عنوان المقالة
(الهجرة وأثرها في التنمية البشرية )
م.د حيدر محمد زغير الكًريطي
تعرف الهجرة هي انتقال الأشخاص من مكان الى أخر بقصد الاستقرار، وكانت أسباب هذا الانتقال من قبل الثورة الصناعية عوامل بيئية مثل الحاجة الى الموارد بسبب الاكتظاظ السكاني وهي السبب الرئيسي للهجرة. وكانت في الغالب ذات تأثير إيجابي حيث جلبوا معهم نباتات وحيوانات وتقنيات جديدة كان لها تأثير على البيئة.
وكما عرفنا أن الهجرة هي انتقال الناس من مكان الى أخر بهدف الاستقرار في الموقع الجديد وعندما ينتقل عدد كبير من الناس الى مكان أخر يطرح المؤرخون أسئلة حول سبب انتقال هؤلاء الناس وما هي التأثيرات التي خلفتها تحركاتهم. بشكل عام هناك فئتان من العوامل التي تؤثر على قرارات الناس بالهجرة. عوامل الدفع تحدث في المكان الذي يعيش فيه الشخص حالياً وتجعل الاستمرار في العيش هناك أقل جاذبية. يمكن أن يكون عامل الدفع هو الاضطرابات السياسية أو نقص فرص العمل أو الاكتظاظ. تحدث عوامل الجذب في وجهة محتملة وتجعلها مكانناً جذاباً للهجرة. يمكن أن يكون عامل الجذب فرص عمل أفضل أو وجود أقارب أو أصدقاء انتقلوا بالفعل الى هذا الموقع.
كشفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للامم المتحدة عن هجرة قرابة 21 الف عائلة بسبب ظروف الجفاف في 12 محافظة من محافظات وسط وجنوب العراق مؤكدا ان 74% من النازحين بسبب المناخ والظروف الاقتصادية الخانقة ذهبوا باتجاه مراكز مدن المحافظات منها (بغداد والنجف وبابل وكربلاء و واسط وغيرها من المدن الاخرى).
وتتزايد التحذيرات من مخاطر الهجرة السكانية على المجتمع العراقي وتأثيرها على الاقتصاد والزراعة اضافة الى التغيرات المجتمعية لان هذه العائلات كانت تعمل بالزراعة والرعي وتربية المواشي.
هناك مخاطر اقتصادية، إذ تشهد هجرة السكان من مناطق القرى والأرياف الى مدن ومراكز المحافظات مخاطر اقتصادية واجتماعية متنوعة أهما انخفاض كميات الانتاج الزراعي النباتي والحيواني على المستوى الوطني بسبب هجرة السكان من القرى الى الارياف التي تتم فيها عمليات زراعة الارض وتربية مختلف أنواع المواشي والدواجن.
هذا بجانب المناطق المهاجر منها.
أما فيما يخص المناطق المستقبلة للمهاجرين فهناك تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية، من التأثيرات السلبية هي ارتفاع اجور العمل في المناطق المستقبلة للمهاجرين، ارتفاع بدل ايجار السكن، ارتفاع اجور السلع ، زيادة الضغط على خدمات البنى التحتية، زيادة الضغط على فرص العمل, التجاوز على أراضي الدولة مما يشكل العشوائيات التي تكثر فيها الجريمة والمخدرات والتسول والشذوذ والبغاء وغيرها من السلوكيات غير المرغوب فيها.
أما فيما يخص الجوانب الايجابية للهجرة، فهناك جوانب متعددة للهجرة على المنطقتين المغادر منها والمغادر اليها ، فيما يخص المغادر منها فسوف يقل الضغط على فرص العمل مما يرفع اجور العمال كذلك يقل الضغط على السكن مما يخفض من اجور بدل الايجار فضلا عن عدم الضغط على خدمات البنى التحتية. أما فيما يخص المناطق المغادر اليها فناك ايضا بعض الايجابيات منها أن الهجرة سوف توفر أيدي عاملة رخيصة كذلك سوف تجلب بعض رؤوس الاموال التي سوف تساعد في تنمية المنطقة فضلا هناك مهاجرين أصحاب كفاءات علمية من اساتذة جامعات ومهندسين وأطباء وغيرهم من الكفاءات التي سوف تلقي بظلالها على المناطق المغادر اليها.