عنوان المقالة
تحليل جغرافي الدور الحشد الشعبي في تحرير جنوب محافظة صلاح الدين
اعداد الطالب الدكتوراه
براك فارس شنتر
جامعة كربلاء ،كلية التربية ، قسم الجغرافية
المقدمة:
لعب الحشد الشعبي دورًا حاسمًا في عمليات تحرير مناطق جنوب محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش . كانت مشاركتهم جزءًا من جهد عسكري أوسع شمل الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، ومقاتلين من العشائر المحلية، وبدعم من قوات التحالف الدولي . ومع ذلك، فقد أثارت مشاركة الحشد الشعبي جدلاً واسعًا بسبب المخاوف المتعلقة بالانتهاكات الطائفية المحتملة وتأثيرها على التركيبة السكانية في المنطقة على رقم من ذلك اثبتت ان مشاركة الحشد تركة اثر طيب في نفوس اهالي المنطقة جاء ذلك من خلال اللقاءات التي اجرتها الكثير من القنوات حيث عبر اهالي المنطقة عن شكرهم وامتنانهم الما قدمه ابطال الحشد من تفاني في تحرير اراضيهم .
اولا – العمليات العسكرية والمشاركة الجغرافية للحشد الشعبي
شارك الحشد الشعبي في عدة عمليات عسكرية رئيسية في جنوب صلاح الدين، بما في ذلك عمليات تحرير مدينة تكريت، وجزيرة سامراء، ومناطق أخرى جنوب غرب تكريت . تهدف هذه العمليات إلى استعادة السيطرة على الأراضي التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش وتأمين المناطق المحيطة ببغداد والمراقد الدينية في سامراء . كما شارك الحشد في عمليات تطويق الفلوجة ومساندة القوات الأمنية في معاركها ضد داعش . بالإضافة إلى ذلك، قام الحشد الشعبي بتأمين مناطق الصينية والبو جواري وشمال بيجي ومصفى بيجي ضمن قاطع محافظة صلاح الدين كذلك المشاركة في تحرير شمال قضاء الدجيل وقدم الكثير من الشهداء اثناء عمليات القتال ضد عصابات داعش الارهابي . شاركت قوات الحشد الشعبي في عدة معارك رئيسية في جنوب صلاح الدين، بما في ذلك تحرير مدينة تكريت في عام 2015. كانت تكريت ذات أهمية استراتيجية كبيرة كونها مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وسيطرة داعش عليها شكلت تهديدًا كبيرًا للعاصمة بغداد. استخدم الحشد الشعبي تكتيكات عسكرية متنوعة، بما في ذلك الحصار والقصف المدفعي والهجمات البرية، بالتعاون مع الجيش العراقي وقوات التحالف الدولي. بعد تحرير تكريت، شارك الحشد في عمليات أخرى ، لعب الحشد دورًا في تأمين خطوط الإمداد وحماية البنية التحتية الحيوية مثل حقول النفط ومحطات الطاقة .
ثانيا- التأثيرات الجيوسياسية والديموغرافية والاقتصادية:
على الرغم من المساهمة في طرد تنظيم داعش، إلا أن وجود الحشد الشعبي في مناطق جنوب صلاح الدين أثار مخاوف بشأن التوترات الطائفية وتغيير التركيبة السكانية . يرى البعض أن هذه المخاوف نابعة من الهاجس الطائفي المسيطر على تفكير أبناء تلك المحافظات . غير ان مشاركة الحشد فندت تلك المخاوف واثبت رجال الحشد اخلاصهم وتفانيهم في الدفاع عن ارض العراق وترك انطباع طيب في قلوب ابناء تلك المناطق مما زاد اعتزازهم بأبناء ومطالبتهم في المشاركة “الحشد الشعبي” مع باقي الأطياف العسكرية المشارِكة في عملية تحرير الموصل، بالنظر إلى قدراتها العسكرية وموقعها الاستراتيجي في تلعفر خارج الموصل .يعمل اليوم ابناء الحشد من اجل ارجاع النازحين في جنوب صلاح الدين وتامين عودتهم الى مناطقهم بشكل انسيابي حيث اليوم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي وامن.
ثالثا -التحديات والانتقادات
تواجه قوات الحشد الشعبي اتهامات بارتكاب انتهاكات وعمليات نهب وإحراق للممتلكات بعد تحرير بعض المدن، مثل تكريت . وقد دعا بعض القادة السياسيين إلى عزل الحشد الشعبي المتورطة في هذه الانتهاكات . كما اتهمت بعض الحشد الشعبي بارتكاب جرائم حرب بدافع الانتقام الطائفي، بما في ذلك الاختطاف والتعذيب والقتل . ومع ذلك، هناك وجهة نظر أخرى تشير إلى أن تنظيم داعش يتحمل مسؤولية غالبية عمليات السرقة وحرق المنازل في مدينة تكريت . وبالرغم من هذه الاتهامات، يرى البعض أن الحشد الشعبي قوة منضبطة تعمل بإمرة القيادات الأمنية العراقية .
على الرغم من نجاح الحشد الشعبي في طرد داعش من جنوب صلاح الدين، إلا أن المنطقة لا تزال تواجه تحديات كبيرة. من بين هذه التحديات إعادة بناء البنية التحتية المدمرة، وإعادة توطين النازحين، ومعالجة التوترات الطائفية، ومنع عودة داعش أو ظهور جماعات متطرفة أخرى. من الناحية الجيوسياسية، فإن وجود الحشد الشعبي في جنوب صلاح الدين يثير تساؤلات حول مستقبل المنطقة وعلاقاتها مع الحكومة المركزية في بغداد والقوى الإقليمية والدولية الأخرى. يجب على الحكومة العراقية والمجتمع الدولي العمل معًا لإيجاد حلول مستدامة لهذه التحديات وضمان استقرار المنطقة وازدهارها.