الاسم :ـــ ايمان فارس محمد حمزه 





انقلاب 8 شباط 1963 في العراق















ــ انقلاب 8 شباط 1963 
شكل انقلاب 8 شباط 1963 انقلاب البعثيين والقوميين على حكومة عبد الكريم قاسم واسقاطها وقد كان تفكير القوميون والشيوعيون لاسقاط عبد الكريم قاسم قد بدا منذ عام 1959 وكان الدافع للاغتيال بسبب دعم قاسم للحزب الشيوعي العراقي المعادي لحزب البعث والقوميون اما السبب الاخر نتيجة الاحداث الدامية التي يمر بها العراق بسبب بعض العمليات الاعدام الصادرة من حكم قاسم وتنفيذ تلك الاعدامات دون تأخير اما السبب الاساسي الذي دفع البعثيون للجوء لاسلوب الاغتيالات فهو ماكان يلقاه الشيوعين من دعم اجهزه الشرطة ففي اول الامر احتج البعثيون على السلطة ورفعوا اليها مظالمهم كما اشاروا الى زعماء سائر الاحزاب والى زعماء الدين ان يقدموا  الاحتجاجات الى قاسم الذي وعد باتخاذ الاجراءات عليها ومعالجة الخلل ولكن السياسة المتبعة ضد حزب البعث لم يطرح عليها اي تغير ملموس من قبله كما ان العداء المستحكم بين قاسم وعبد السلام عارف كان منذ سنه 1960 وماقبلها وهو الخلاف حول مشروع الوحدة العربية والذي رفضه قاسم منذ البداية .
_ الاسباب الداخلية التي ادت الى الانقلاب 
1ــ انفراد عبد السلام عارف وقاسم بالسلطة في الايام الاولى لقيام ثورة 14 تموز 1958 وبعد نجاح عبد الكريم قاسم باقصاء عبد السلام عارف من السلطة اخذ عارف يميل ويتودد للاحزاب القومية ويؤيد التوجه القومي مما كان له اثر بوقف حزب البعث الى جانبه .
2ــ الاضطراب والصراع السياسي الذي ازداد حدة بين القوميين والشيوعيين بفعل سياسة قاسم الذي اتبعها لتأليب القوى السياسية بعضها البعض وكذلك اعدام الضباط القوميين مما اثر في تزايد حده نقمة الشعب العراقي بشكل عام وحزب البعث بشكل خاص .
3ــ دكتاتورية  قاسم وانتهاجه سياسة التسلط وتطبيقه للحكم الفردي وابعاده للضباط الاحرار من ذوي التوجه القومي من المناصب الحساسة في الدولة الذي كان لهم دور في الثورة .
4ــ موقف قاسم من الوحدة العربية وعدائه للجمهورية العربية المتحدة التي كانت تمثل هدف الاحزاب القومية في العراق.
5ــ تميزت هذه الحقبة ببروز الدور النضالي لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي تميز بتصدي لسياسة قاسم والحزب الشيوعي لسياسته اللاقومية .
6ــ عبر النهج القومي للاحزاب القومية بأقامة الجبهة القومية والتي كانت محاولة لجمع القوى القومية وتوحيد جهودها ضد الخطر الذي كان يتعرض له العراق من جراء الهجمات الشيوعية .
_ التخطيط للانقلاب 
بدا حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب بالتحرك لاعداد خطة انقلابية متكاملة للاطاحة بقاسم منذ عام 1960 فشكلت لاجل ذلك لجنة عرفت ( اللجنة العليا للتنظيم القومي ) في ايلول 1960 وضمت في صفوفها العديد من الشخصيات العسكرية والسياسية وكان ابرزهم صالح مهدي عماش وصبحي عبد الحميد واحمد حسن البكر وكان اولئك خليط من القوميين العرب والبعثيين وقد نجح احمد حسن البكر بضم الضباط المناوئين لقاسم وكان على رأسهم طاهر يحيى للاطاحة بقاسم لكن هذه اللجنة لم تعمل بشكل مشترك طوال فترة تاسيسها على الرغم من توصلهم الى قرار ينص على القيام بالتحرك العسكري لمشترك ضد قاسم فقد اختلف لاعضاء فيما بينهما على مجموعة من الامور التنظيمية لينقسموا بذلك الى مجموعتين كل واحدة منها كانت تعمل على القيام بانقلاب العسكري .
اتجه البعثيون بعد ذلك الى الضباط الاحرار الناقمين على سياسة قاسم وقد نجحوا في جذب العديد منهم في اواخر 1960 وكان حزب البعث يسعى الى استثمار الاوضاع المتردية ومنها الاضراب الطلابي في 14 كانون الاول 1962 شمل المؤسسات التعليمية وكان سبب الاحتجاج على حكومة عبد الكريم قاسم وثانيا مشكلة البانزين بعد ارتفاع اسعارها ومارافقها من حوادث شغب قام بها سواق السيارات فعمل البعثيون على تصدر تلك الازمات والمشاركة بعمليات الاضراب من اجل التهيئة للاطاحه بقاسم .
قام البعثيون بعد ذلك بتشكيل مكتب عسكري ومكتب اخر استشاري كانت مهمتهم هو الاعداد والتخطيط للانقلاب وفي شباط 1962 اجتمع المكتب العسكري للحزب وتم تحديد ساعة الصفر للقيام بالانقلاب وفي 18 كانون الثاني 1963 الا ان مكي بشبكة وهو ضابط مقدم استطاع ان يكشف لقاسم خطة حزب البعث والتي ادت الى اعتقال عدد من القادة المخططين وتمت تصفيتهم وفصل عدد كبير منهم وجرت عدة محاولات للقيام بالانقلاب الا انها باءت بالفشل .
وفي 5 شباط 1963 عقد الانقلابيون اجتماعا في منزل عبد الستار عبد اللطيف في منطقة علي الصالح وحضر الاجتماع العديد من القيادات الحزبية منهم احمد حسن البكر وحازم جواد وطالب الشبيب وغيرهم لاجل القيام بالانقلاب وتحديد ساعة الصفر .
شهد 7 شباط 1963 انعقاد الاجتماع الاخير وتم تكليف احمد حسن البكر واللجنة العسكرية والاستشارية لحزب البعث من اجل القيام بالانقلاب والاستيلاء على السلطة ، لقد كان المجتمعون متخوفون من افشاء سرهم من جديد لذلك تم تحديد ساعة الصفر في 8 شباط وفي تمام الساعة التاسعة صباحا وتم تبليغ القوميين بذلك الموعد واتفق المجتمعون على عبارة رمضان كريم لكي يتجنبوا اكتشافهم وجاء يوم 14 رمضان لكونه يصادف يوم الجمعة عطلة وان اغلب الضباط سيسهرون لوقت متأخر من الليل .


شارك هذا الموضوع: