأثر أحدهما بالآخر اللغة العربية قد اقترضت منها الأمم الأخرى ألفاظا كثيرة قديمة وحديثة كما انها بالمقابل أخذت من تلك الاسم. ففي الجاهلية هنالك اشعار من أصل فارسي منها اشعار الاعشى ، كالدولاب من أصل فارسي ، ومن أصل يوناني كالقنطار والقبان ، ولعل وجود كلمات في القرآن الكريم من أصل ليس عربي خير دليل على اقتراض اللغة العربية للكلمات الاجنبية وتعريبها قبل الاسلام وبعده،
وهنا اختلفوا فمنهم مؤيدون بوجود كلمات أجنبية في القرآن ومنهم من أنكر ذلك ومنهم وازنوا بين الطرفين مثال على أيد وجود المعرب في القرآن فعن ابن عباس ومجاهد وجبير وغيرهم من أهل العلم قالوا في أحرف موجودة في القرآن بانها أعجمية : كالطور – طه – موسي الاستبرق المشكاة – سجيل وغيرها من الكلمات، وأيضا كلمات السراط – قسطاس – الفردوس فهي مأخوذة من الرومية وهذا ان دل على شيء يدل على ان القرآن يخاطب الناس جميعا فهم يهتدون به ويرشدهم للحق . وهذا ان دل على شيء فإنما يدل أن اللفظة عند استخدامها بشكل مستمر تصبح لفظة تابعة أو خاصة للغة التي تنطق بها وهذا الدليل على أن العرب
باستخدامهم للألفاظ الأعجمية باستمرار تصبح عربية وتتوارد عليها كل قواعد اللغة العربية واذا رجعنا إلى أصلها نجدها أعجمية ما ورد في القرآن الكريم قال تعالى في سورة الكهف / آية ٣١ ) ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق )) فكلمة في سورة الكهف / آية ٣١ )) ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق )) فكلمة سندس واستبرق كلمات معربة . اللغة العربية ليس بمعزل عن اللغات الأخرى ، فكل اللغات تتبادل التأثير والتأثر ، ويأخذ بعضها من بعض إذا ما حدث اتصال بسبب الحروب أو اسباب تجارية واقتصادية أو 
 
اسباب ثقافية بتنقل الشعراء واهل الرأي بين الامصار وايضا التقارب الاجتماعي بين دولة واخرى او بسبب الفتوحات الاسلامية وغيرها من الأسباب التي ادت الى تبادل كلمات بعضهم لبعض. نحن الآن نعيش في عصر التطور فقد أخذنا كلمات أجنبية وأدخلناها في حياتنا اليومية وتعايشنا بها وأصبحت جزء من كلامنا كأنها كلمة أصلية عربية لكثرة استخدامها في حياتنا. ويمكن معرفة الكلمة المعربة والدخيلة من خلال الميزان الصرفي فالكلمات التي ليس لها أوزان في العربية فهي معربة مثل خرسان وزنها فعلان وهذا الوزن ليس في العربية، وايضا من خلال اصوات الكلمة فلا يجتمع صوت الجيم والقاق في كلمة عربية، كالمنجنيق، وايضا لا يجتمع حرف الزاي بعد دال تسبقها كالمنهدز وغيرها .

شارك هذا الموضوع: