تكليف المؤمن في زمن الغيبة
لايخفى على أحد ما يجري هذه الايام من تباين للحوادث وتقلبات في مجريات الامور التي نعيشها. اذ دأب الانسان ومنذ بداية خلقه على توفير لقمة عيشه اذ هي شغله الشاغل ومن ثم اذا كان متفتح العقل يقوم بمهام أخرى تجعله انسانا اجتماعيا يتفاعل مع محيطه ايجابيا من قيامه بالتعارف مع الناس ومساعدتهم في قضاء حوائجهم وحل مشاكلهم والتحلي بأخلاق الانسان الحقيقي. بالاضافة الى تفكره بالخلق والكون والخالق حيث المعرفة وهي اهم وسيلة لبلوغ أهداف السعادة. فالسعادة لاتبتني على ماديات الحياة الفانية بل هناك حاجة في نفس الانسان تريد الركون الى مكان دافئ بالطمأنينة  والامان متجرد عن الأنا والذات. ذلك هوحجة الله في العالمين ومن نسل سيد المرسلين رسول رب العالمين محمد(ص)، ألا وهو صاحب الامر والزمان دليل المتحيرين ومأوى التائهين في لجج الفيافي والارضين صاحب الزمان(عج). 
لم نره ولكن نحس به بيننا في كل مكان وزمان يتابع أخبارنا يتفقدنا يسعى في قضاء حوائجنا تعرض عليه أعمالنا كل يوم ونحن الغافلون عنه نحن العميان عن رؤيته بسبب ذنوبنا وتهافتنا على الدنيا وطول أملنا بها وحرصنا على مقتياتنا من الماديات الزائلة, أنه الرؤوف العطوف حجة الله في الارض وبقيته على خلقه ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا. لنسأل أنفسنا هذا السؤال كيف نكون عند حسن ظن الامام(عج) في زمن غيبته المباركة؟ لا بد لنا نحن المنتظرون ان شاء الله من أداء واجبات منها: معرفته عجل الله فرجه الشريف من حيث نسبه المبارك وتعريف الناس به وما يختص بشأنه كفترة غيبته الصغرى ونوابه الاربعة ومكان غيبته وعلامات ظهوره والاستعداد المادي والنفسي والفكري عند ظهوره وكيفية الارتباط بحضرته المباركة من خلال أمور منها: الدعاء له بالفرج والتصدق عنه لدفع الاعداء وقضاء حوائجه والسلام عليه في الصباح والمساء ومراقبة الانسان نفسه دائما لان امامه يراه على كل حال، فلا يرتكب الذنوب ويبتعد عن الشبهات والمنازعات. ويتجه الى فعل الخيرات والمبرات ليحضى برضاه وينال مبتغاه في نظرة مباركة منه عجل الله تعالى فرجه الشريف.     

شارك هذا الموضوع: