المكان المقدس عند أبي طالب ( عليه السلام ) ( بيت الله ) انموذجاً
المكان المقدس عند أبي طالب ( عليه السلام ) ( بيت الله ) انموذجاً
اكتسب بيت الله الحرام مكانة عظيمة في نفوس العرب منذ العصر الجاهلي؛ لأن (( العرب في الجاهلية كانوا قد عبدوا الأوثان ، إلا أن فيهم بقايا من عهد إبراهيم (عليه السلام ) يتمسكون فيها من تعظيم البيت ، والطواف ، والحج والعمرة والوقوف على عرفة والمزدلفة)) وغيرها من المظاهر الدينية ، فضلاً عن العصر الاسلامي إذ وردت لفظة ( البيت، والبيت الحرام) في القران الكريم في مواطن كثيرة وما تستلزمه من مواقف ، تلزم الشاعر على الاتيان بلفظة (بيت الله ) مع الفعل كما في ( كذبتم – وبيت الله ) تأكيداً لتلك الأفعال التي قامت بها قريش ، مثل ذلك قوله :
جعل أبو طالب من تكرار هذه اللازمة ( كذبتم – وبيتِ الله ) المتكون من الجملة الفعلية المتبوعة بجملة ( بيت الله ) في هذه النصوص نمطاً ومنبهاً اسلوبياً موجهاً لمشركي قريش بعدم التخلي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا سيّما وأن هذا الإلحاح في حقيقته هو مفتاح الفكرة المتسلطة على النص لتأكيد المعنى في أذهانهم وهو يطرق أذهانهم بنغمة التحدي، فأفادت الوحدة التركيبية للتكرار زيادة في المعنى ، وقد وفق الشاعر من جعل هذا التعبير التركيبي الذي تردد بشكل يدل على إنّ له رنيناً خاصاً عنده ، مما أعطى للنص قوة خلاقة أشد فاعلية من الاستعمال العاديوقد أسهمت هذا اللازمة في إبراز قدسية ذلك البيت المقدس وتفاعلها النفسي والشعوري مع ما ورد من تكرار، وهذا بدوره يحفز المتلقي على الاستجابة والتفاعل مع مقصدية الشاعر وبيان منزلة ( بيت الله الحرام ) وعظمته عن بقية الأماكن الأُخر .