يعد الوعي الذاتي مهارة أساسية في تطوير الذات وتحقيق النجاح في مختلف مجالات الحياة. فهو يساعد الفرد على فهم مشاعره وأفكاره وسلوكياته، مما يعزز ثقته بنفسه ويجعله أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين بفعالية. كما أنه يساهم في تحسين اتخاذ القرارات، وإدارة الانفعالات، وبناء علاقات اجتماعية صحية (Goleman, 2000).
مفهوم الوعي الذاتي :
هو القدرة على معرفة ما يفعله الفرد ، وسبب قيامة بهذا الفعل كما انه يعتبر الإدراك الحقيقي و الواضح عن كينونة الفرد وماهيتها وماذا تفعل ؟ و ماذا تريد ؟ وكيف تفعل هذا أو ذالك ؟ وتأثير ذلك على الآخرين من حيث ادراكهم له واستجابته لهم . (. عبده، ۲۰۲۰، ص ٣٧) .
:Types Self Awareness انواع الوعي الذاتي
وقد ميز ويكلاند:( 1972 ) بين نوعين من الوعي الذاتي هما :-
1 – الوعي الذاتي الذاتي : وهو حالة شعورية يكون فيها الانتباه مركزا على الاحداث الخارجية في ما يخص شعور الفرد .
2 الوعي الذاتي الموضوعي : وهذا النوع مقتصرا على ذات الفرد وهو عكس الأول ، ويعني وعي الفرد بخبراته الذاتية مثل وعيه بخبراته وافكاره ومشاعره ، وذلك يتضمن الاستبطان الذاتي أو ما يطلق عليه الوعي الاستبطاني.
أهمية الوعي بالذات :
أشار ماير (1999) إلى أن الناس يمكن تصنيفهم ضمن ثلاثة نماذج رئيسية من حيث الوعي الذاتي:
1-الواعي بذاته :الواعون بحالاتهم المزاجية كما تحدث لهم ولديهم رؤية واضحة لانفعالاتهم ويتمتعون بصحة نفسية وقادرون على الخروج من الحالات المزاجية السالبة.
2- الغارقون في انفعالاتهم :وهؤلاء تطغى عليهم انفعالاتهم وليس لديهم وعي بمشاعرهم مستغرقون فيها أكثر من إدراكها، ولا يبذلون أي جهد للخروج من المزاج السيء.
3-المتقبلون لمشاعرهم ولهؤلاء رؤية واضحة عن مشاعرهم وهم متقبلون لهذه المشاعر ولا يحاولون تغيرها
مجالات الوعي الذاتي وفقاً لكولمان :
1- الوعي الانفعالي Emotional Awareness:
إن الوعي بالذات هو الانتباه المستمر للحالة الانفعالية والافكار المصاحبة لها وتفحص الخبرة الانفعالية الداخلية، فالشخص الذي لديه قدرة على إدارة انفعالاته، لا يسمح لأي موقف على ان يؤثر في حالة المزاجية ، كما يركز على أفعاله وما الذي يجب ان يقوم به ، ويعبر عن مشاعره بطريقة ايجابية ، أي من يفتقر إلى ادارة انفعالاته يظل في حالة صراع مستمر.
2- الثقة بالنفس Self-Confidence :
إن الثقة بالنفس هي امر مهم لكل فرد و لا يكاد إنسان يستغنى عن الحاجة إلى مقدار من الثقة بالنفس في امر من الأمور او موقف من المواقف أو في الحياة الاجتماعية أو في مجال التعليم ، فهي أحدى الصفات الشخصية التي تكون بمثابة طاقة تمكن الفرد من اظهار مواهبه وإمكانياته(kirk&Locke, 1991;58)
3-التقييم الدقيق للذات Accurate Self-assessment :
يعتمد التقييم الدقيق للذات على قيام الفرد بمقارنة سلوكه في موقف معين مع المحك الداخلي الذي يرتضيه الفرد لهذا السلوك ويشتق هذا المحك من خلال مجموعة من المعايير الخارجية أو من خلال اجبار الذات على استخدام معايير معينة واقعية أو غير واقعية ومن ثم فأن الأفراد يختلفون فيما بينهم في تقييم ذواتهم.
العوامل المؤثرة في تكوين الوعي الذاتي :
يتشكل الوعي الذاتي بفعل مجموعة من العوامل التي تؤثر في إدراك الفرد لذاته ومنها :
1-العوامل الجسمية (صورة الجسم): تعد صورة الجسم Body Image من العوامل الأساسية والهامة والتي تلعب دورا كبيرا في تكوين الفرد لمفهومه عن ذاته، حيث أن جسم الفرد وما يتمتع به من صفات عضوية تعد عنصرا هاما في تكوين مفهوم الذات، كما أن نظرة الآخرين للفرد من خلال مظهره الخارجي لها أثر كبير في تكوين مفهوم الذات من خلال الآخرين.
2- الأسرة: إن الأسلوب الذي تستخدمه الأسرة في تربية أبناءها يكون له الأثر الكبير في تكوين مفهوم الذات لدى الطفل فمثلاً أسلوب المبالغة في الدلال والاهتمام من قبل الأسرة بالطفل قد يؤدي إلى أن يكتسب الطفل مشاعر العجز
والعناد والتسلط، وعدم مقدرته على الاستقلالية، وهذا الأسلوب من التربية أيضا قد يؤدي لشعور الطفل بالدونية والنقص من خلال بعض مظاهر العدوانية التي يمارسها الطفل.
3-جماعة الرفاق (الأقران): إن قيام الفرد بمقارنة نفسه بالآخرين له دور في مفهوم الذات لديه، فعندما يقارن الفرد نفسه بجماعة ويرى أنه أكثر قدرة منهم فإن ذلك يزيد من قيمة الذات لديه، في المقابل مقارنته لنفسه مع جماعة قدرتها تفوق قدرته ينعكس ذلك على تقليل قيمة الفرد لنفسه.
4-الخبرات المدرسية تعد الخبرات المدرسية من المصادر المهمة في تشكيل مفهوم الذات، حيث يمر الفرد بخبرات وظروف ومواقف وعلاقات جديدة، فيبدأ في تكوين صورة جديدة عن قدراته الجسمية والعقلية وسماته الاجتماعية والانفعالية متأثرا في ذلك بالأوصاف التي يصف الآخرون لذاته.
5- تحديد الدور : تنمو صورة الذات خلال التفاعل الاجتماعي وذلك في أثناء وضع الفرد في سلسلة من الأدوار الاجتماعية وأثناء تحرك الفرد في إطار البناء الاجتماعي الذي يعيش فيه فإنه عادة يوضع في أنماط من الأدوار المختلفة منذ طفولته وأثناء تحركه خلال هذه الأدوار، ويتعلم أن يرى نفسه كما يرى زملاءه في المواقف الاجتماعية المختلفة وفي كل منها يتعلم المعايير الاجتماعية والتوقعات السلوكية التي يربطها الآخرون بالدور . (عطیه ۲۰۲۰۰ ، ص ۸).
طرق لتطوير الوعي الذاتي :
يمكن للأفراد تحسين وعيهم الذاتي من خلال عدة ممارسات، منها