جمهورية العراق
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة كربلاء
كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم اللغة العربية
سلسلة مقالات شهر كانون الثاني من العام 2025
المقالة التاسعة
تدني مستوى التعليم في العراق “كربلاء أنموذجا”
التشخيص والعلاج
الاستاذ الدكتور : عدي عبيدان سلمان الجراح
1- الاتجاهات السلبية للوالدين نحو التعلم. 
لا يستطيع الطالب/ة من مواصلة تعليمه وهو في أجواء سلبيه تطرح من قبل الوالدين نحو التعلم مثال على ذلك، عدم أعطاء أهمية للشاهدة العلمية، المقارنة السلبية بين الابن الطالب وأي شخصية سلبية غير حاصلة على شهادة ولكنها متمكنة مادياً او اجتماعياً….الخ ويمكن التخفيف من هذه المشكلة عبر الآتي:
أ- تعريف الآباء والأمهات بان الشهادة والعلم سلاحان بيد الطالب يحتاجهما في كل زمان ومكان.
ب- تبيان الجانب الديني في هذا الموضوع عبر الشواهد القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الأئمة المعصومين…. والتي تحث وتدعو وترغب وترهب وأحياناً توجب التعليم وتحصيله ولا تفرق بين الذكر والأنثى في الحصول عليه.
ت- الابتعاد عن الأجواء الضبابية والسوداوية التي يضعها الوالدين أمام الطالب مثال ما فائدة الشهادة؟ وما فائدة التعليم؟ انعدام فرص التعيين وهكذا.
ث- استعمال أساليب التعزيز والحث والتشجيع للطالب بصورة مستمرة كي يواصل تعليمه.
ج- الابتعاد كل البعد عن المقارنات السلبية او الايجابية ونعني بها أن الأب او الأم تقارن ابنها او بنتها بابن فلان او علان كما يقال بالرغم من وجود فروق في الذكاء والمعرفة والقدرة والاستعداد بين فرد وآخر….الخ ولا يوجد فرد يشبه فرد آخر في كل شئ حتى في التوائم المتطابقة او المتشابهة.
ح- إعطاء الابن او البنت مساحة من الحرية للتعبير عن رأيه واختيار تعليمه الذي يرغب فيه لان من يرغب في شئ يبدع فيه.
2- عدم امتلاك الوالدين او احدهما لشهادة أكاديمية او أي تحصيل دراسي.
     الشهادة العلمية او التحصيل الدراسي وان كان بسيط يجعل من الوالدين أكثر قرباً وتواصلاً -نقصد هنا القرب والتواصل العلمي- من أبنائهم عن غيرهم ممن لا يحملون ذلك، وبالتالي لا تكون هناك فجوة او بون شاسع بين جيل الآباء وجيل الأبناء، ولكن نستطيع من أنْ نردم او نقلل من هذه الهوة او الفجوة عبر ما يأتي:
أ- أخبار أولياء الأمور بان ما مروا به من ظروف حالت دون حصولهم على شهادة او تحصيل دراسي هي مغايره تماماً عن ظروف أبنائهم، وتذكيرهم بقول الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” حين قال: (لا تقسروا أبنائكم على عاداتكم لأنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) ونحن نعي ما الذي نقصده بكلمة القسر وهي الإجبار.
ب- إخبار المعلم لأولياء الأمور بتحصيل أبنائهم الجيد وتبيان الجوانب الايجابية في شخصية أبنائهم لزرع الفرح والسعادة عندهم.
ت- مزيد من الجهد لبضع دقائق يصنع العجائب، فعندما نعزز العلاقة بيننا كمدرسة إدارة ومعلمين…وأولياء الأمور ونقوم بين الفينة والأخرى بالاتصال بهم هاتفياً او عمل لقاءات معهم خارج اللقاءات الرسمية في اجتماعات مجالس الآباء والمعلمين، لتحفيزهم وتشجيعهم لدعم أبنائهم بما يستطيعوا.
ث- إدخال الأبناء في رياض الأطفال وذلك لتعويض ما موجود في المنزل لعدم وجود الأجواء المناسبة لتهيئتهم للدراسة الابتدائية بموجب الفقرة في أعلاه، مع علمنا أنْ روضات الأطفال متفاوتة من حيث الإمكانيات والمستويات المتوافرة فيها او الأجور المستحصلة من أولياء الأمور فمنها الحكومي ومنها الأهلي.
ج- اقتراح تخفيضات او إعفاءات من الأجور المستحصلة لروضات الأطفال او المدارس عموماً الأهلية منها او التابعة للعتبتين المقدستين مراعاة لظروف المواطنين.
3- الأمراض التي يعاني منها بعض الطلبة.
     عندما يعاني الطالب/ة من أمراض جسدية او نفسية وقتية كانت او مزمنة وما أكثرها في مجتمعنا فإن ذلك يعيق من تقدمه نحو التحصيل العلمي المناسب، ويعيق تحقيق الأهداف التي يسعى للوصول إليها، لذلك على الجميع أن يأخذوا دورهم في:
أ- لا يقتصر دور المدرسة في تقديم الخدمات المعرفية او التعليمية، بل يتعدى ذلك الاهتمام بالجانب الصحي للطلبة.
ب- الإشراف على حانوت المدرسة وما يقدمه من أطعمة للطلبة.
ت- منع الطلبة في أثناء الدوام من الخروج خارج المدرسة عند الفرصة لشراء بعض الأطعمة او المشروبات من بعض الأسواق القريبة لعدم إشراف المدرسة عليها.
ث- متابعة الطلبة بصورة مستمرة وتشخيص الأمراض التي يعانون منها ومتابعتهم مع ذويهم لمعالجتها.
ج- التأكد من أنْ جميع الطلبة قد أخذوا اللقاحات المناسبة في المرحلة الابتدائية وما قبلها.
ح- مراعاة الطلبة الذين يحملون أمراضاً معينة مثل ضعيفي البصر او السمع او أي مرض آخر من حيث التعامل وأماكن الجلوس….الخ.
4- إشغال الطالب بالعمل من أجل توفير المال له ولعائلته.
     عبر إطلاعنا لفقرات سابقة ذكرنا أنْ هناك ظروف معيشية صعبة يمر بها الطالب بسبب الظرف الاقتصادي السيئ للعائلة، وكان ذلك في الفقرتين رقم(17،19) لذلك يضطر الطالب للعمل في سن مبكرة لتوفير لقمة العيش له ولعائلته، وللتخفيف من وطأة هذا الأمر نراعي الأتي:  
أ- لا نخجل من كوننا نعمل لان العمل ليس فيه عيب وهو أفضل بكثير من الاستجداء او الاستعطاء من الآخرين.
ب- نتأسى بالرسول الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ولكم في رسول الله أسوة حسنة، وقد كان يعمل راعياً للأغنام، وهكذا سيرة الأنبياء والأوصياء والائمة.
ت- نحاول قدر الإمكان من تقسيم الوقت بين العمل والدراسة والراحة، كي لا نضيع الأمرين معاً فلا نعمل بجهود مضاعفة كبيرة بغية الطمع ونستنزف الوقت والجهد، لأننا نريد أنْ نوفر ما يغنينا عن الآخرين فقط، ونخصص وقت معين للدراسة وتحصيل النجاح.
ث- نعمل جولة على بعض المحلات او المتاجر ونشرح لهم بأننا طلبة ونحتاج العمل بصورة ضرورية جداً، وندخل ونحن رابطي الجأش ونتحلى بالثقة عند الحديث مع صاحب المحل.
ج- نرضى أولاً بالأجر القليل لأنه أفضل من اللاشيء، ثم بمرور الوقت وثقة صاحب المحل بنا وبجهدنا وتفانينا بالعمل والأمانة التي نتحلى بها أكيد سيرفع من أجرنا، علينا بالصبر.
5- كثافة عدد الطلبة في الصف الدراسي الواحد.
     ترى الأنظمة التربوية الحديثة أنْ أفضل عدد داخل قاعة الصف الدراسي الواحد هو أنْ لا يتعدى 25 إلى 30 طالب، وبما أنْ هذا الأمور يحتاج إلى جهود قد تكون خارج إرادتنا عبر بناء الأبنية الجديدة زيادة في أعداد الصفوف زيادة في أعداد المعلمين….وهكذا يمكن لنا أن نعوض ذلك بالاتي:
أ- تغيير طريقة التدريس واعتماد طرق أخرى تعتمد على نظام المجموعات التعاونية.
ب- الاستفادة من التقنية الحديثة وتكنولوجيا المعلومات للتدريس عن بعد، واستعمال الوسائل التعليمية الحديثة لجذب انتباه الطلبة وتوصيل المادة لهم بدلاً من السرد والشرح والتحفيظ الممل.
ت- تغيير طريقة جلوس الطلبة بين الفينة والأخرى، لإيجاد أجواء تعليمية مناسبة فيها التشويق والإبداع والتعزيز.
ث- تعميم نظام الفصل(الصف) الدراسي الطائر بمعنى أن لا يكون هناك صف ثابت لكل مرحلة ولكن بخطة منظمة.
 
6- تسرب الطلبة من المدرسة.
     يعلم الجميع بان التسرب يختلف كثيراً عن الغياب، ربما يغيب الطالب عن الدوام لدواعي مرضية او لظرف اجتماعي معين، أما التسرب فهو الابتعاد عن الدوام لأيام عدة دون تقديم عذر معين مما يؤدي بعد ذلك إلى الانقطاع التام عنه، ولتلافي هذه المشكلة نقترح الآتي:
أ- الاستفادة من الاخصائين الاجتماعين والنفسين في المدرسة لتوجيه الطلبة وأولياء الأمور لمعرفة حجم المشكلة وخطورتها عليهم وعلى أبنائهم.
ب- تعاون البيت والمدرسة في إيجاد حلول عملية لمشكلة التسرب.
ت- البحث عن أسباب التسرب والتي قد تكون ما ذكرناه في فقرات سابقة او غيرها، ومحاولة معرفة أصل المشكلة وليس قشورها، وعدم إيقاع العقوبة قبل معرفة أسبابها، وبالتالي فإنْ معرفة الداء أولى ثم تقديم العلاج المناسب.
ث- إجراء دراسات ميدانية لرصد حجم المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
ج- توجيه العقوبة المناسبة والرادعة لحالات التغيب، وفي نفس الوقت مكافاءة الملتزمين والحضور على درجة التزامهم وحضورهم لتحفيز الآخرين والاقتداء بهم.         
7– تغيب بعض الطلبة عن المدرسة بصورة مستمرة.
     ذكرنا في الفقرة السابقة أن التغيب قد يكون بسيطاً وقليلاً لأيام معدودة ولظرف خاص، أما إذا زاد عن حدة فانه يؤدي بالطالب إلى الضياع وربما يفصل عن المدرسة وبحسب القوانين والأنظمة النافذة، وهنا نكتفي بالمعالجات التي ذكرناها في الفقرة السابقة.


 
 

شارك هذا الموضوع: