تقدير الذات السبيل الى التفوق
   ويؤكد عالم النفس ماسلو (Maslow)على أن تقدير الذات هي دافع حينما يقتنع بها الفرد تقوده إلى الشعور بالثقة بالنفس وبالقيمة والقوة والقدرة والكفاءة و لكي يكون الإنسان نافعاً وضروريا في العالم ، وان إعاقتها تولد مشاعر النقص والضعف والعجز مما تسبب للإنسان نزعات عصابية ، فتقدير الفرد لذاته نابع عن حاجات الإنسان عند ماسلو  وقد نظم الحاجات على شكل هرم للوصول إلى تحقيق الذات الواقع في قمة الهرم، وعد إشباع الحاجات الأساسية العضوية، وشعور الفرد بالأمان والانتماء وشعوره بتقدير ذاته هو الذي يحقق له الوصول إلى تحقيق ذاته ،
    فقد أشار كوبر سميث (,1976 Copper Smith) إلى أن تقدير الذات يعكس مجموعة الاتجاهات والمعتقدات التي يكونها الفرد عن نفسه عندما يواجه العالم المحيط فيما يتعلق بتوقع النجاح والفشل والقبول وقوة الشخصية، فتقدير الذات وفق سميث يتشكل من خلال الحكم الذي يصدره الفرد على نفسه متضمنا الاتجاهات التي يرى أنها تصفه على نحو دقيق ، و تقدير الذات يعكس تقييم ينشأ ويتطور من خلال الإطار الاجتماعي للفرد. 
   واكد روجرز ((Rogers بان تقدير الذات يعد شرطاً ضرورياً للصحة النفسية، لأن نقص الاستبصار بمفهوم الذات يؤدي إلى سوء التوافق النفسي وإلى سلوكيات غير ملائمة نظراً، لأن الفرد لا يستطيع إدراك خصاله الذاتية على نحو دقيق، وهذا ما أشارت إليه عدة دراسات للكشف عن العلاقة بين مفهوم تقدير الذات وبعض الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتتاب ، ويشير روجرز إلى أن تقدير الذات يأتي من خلال تقدير الوالدين غير المشروط لأبنائهم ، أي قبول الطفل واحترامه كما هو ، أي دون شروط، وان الفرد الذي يمر بخبرات التقدير الايجابي غير المشروط يصبح تقديره لذاته واحترامه لها تقديراً مطلقاً، وهو ما يتيح للفرد التقدم نحو التحقيق الكامل للذات .
 
العوامل التي تؤثر في تقدير الذات :
1- الأسرة : أن البيئة الأسرية مهمة في نمو ونشأة تقدير الذات ، فقد توصلت العديد من الدراسات إلى أن دعم الوالدين، ومنح الحرية والاستقلال للأبناء مرتبط بطريقة ايجابية بالتقدير المرتفع للذات لدى الأبناء فعندما يثق الأب والام بالابن ويعتبرانه شخصاً مسؤولاً فإن هذا يزيد من تقديره لذاته . 
2- البيئة بإطارها العام : يعتقد جون سوليفان أن البيئة التي تشعر المراهق بفقدان السند والحرمان والاحباط، فهذه البيئة تولد القلق لدى المراهقين وتؤدي بشكل خطير إلى تهديد مفهومه وثقته بذاته واحترامه لها .
3- صورة الجسم : وهي الصورة العقلية التي يكونها الفرد عن جسمه كما يستحضره في الذهن سواء عن طريق تكوين صورة حقيقية سابقة، أم صورة تخيلية 
4- الذكاء: فالإفراد الأكثر ذكاءً يفسرون مشاعر، ومواقف الآخرين نحوهم بشكل أفضل من الأفراد الأقل ذكاء ، وهذا الشعور يؤثر بدورة على تقدير الأفراد لذواتهم . 
5- المدرسة : ولها دور كبير في تقدير الطفل لذاته، حيث يكون تأثيرها في تكوين تصور الطفل عن ذاته واتجاهاته نحو قبولها أو رفضها ، كما أن لنمط النظام المدرسي والعلاقة بين المعلم والتلميذ يؤثر تأثيرا هاما على مستوى مفهوم التلميذ عن نفسه . 
6- الأصدقاء والإقران : أحد أركان تقدير الذات القبول الحب غير المشروط دون قيد أو شرط من ثم يلعب الأصدقاء دوراً كبيراً جداً في تعليم الفرد تقدير ذاته، خاصة أثناء مرحلة المراهقة ، خوف المراهق من الرفض يجاهد للاندماج في جماعة الإقران، ويتضح هذا في طريقة لبسهم وكلامهم فقد يؤكد الإقران ما تعلمه الفرد في البيت، أو يرفضوه، وبالتالي يؤثر على تقدير ذاته .

شارك هذا الموضوع: