النسخة الأم (الإبرازة الأخيرة)
هي أخر النسخ التي كتبها المؤلف أو أملاها،بمعنى تعدد نُسخ المؤلف أخرها زمنًا في التأليف تُعد الأم؛لأنها أعلاهن مرتبة،وأفضلهن ترتيب،وأنضجهن علمًا،وكونها صورة للتطور العلمي الذي بلغه المؤلف،سيما والبعض يُعيد كتابة مُؤلَفهِ لإتمامه،أو لإضافة أمرًا غاب عنه فاستدركه في نسخته الأخيرة،وهي منتهى قراره.
دليل قولنا أعلاه تصريح المؤرخ المسعودي (ت346هج) في ثلاثة مواطن الأول من ككتابه التنبيه والإشراف:” في الجزء السابع من كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر في النسخة الأخيرة، التي قررنا أمرها في هذا الوقت على ما يجب من الزيادات الكثيرة، وتبديل المعاني، وتغيير العبارات وهي أضعاف النسخة الأولى التي ألفناها في سنة 332 وإنما ذكرنا ذلك لاستفاضة تلك النسخة وكثرتها في أيدي الناس”.
الثاني في معرض حديثه عن:” خسرو أبرويز بن هرمز بن أنوشروان … وقد أتينا على ما كان في أيامه في كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر في النسخة الأخيرة التي قررنا أمرها في هذا الوقت وهي سنة 345 وهي أضعاف ما تقدم من النسخة المؤلفة في سنة 332″.
صرح في النصيين أعلاه بتاريخ نسخته الأولى وأكد الزيادة في الثانية من مروجه،ثم ذكر تصريحه الثالث:”وفي النسخة الأخيرة من كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر التي قررنا أمرها في هذا الوقت المؤرخ به كتابنا وهي أضعاف ما تقدم من النسخ “.
الاعتماد على نسخة واحدة في التحقيق لمخطوط كثير النسخ
إذ ذكر صلاح الدين المنجد في كتاب قواعد تحقيق المخطوطات: “لا يجوز نشر كتاب عن نسخة واحدة إذا كان للكتاب نُسخ أخرى… لئلا يعوز الكتاب إذا نُشر التحقيق العلمي والضبط”.
وذَكر أخر:” المُسلم به عدم جواز نشر المخطوطة بالاعتماد على نسخة واحدة مع توفر نسخة أو نسخ أخرى ” وان كانت النسخة الأم .