تقنية الاستشعار عن بعد (Remote Sensing Technology) واستخدامها في العراق
يُعد الاستشعار عن بعد أحد الأدوات الحديثة التي أحدثت ثورة في فهم وإدارة الموارد الطبيعية والبشرية. في العراق، الذي يُعدّ واحدًا من البلدان الغنية بالتنوع البيئي والموارد الطبيعية، اكتسبت هذه التقنية أهمية خاصة نظرًا للتحديات التي يواجهها، مثل التصحر، وشح المياه، والتخطيط العمراني العشوائي.
تتمثل أهم استخدامات الاستشعار عن بعد في العراق في مراقبة الموارد المائية، حيث تُعتبر المياه أحد التحديات الكبرى التي تواجه البلاد. يمكن للأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار قياس التغيرات في مناسيب الأنهار والخزانات المائية، ورصد التبخر وتسرب المياه، مما يساعد على تحسين إدارة هذه الموارد الحيوية.
إضافة إلى ذلك، ساهم الاستشعار عن بعد في مراقبة ظاهرة التصحر، التي باتت تهدد الكثير من الأراضي الزراعية في العراق. من خلال تحليل الصور الفضائية، يمكن التعرف على المناطق المتدهورة، ورصد زحف الرمال، وتحديد الأنشطة البشرية التي تزيد من تفاقم هذه الظاهرة. تُساعد هذه البيانات صُنّاع القرار في تطوير خطط للحد من التصحر واستصلاح الأراضي المتضررة.
كما أن للتقنية دورًا كبيرًا في التخطيط العمراني، حيث يتم استخدامها لرصد التوسع العمراني، وتحليل توزيع السكان، ودراسة مواقع المدن الجديدة بما يضمن تخطيطًا مستدامًا ومتوازنًا. وبالنظر إلى النمو السريع للسكان، فإن هذه الأدوات تُعدّ ضرورية لتجنب الفوضى العمرانية وتحسين البنية التحتية.
ولا يمكن إغفال استخدام الاستشعار عن بعد في مجال الزراعة، حيث يُمكن مراقبة صحة المحاصيل الزراعية، والتنبؤ بالكوارث الزراعية مثل الجفاف أو الآفات. هذه البيانات تدعم المزارعين والحكومة في اتخاذ قرارات مدروسة لتحسين الإنتاجية الزراعية وضمان الأمن الغذائي.
في الختام، أثبتت تقنيات الاستشعار عن بعد أهميتها في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية في العراق. ورغم ذلك، يحتاج العراق إلى تعزيز الاستثمار في هذا المجال وتدريب الكوادر المحلية على استخدام هذه التقنيات بفعالية لضمان مستقبل مستدام للبلاد.