وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة كربلاء كلية التربية للعلوم الإنسانية
ماجستير التاريخ الاسلامي
مقالة
المفهوم الجيوسياسي
إعداد الطالب
علاء محمد غانم
1445 هـ 2024 م
مفهوم الجيوسياسية الجيوبوليتيك :مصطلح تقليدي ينطبق في المقام الأول على تأثير الجغرافيا على السياسة، فهـو علم دراسة تأثير الأرض (برها وبحرها ومرتفعاتها وجوفها وثرواتها وموقعها) على السياسة في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي أضاف إلى الجيـو بوليتيك فرع الجيـواستراتيجيا.
ولكنه تطور المفهوم ليستخدم على مدى القرن الماضي ليشمل دلالات أوسع، وهو يشير تقليديًا إلى الروابط والعلاقات السببية بين السلطة السياسية والحيز الجغرافي، في شروط محددة. وغالبًا ما ينظر على أنه مجموعة من معايير الفكر الاستراتيجي والصفات المحددة على أساس الأهمية النسبية للقوة البرية والقوة البحرية في تاريخ العالم. هذا التعبير مشتق من كلمتين، جيو وهي (باليونانية: γῆْ) تعني الأرض / وكلمة السياسية (بوليتيك) أكاديميًا، ودراسة الجغرافيا السياسية ينطوي على تحليل الجغرافيا والتاريخ والعلوم الاجتماعية مع سياسة المكان وأنماط بمقاييس مختلفة (بدءً من مستوى الدولة على الصعيد الدولي).
وقد صاغه لأول مرة العالم السويدي «رودلف كيلين» (1864-1922) للدلالة على دراسة تأثير الجغرافيا على السياسة، بعد ذلك اتخذ معاني مختلفة.
امثلة على الجيوسياسية: فقد يتغير الواقع الجيوسياسي رغم ثبات الجغرافيا السياسية. فعلى سبيل المثال كانت فرنسا وبريطانيا تتنافسان فيما بينهما على النفوذ في العالم وتقسيم العالم الى مستعمرات متنوعة او الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي يتنافسان في العالم على فرض نفوذهم في العالم على مبدأ الرأسمالية والشيوعية.
وليس هناك أبلغ مثال مما حصل في القرن الأفريقي في سبعينات القرن الماضي من تغيير للجيوسياسية رغم ثبات الجغرافيا السياسية بين الصومال وإثيوبيا.
حينها أصبحت الصومال موالية للغرب بعد عقد من تحالفها مع الاتحاد السوفيتي. وانقلبت إثيوبيا حليفة الولايات المتحدة والغرب لعقود حليفة للاتحاد السوفييتي.
قال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في ديسمبر (كانون الأول): «لقد تحولنا إلى عالم غير منظم متعدد الأقطاب، كل شيء فيه سلاح: الطاقة والبيانات والبنية التحتية والهجرة… الجغرافيا السياسية هي المصطلح الأساسي، كل شيء جيوسياسي».
الجيوسياسة في العصر الحالي: الحقيقة ان الجيوسياسة حاليا أصبحت عامل مهم من عوامل القوة بل أصبحت المعيار لقوة دولة واضعاف دولة وتمدد نفوذ دول معينة وممكن ان تسخر الجغرافية لصالح السياسة وان تسخر السياسة لصالح الجغرافية.
اما في العصر الحالي عصر التكنولوجيا والتقنيات والعولمة تغيرت أدوات التغير الجيوسياسي في العالم لكي تصبح أكثر تأثيرا واقوى تدميرا ولكن بطريقة ناعمة وهادئة عن طريق السيطرة على الاعلام ووسائل التواصل والذكاء الاصطناعي ويمكن ان نعطي امثلة عديدة على تأثير الجيوسياسة في العالم حالياً .
فما حصل من ثورات عديدة في العالم وتغيير أنظمة إما موالية للغرب او معادية لها أحدثت تغير جيوسياسي مثلا أوكرانيا وثورة على فيكتور يانوكوفيتش وأصبحت موالية للغرب وهنا كان على روسيا امام هذا التغير الذي حصل ان تتدخل عسكرياً في عام 2022م بعد ان استنفدت كافة الأساليب لتغير الحكم في أوكرانيا وما حصل من تغير في المنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي في اليمن جاء الحوثيين انصار الله وبسبب أهمية اليمن الجغرافية أصبحت لاعب مهم ومؤثر في المنطقة وذلك في الاحداث الأخيرة في حرب غزة ومنعها مرور السفن (الإسرائيلية) والمتحالفة معها لوقف العدوان على غزة وقد حاولت أمريكا ومن معها من وقف هذه الاعمال ولكن لم تنجح في ذلك فكان للتقدم العسكري والجغرافية وطبيعة الحكم السياسي اليمني هو اهم عوامل استمرار ونجاح العامل اليمني في ذلك .
إذا نستطيع ان نستنتج ان عوامل عديدة تساهم في التغيير الجيوسياسي لبلد من البلدان ولا يمكن فقط الاعتماد على الجغرافية ولكن يجب ان يكون طبيعة الحكم السياسي وتوجهه وتقدمه في كافة المجالات الحيوية للدولة واستخدام هذه القوة في احداث تغيير جيوسياسي في منطقة ما او دولة معينة.