مقال بعنوان
اليقظة الاستراتيجية
م.م هند مفتن رحم
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية \ إدارة تربوية
فإن اليقظة الاستراتيجية ستزود صناع القرار بالمعلومات اللازمة بأدوات التحليل المناسبة لاتخاذه، من هنا تأتي أهمية اليقظة الاستراتيجية في مساعدّة المؤسسة على فهم الوضع السائد في البيئة المحيطة التي تتصف بحدة المنافسة والتعقيد والديناميكية من خلال المراقبة المستمرة وتوقع المسارات المستقبلية لمجال العمل وتحديد الفرص الممكنة لاستثمارها وكذلك التهديدات لتلافيها.
فيما يتعلق بمفهوم اليقظة الاستراتيجية فقد سيطرة على إذهان القائمين في شؤون المؤسسات الاقتصادية أولاً، إلا أن التغيرات التكنولوجية والاجتماعية السريعة والعميقة طالت المؤسسات التربوية عامة ومؤسسات التعليم العالي خاصة، مما يملي عليها الأخذ بعين الاعتبار تحسين خططها الاستراتيجية، لأنها ربما تكون هي الأكثر حاجة من غيرها لأن تأخذ بمفهوم اليقظة الاستراتيجية ولكي تتفادى من خلاله المشكلات والصعوبات التي تواجهها في أثناء تنفيذ استراتيجيتها.
ان بروز التنافسية بوصفها حقيقة أساسية تحدد نجاح المؤسسات وفشلها عموماً بدرجة غير مسبوقة مما جعلتها مطالبة بضرورة فهم العلاقة الموجودة بينها وبين بيئتها الخارجية، وذلك بقصد الاستفادة من الفرص التي تطرحها وتجنب تهديداتها. ولكي يتم فهم هذه العلاقة مع ضرورة إدراك اتجاه تطور التحديات السابقة وعمليات التكيف معها، لذا ينبغي للمؤسسة الجامعية رصد بيئتها الداخلية والخارجية بصورة متواصلة، أي جمع معلومات عن كل ما هو جديد وتوقع ما سيستجد في محيطها، ومن ثم يصبح الحذر واليقظة الاستراتيجية عاملاً أساسياً لنجاح تكيف الجامعات مع تلك التغيرات.
اهم الأدوات والأساليب لتطوير وخلق الحلول التي تمكن المؤسسة من الاستمرار والنمو وتحقيق التميز في مجال نشاطاتها لذا يجب على المؤسسة الحرص على توفير جو ومناخ يسمح بتعزيز التفكير الإبداعي
– الفوائد التي تحققها اليقظة الاستراتيجية للمؤسسة التعليمية:
– دعم التخطيط: تدعم اليقظة الاستراتيجية سيرورة التخطيط سواء على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل وتسهم في تشكيل الاستراتيجيات وبلورتها وتقييم الأهداف الناتجة عنها.
– دعم الاستجابة: تعد اليقظة الاستراتيجية نظاماً يسمح للمؤسسة بالبقاء في حالة وعي ومعرفة بتطورات الأسواق والمنافسين، ويساعد على فهم القوى الخارجية للتغيرات، وتحديد وتحليل الضغوطات والتهديدات والفرص المتاحة في البيئة المحيطة، والتكيف مع التغيرات الخارجية وتحفيز أنشطة الاستجابة بسرعة.
فاليقظة الاستراتيجية بذلك تمكن من تنمية استجابة فعالة للتغيرات البيئية وتسهم في ضمان تحسين موقع المؤسسة في المستقبل.
– دعم الإبداع والابتكار: تعمل اليقظة الاستراتيجية على مقارنة الوضعية الحالية للمؤسسة مقارنة بنظيراتها من المؤسسات الأخرى، مما يحفز الابتكار والتكيف، وتقديم مخرجات ذات قيمة أعلى، إذ تدعم موقعها التنافسي وتساعد على تطوير مزايا تنافسية أخرى.
– حل المشكلات وتدعيم القرارات: ان من مهام اليقظة الاستراتيجية تقديم متخذي القرارات تقديرات دقيقة مبنية على معلومات حول توجهات المنافسين من المؤسسات المماثلة، والقوانين والتكنولوجيا.
– تدعيم التوقع واستباق الأحداث: تسمح اليقظة الاستراتيجية بتوسيع قدرات المؤسسة على
اقتناص المعلومات وتوقع حدوث التغيرات واستباقها، والنظر من زوايا أخرى للفرص المتاحة، وزيادة سرعة العمل في الوقت المطلوب، مما يمكن من استباق الفرص الجديدة والقضاء على التهديدات والأخطار المحتملة.
م.م هند مفتن رحم
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية \ إدارة تربوية