جامعة كربلاء
كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم اللغة الغربية
عنوان المقال
((تأثير التكنولوجيا الحديثة على نمو الطفل وتطوره
اعداد الطالبة: زهراء جواد خضير
المقدمة:
في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا مهمًا من حياتنا اليومية. وتؤثر على الكثير من جوانب الحياة، وتغير كيفية تعاملنا مع العالم من حولنا. من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى التطبيقات التعليمية والألعاب الإلكترونية، تلعب التكنولوجيا دورًا كبيرًا في تنمية عقول الأطفال. ولكن، هناك تساؤل مهم وهو: هل ندرك تمامًا آثار هذه التكنولوجيا على نمو وتطور أطفالنا؟ وهل نعرف كيف نحقق التوازن بين فوائدها ومخاطرها؟!
في هذا المقال، سنتحدث عن معنى التكنولوجيا الحديثة ونتعرف على تأثيراتها المختلفة على فكر الطفل ونموه الجسدي والعقلي. سنناقش أيضًا كيفية استخدام الأطفال للتكنولوجيا بشكل يعزز الفوائد ويتجنب الأضرار، مع تقديم نصائح للأهل لتحقيق هذا التوازن.
وهدفنا من خلال هذه النظرة هو فهم كيفية جعل التكنولوجيا أداة فعالة ومفيدة تساعد في بناء مستقبل أفضل لأطفالنا، مع الحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية.
– ما هي التكنولوجيا الحديثة؟.
التكنولوجيا هي كلمة مشتقة من الكلمة الإنكليزية Technology ، وهي كلمة من شطرين: تكنو : وتعني تقني أو اختصاصي، ولوجك: أي علم بالمنطق، أي أن الكلمة معناها علوم التقنية أو العلوم التطبيقية، أما المعنى العلمي للتكنولوجيا فهو الاستخدام الأمثل والأذكى للعلوم الهندسية في المجالات التطبيقية وفي نواحي الحياة العملية.(١)
فيمكن تعريف التكنولوجيا على أنها مجموعة المواد والأدوات والمعارف والمهارات المستخدمة لتلبية كل حاجات الجماعة ولضمان سيطرتها على بيئتها المادية – إنها الإجابة على : ماذا تفعل و اكيف نفعله المجتمع ما تبعاً لذلك، قد يكون الاختيار التكنولوجيا، وهو واحد من الإجراءات الأساسية في عملية التنمية، وقع خطير في تحديد مسار التنمية القابلة للاستمرار.
لكن التكنولوجيا، على رغم ذلك، وخلافاً للعلوم والمعارف الإنسانية، ليست بضاعة مجانية وإنما سلعة غالية الثمن هناك عادة عناصر ثلاثة ضرورية للتنمية :المال والعلوم والتكنولوجيا. وقد ثبت أن هذه الأخيرة هي الأصعب مثالاً. إذ يمكن اعطاء المال كقروض أو هبات، وتمنح العلوم مجاناً تقريباً في الجامعات ومراكز الأبحاث في الدول الصناعية. أما التكنولوجيا فتباع على شكل قطرات وبأسعار فاحشة، إذا لم تصنف سرية، وهي لذلك تحتاج لأن تطور محلياً عبر جهود تحمد المبادرة الذاتية والتعليم الذاتي والتكنولوجيات الملائمة، أكانت مطورة محلياً أم مستوردة، هي أكثر التكنولوجيات الوثيقة الصلة بالتنمية، ويمكن أن تشكل أساساً لاكتساب تكنولوجيا متقدمة. إنها سهلة المثال على صعد محلية، وتستهدف تلبية حاجات الإنسان الأساسية.(٢)
________________________________
١- معجم مصطلحات الهندسة والتقنيات والعلوم، د.م. فرح خليل السمارة، ص ١٠٦
٢- التكنولوجيا الملائمة والتنمية، نجيب صعب، ص ١٣.
-مساوئ التكنلوجيا الحديثة على الطفل:
من المعروف أن الطفل يكتسب ما حوله، ما يرى ويسمع، وبذلك فإن عدم استغلال التكنلوجيا لصالح الطفل وتطوره سيؤدي بلا شك إلى تشوّه فكره وكلنا على معرفة بما يحتويه هذا العالم الحديث من سلبيات بالتالي تنعكس على فكره وتخلق مشاكل عديدة منها:
١- التأثير على تركيز وانتباه الطفل: فإن مقاطع الفيديو وخاصة السريعة أو ما متعارف عليه الآن بـ(Reels) والألعاب الإلكترونية أيضا كلها تعكس تأثيرا على انتباه الطفل وتركيزه حتى أنه قد يصيبه الخمول الفكري.
٢- ممكن أن يتعرض الطفل لمحتوى غير ملائم مع عمره أو قد يكسبهم معلومات غير صحيحة ولا تناسب معتقداتهم.
٣- تقليص الابداع لدى الطفل: فإن الطفل الذي يقضي أغلب وقته على التكنولوجيا يقلص من نشاطه الفكري وابداعه، وهذا ما ذكرناه سابقا تحت مسمى الخمول الفكري.
٤- التأثير على النشاط البدني: فالطفل الذي يقضي ساعات طويلة على الشاشات يؤدي إلى تقليل النشاط البدني لديه، ومن المعروف أن الطفل بحاجة الى الحركة البدنية فهي تساعد على نموه، فقد “أشار سامى غنيم 1992م إلى أن النشاط الرياضي يلعب دوراً هاماً في أن يصبح الفرد متزناً انفعالياً ويستطيع التكيف مع الآخرين في شتى مجالات الحياة المختلفة، كما أن النشاط الرياضي يعمل على تحقيق التوازن بين النشاط الفكري والاجتماعي والبدني وأن يصبح حاجة أساسية وضرورة من ضروريات العصر، فالنشاط الرياضي يؤدى لتوافق الفرد في مجالات مشابهة من مجالات الحياة ويحقق علاقات اجتماعية، ويؤدى المرونة في السلوك وتتوافر لدية ديناميكية وتغيرات مفاجئة وأفعال مختلفة دائمة التغيير فتمرن الممارس على السلوك المتوافق معها بتحديد الاختلاف والاستجابات المطلوبة وردود الأفعال المناسبة السريعة والمختلفة مما يؤدى بالفرد إلى التوافق النفسي العام.”(٣)
٥- تأثيره على الجسد بشكل غير صحـي: فمن المعروف أن قضاء الطفل ساعات طويلة على البرامج الإلكترونية قد يؤدي إلى اصابته بحفاف العين، أو الحَول، أو التحدب فإن جلوسه امام الشاشات بصورة غير ملائمة للجسد يؤدي إلى التحدب، وكذلك مشاكل في الرقبة، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى ناتجة عن عدم حركتـه.
٦- الإنعزال: الاستخدام المفرط للأطفال للأجهزة الإلكترونية قد يتسبب في تقليل تفاعلهم الاجتماعي مع أقرانهم ويعزلهم عن محيطهم، ومن الممكن أن ينتج عنه ظهور أعراض شبيهة بالتوحد.
فوائد التكنولوجيا ونصائح للأولياء:
كما إن للتكنولوجيا مساوئ إلا أنها لا تخلو منن الفوائد، ولكن بشرط أن يتم أخذ الحيطة والحذر من قبل الوالدين تجاه هذا الجانب، فمثلا من الأمور التي يجب مراعاتها وتفيد الطفل:
__________________________
٣- دور الأنشطة البدنية الرياضية التربوية في تحقيق التوافق النفسي الاجتماعي لطفل الروضة(دراسة متمحورة حول البعد النفسي الاجتماعي) ، تواغزيت سهيلة، ص ١٠٤
١- تخصيص وقت محدد لقضاء الطفل على الأجهزة الالكتروني، وكذلك وقت لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة المناسبة لعمر الطفل، فلا ضير من تخصيص وقت للعائلة لممارسة بعض التمارين البسيطة والمناسبة لطفلهم ليزيد حماسه.
٢- حجب المواقع ذات المحتوى الغير ملائم.
٣- تخصيص بعض المواقع والتطبيقات المناسبة لعمر الطفل، فهناك الكثير من البرامج التعليمية المسلية في نفس الوقت مثل: تطبيق(دولينجو) فهو معلم للغات وأيضا فيه نوع من التحديات، ولا أخفي عليكم أن هناك بالغين يستخدمون هذا التطبيق لما يقدمه من فائدة في تعلم العديد من اللغات، بالاضافة إلى التطبيقات القرائية، والكتب الإلكترونية، وتطبيقات البودكاست المناسبة والتي تساعد على زيادة التحفيز على القراءة والاستماع لدى الطفل.
الخاتمة:
ختامًا، يمكننا أن نرى أن التكنولوجيا الحديثة تمثل سلاحًا ذو حدين؛ فهي تقدم العديد من الفوائد التي تعزز مهارات الطفل الفكرية والاجتماعية والجسدية، لكنها قد تحمل في طياتها أيضًا بعض المخاطر التي قد تؤثر سلبًا على نموه وتطوره إذا لم يتم استخدامها بحكمة. لذا، فإن مسؤولية الأهل والمعلمين تكمن في توجيه الأطفال نحو الاستخدام الواعي والمتوازن للتكنولوجيا، واختيار المحتوى المناسب الذي يسهم في تعزيز التعلم والإبداع مع الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. بالتوجيه الصحيح والوعي، يمكننا تحويل التكنولوجيا إلى أداة فعالة تساهم في بناء مستقبل واعد ومشرق لأطفالنا.
من رأيي المتواضع، ينبغي على الأهل أن يوجهوا انتباههم إلى نقطة هامة، وهي أن الابن، بغض النظر عن عمره، يجب متابعة مستوى وعيه بدقة، فليس كل من بلغ سن البلوغ يمتلك درجة الوعي الكافية. فمن المهم والواجب على الأهل التقرب من أبنائهم لفهم مستوى وعيهم، حتى يتمكنوا من تحديد ما إذا كان مناسبًا له الانخراط في هذا العالم الواسع أم لا.
-إن التكنولوجيا وبجانبها الخطر قد يتضاعف خطرها هذا على الأجيال القادمة وهذا ما نراه الآن ولذلك نتمنى أن يُضاف منهجا خاصا لتعليم الطلبة كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة بطريقة صحيحة.
المراجع:
١- معجم مصطلحات الهندسة والتقنيات والعلوم، د.م. فرح خليل السمارة، دار أسامة للنشر والتوزيع عمان – الأردن.
٢- التكنولوجيا الملائمة والتنمية، مراجعة وتقديم نجيب صعب،
٣- دور الأنشطة البدنية الرياضية التربوية في تحقيق التوافق النفسي الاجتماعي لطفل الروضة(دراسة متمحورة حول البعد النفسي الاجتماعي) أطروحة دكتوراه، اعداد الطالبة: تواغزيت سهيلة، سنة ٢٠١٥-٢٠١٦م.