م.م مروه عبيد علي 
قسم اللغة الإنجليزية 
                                               تحليل الخطاب النقدي 
تحليل الخطاب النقدي هو منهجية دراسية تركز على كيفية استخدام اللغة في السياقات الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتهدف إلى كشف التفاعلات بين اللغة والسلطة والمجتمع. هذه المنهجية تم تطويرها بشكل واسع من قبل عدد من الباحثين، بمن فيهم نورمان فيرلو (Norman Fairclough) ومايكل فوكو (Michel Foucault).
 
العناصر الرئيسية لتحليل الخطاب النقدي:

  • اللغة والسلطة: تحليل كيف تُستخدم اللغة لتعزيز أو تحدي السلطة. كيف تعكس النصوص الأيديولوجيات وتساهم في تشكيل هويات اجتماعية.

  • السياق: أهمية فهم السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي يتم فيها إنتاج الخطاب. يشمل ذلك التاريخ، والجمهور المستهدف، والأغراض المعلنة والمخفية.

  • البنية: دراسة بنية النصوص الخطابية وعناصرها، مثل الاختيارات اللغوية، التراكيب، والأسلوب، وكيف تساهم جميعها في تشكيل المعاني.


  • التمثيل: كيف تمثل الخطابات الموضوعات المختلفة (كالعرق، الجنس، الطبقات الاجتماعية) وكيف يمكن أن تعزز أو تعيد تشكيل التصورات المجتمعية.

  • التغيير الاجتماعي: النظر في كيفية استخدام الخطاب كأداة للتغيير الاجتماعي وكيف يمكن للانتقادات اللغوية أن تعزز من الوعي النقدي وتسهم في العدالة الاجتماعية.
 
خطوات تحليل الخطاب النقدي:

  • اختيار النص: تحديد النص الذي ترغب في تحليله، سواء كان مقالة، خطابًا، أو أي نوع آخر من الموارد.

  • تحليل السياق: فهم السياق الذي تم إنتاج النص فيه وما يشمله من مؤثرات اجتماعية وسياسية.


  • تحديد الأيديولوجيات: تحديد القيم والأيديولوجيات الكامنة وراء النص وكيف تُعبر عنها اللغة.
  • تحليل اللغة: دراسة التفاصيل اللغوية للنص، مثل الأسلوب، والعبارات المستخدمة، والاستعارات.
  • تفسير النتائج: توصيل كيف تساهم جميع هذه العناصر في تشكيل الرسائل والقوى الاجتماعية.
 
يمكن استخدام تحليل الخطاب النقدي في مجالات متعددة، بما في ذلك الإعلام، التعليم، السياسة، والأدب. 
 
تحليل الخطاب النقدي هو مجال متعدد التخصصات يشمل العديد من المفكرين والباحثين الذين ساهموا في تطويره. من بين أهم مؤسسي تحليل الخطاب النقدي:

  • نورمان فيرلو (Norman Fairclough): يعتبر من أبرز الشخصيات في هذا المجال. قام بتعريف وتحليل مفهوم تحليل الخطاب النقدي ومعالجة العلاقة بين اللغة والسلطة. يركز على كيفية تأثير الخطاب على العلاقات الاجتماعية.

  • تيرينس هو (Teun A. van Dijk): معروف بأبحاثه في تحليل الخطاب من منظور نفسي واجتماعي. قام بدراسة كيفية تشكيل الخطابات الاجتماعية والتصورات الجماعية من خلال اللغة.

  • مايكل فوكو (Michel Foucault): بينما لم يكن متخصصًا بشكل مباشر في تحليل الخطاب النقدي، إلا أن أفكاره حول السلطة والمعرفة كانت ذات تأثير كبير على هذا المجال. يدعو فوكو إلى فهم كيفية تشكيل الخطاب للواقع الاجتماعي والسياسي.


  • إيليا أليكسيفيش (Elias Korovkin): قام بتطوير أساليب تحليل الخطاب النقدي في السياقات الثقافية والاجتماعية، وترك تأثيراً واضحاً على كيفية فهم الخطاب في النصوص المختلفة.

  • بيل هكرت (Bill Hanks): يعتبر من الباحثين الذين ساهموا في فهم كيف تتسرب الأيديولوجيا إلى الخطاب وكيف يمكن تحليلها.
  • بيتر ستوبارت (Peter Stubbart): مهتم بكيفية استخدام الخطاب في العلاقات الاجتماعية والسياسية، ودراسة التفاعلات في بيئات العمل.
 
هؤلاء الباحثون هم من بين الأبرز، ولكن هناك العديد من الآخرين الذين أثروا في هذا المجال بأساليبهم وأبحاثهم.
 
ظهر تحليل الخطاب النقدي (Critical Discourse Analysis – CDA) نتيجة لعدة عوامل تؤشر إلى حاجة المجتمعات الأكاديمية والنقدية لفهم العلاقة المعقدة بين اللغة والسلطة، وأثر الخطابات على تشكيل الأفكار والآراء والرؤى الاجتماعية. فيما يلي بعض الأسباب الرئيسية لظهور هذا المجال:
  • الوعي بالسلطة والهيمنة: تزايد الاهتمام بكيفية استخدام اللغة كأداة للسلطة والهيمنة في السياقات الاجتماعية والسياسية. بدأ الباحثون في دراسة كيف يمكن للخطابات أن تعزز أو تعارض الهياكل الاجتماعية القائمة.

  • تعدد الثقافات: مع globalization وزيادة التنوع الثقافي، برزت الحاجة لفهم كيفية تأثر الهويات الثقافية والسياسية بالخطابات السائدة، وكيف يمكن أن تؤثر على التفاعلات الاجتماعية.

  • التفاعلات الاجتماعية: ظهور الاهتمام بدراسة كيفية تشكيل التفاعلات الاجتماعية من خلال اللغة، وكيف تعكس وتساهم في تعزيز أو تحدي العلاقات الاجتماعية والاقتصادية.

  • التحديات الاجتماعية: مع تصاعد القضايا الاجتماعية مثل العنصرية، والجنس، والطبقية، أصبح من الضروري تحليل الخطابات للتعبير عن هذه القضايا وفهم الأبعاد الأيديولوجية المتعلقة بها.


  • التطورات النظرية: تأثرت تحليلات الخطاب النقدي بالتطورات في مجالات متعددة مثل اللسانيات، علم الاجتماع، والنظرية النقدية، مما ساهم في تطوير أدوات واستراتيجيات التحليل.

  • التغيرات التكنولوجية والإعلام: مع الثورة الرقمية، أصبح من المهم فهم كيف تؤثر وسائل الإعلام الجديدة على الخطابات العامة وكيف يمكن تحليلها بشكل نقدي.
تحليل الخطاب النقدي يهدف إلى تقديم أدوات للباحثين والنقاد لفهم التعقيدات التي تصاحب استخدام اللغة في سياقات السلطة والمجتمع.
 

شارك هذا الموضوع: