تجارة المسلمين نحو القارة الإفريقية

            بدأت التجارة بين المسلمين وإفريقيا منذ القرن السابع الميلادي بعد انتشار الإسلام في شمال إفريقيا.

توسعت التجارة مع غرب إفريقيا وشرقها خلال العصور الإسلامية، وأصبحت القوافل الصحراوية والسفن البحرية الوسائل الرئيسية لنقل البضائع.

لعبت الإمبراطوريات الإسلامية في إفريقيا مثل غانا، مالي، وسونغاي دورًا مهمًا في ازدهار التجارة مع العالم الإسلامي.

اولا: طرق التجارة الإسلامية في إفريقيا

طريق الصحراء الكبرى (الطرق البرية)

كان يربط شمال إفريقيا بوسط وغرب إفريقيا عبر قوافل الجمال.واستخدمت مدن مثل تمبكتو، غاو، وجينيه كمراكز تجارية رئيسية. كانت القوافل تحمل الملح، التوابل، الأقمشة، الأسلحة، والخيول من شمال إفريقيا، وتعود بـ الذهب، العاج، العبيد، والجلود من غرب إفريقيا.

التجارة البحرية عبر المحيط الهندي (الطرق البحرية)

كانت السفن العربية والفارسية تبحر عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي نحو شرق إفريقيا. ازدهرت موانئ مثل زنجبار، مقديشو، ممباسا، وكيلوا كمراكز للتبادل التجاري.

كانت السلع المتبادلة تشمل الذهب، العاج، التوابل، الأخشاب النادرة، والعبيد مقابل المنسوجات، الزجاج، المعادن، والتوابل الآسيوية.

ثانيا: أهم السلع المتداولة

من إفريقيا إلى العالم الإسلامي:

1-الذهب (من السودان وغانا).

2-العاج (من شرق إفريقيا).

3-العبيد (للعمل في المزارع والبيوت).

4-الأخشاب النادرة والجلود.

من العالم الإسلامي إلى إفريقيا:

1-التوابل والمنسوجات من الهند واليمن.

2-الأسلحة والأدوات الحديدية.

3-الكتب والمخطوطات الدينية، مما ساهم في نشر الإسلام.

ثالثا: تأثير التجارة الإسلامية على إفريقيا

التحول الثقافي والإسلامي

          أدت التجارة إلى انتشار الإسلام في غرب وشرق إفريقيا، حيث اعتنق الكثير من السكان الإسلام.

أصبحت مدن مثل تمبكتو مراكز للعلم والفقه الإسلامي، حيث اشتهرت بجامعاتها ومكتباتها.وكان  قد الازدهار الاقتصادي

ساهم في التجارة وفي تطوير المدن وتحسين البنية التحتية مثل الطرق والأسواق. وأصبحت بعض الممالك الأفريقية مثل مالي وسونغاي غنية جدًا بسبب عائدات التجارة.

التأثير في الأنظمة السياسية

      ظهرت دول إسلامية قوية في إفريقيا مثل مملكة مالي تحت حكم الملك منسا موسى، الذي أدى الحج إلى مكة حاملاً كميات هائلة من الذهب. كما استخدمت النظم السياسية الأفريقية اللغة العربية في الإدارة والتجارة.

ان هذة التجارة لم تستمر على وتيرة الازدهار فسرعان ما تراجعت التجارة الإسلامية في إفريقيا مع وصول الأوروبيين إلى إفريقيا في القرن الخامس عشر، وبدأ النفوذ الإسلامي في التجارة يتراجع في افريقيا .