بيع الدّين
لما بويع محمد المهدي دعا حميد بن قحطبة نصف الليل وقال: ان إخلاص أبيك وأخيك فينا أظهر من الشمس وحالك عندي موقوف، فقال: أفديك بالمال والنفس ، فقال: هذا لسائر الناس، قال: أفديك بالروح والمال والأهل والولد. فلم يجبه المهدي، فقال: أفديك بالمال والنفس والأهل والولد والدين، فقال: لله درك، فعاهده على ذلك().
وفد الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة من بنى ربيعة بن كعب بن سعد والجون بن قتادة العبشمي والحتات ابن يزيد أبو منازل أحد بنى حوى بن سفيان بن مجاشع إلى معاوية بن أبي سفيان فأعطى كل رحل منهم مائة ألف وأعطى الحتات سبعين ألفا فلما كانوا في الطريق سأل بعضهم بعضا فأخبروه بجوائزهم فكان الحتات أخذ سبعين ألفا فرجع إلى معاوية فقال ما ردك يا أبا منازل قال فضحتني في بنى تميم أما حسبي بصحيح أو لست ذا سن أو لست مطاعا في عشيرتي فقال معاوية بلى قال فما بالك خسست بي دون القوم فقال إني اشتريت من القوم دينهم ووكلتك إلى دينك ورأيك في عثمان ابن عفان وكان عثمانيا فقال وأنا فاشتر منى ديني فأمر له بتمام جائزة القوم().
أمام مُغريات الدنيا وملذّات الحياة، قد تجد البعض يبيع دينهُ وقيمهُ ومبادئهُ مِن أجل لحظات من اللّذّة أو من أجل أموال قد لا يُكمل حياتهُ لصرفها، لذا هناك من يُحاول شراء دين الشباب الذينَ هم عِماد المجتمع، فالحذر من ذلك.

شارك هذا الموضوع: