تنوّع المعنى في الدرس اللساني
بقلم : أ.د.نجاح فاهم العبيدي
المعنى في اللغة :
هو القصد والاظهار والابداء ومايفيده اللفظ …
وقد ارجع بعض الباحثين المعنى الى اصول ثلاثة هي :
١-القصد لشيء بانكماش فيه وحرص عليه
٢-دال على خضوع وذل
٣- ظهور الشيء وبروزه
واتجه عند بعضهم الاخر في(المفهوم عن طريق اللغة وحدها) ورادف المعنى في اللغة التفسير والتأويل؛ إذ ورد أن معنى التفسير والتأويل واحد. وفي اللغة يمكن حصره فيما يأتي :
المراد من الكلام والقصد منه ومايقتضيه من دلالة.
المعنى في الاصطلاح :
هو(الصورة الذهنية من حيث وضع بأزائها اللفظ وهو كذلك القصد ومايفيده اللفظ وغير ذلك مما يقارب من عرف العلماء بحسب اتجاهاتهم وهذا مايدل على اتساق المعنى في الاتجاه اللغوي والاصطلاحي.
وقد حصر احد الباحثين المحدثين دلالة المعنى في الكتابات القديمة باستعمالات متعددة وهو على التقريب:
1– الغرض الذي يقصد اليه المتكلم
2– الفكرة النثرية العامة
3– الافكار الفلسفية والخلقية عامة
4– التصورات الغريبة والاشباه النادرة
وقال آخرون في دلالة المعنى انه يراد به الغرض او القصد او مايريد المتكلم ان يثبته او ينفيه .
اما مايخص تنوع المعنى لدى الباحثين فقد قسموه بحسب ثقافاتهم فمنهم من لحظ التراث وافاد منه فقسم بحسب ماعنّ له من وعي بهذا التراث ومنهم من تأثر بالدرس الغربي فراح يقسمه بحسب هذا الاتجاه
ولعل ابرز هذين الاتجاهين الدكتور تمام حسان في الاتجاه الاول والدكتور احمد مختار عمر في الاتجاه الثاني
اما الدكتور تمام حسان فقد حصر المعنى بنوعين :
1– المعنى المقالي:وهو مايشمل قسمين :الاول منهما المعنى الوظيفي ومعناه وظيفية المعنى على مستوى انظمة اللغة( الصوت والصرف والنحو) اي انه حصيلة هذه الانظمة الثلاثة والثاني المعنى المعجمي وهو معنى الكلمة المفردة كما يحددها المعجم.
2– المعنى المقامي : ويقصد به قرائن الاحوال او ظروف اداء المقال.
وقسم الدكتور احمد مختار عمر المعنى – بمنظور غربي- على تقسيمات متعددة منها :
1– المعنى الاساسي أو الاولي أو المركزي ويسمى التصوري او المفهومي وهو مايرتبط بالوحدة المعجمية بحسب (نيدا) . وهذا المعنى هو العامل الوحيد للاتصال اللغوي والممثل الحقيقي للوظيفة الاساسية للّغة وهو عين المعنى المعجمي .
2– المعنى الاضافي او العرضي او الثانوي او التضمني: وهو المعنى الذي يملكه اللفظ عن طريق مايشير اليه الى جانب معناه التصوري الخالص وهذا النوع من المعنى زائد على المعنى الاساس وليس له صفة الثبوت والشمول وانما يتغير بتغير الثقافة او الزمن او الخبرة وهو ليس محل اتفاق بين المتكلمين بلغة واحدة هو بذلك مفتوح وغير نهائي
وبعبارة اخرى ان المعنى الاساس مقيد وثابت والمعنى العرضي غير محدد ومتحرك
3- المعنى الاسلوبي: هو ذلك النوع من المعنى الذي تحمله قطعة من اللغة بلحاظ الظروف اجتماعية والبيئة الجغرافية المنتمي اليها وهو مايرادف المعنى المقامي في التراث
٤-المعنى النفسي: وهو مايشير الى مايتضمنه اللفظ من دلالات عن الفرد فهو بذلك معنى فردي ذاتي وهو مايسميه بعض المحدثين المعنى الهامشي
٥-المعنى الايحائي: وهو ذلك النوع من المعنى الذي يتعلق بكلمات ذات مقدرة خاصة على الايحاء وقد انحصر هذا النوع بحسب العالم – اولمان – في تأثيرات ثلاثة :
أ-التأثير الصوتي:هي الكلمات الحكائية مثل كلمة خرير الماء اوالنعاق لصوت الغراب في العربية
ب-التأثير الصرفي:هو ماتعلق بالكلمات المركبة
ج-التأثير الدلالي: ويتمثل بالكلمات المجازية او المؤسسة على المجاز وكذا يدخل في هذا النوع المعنى المنعكس الذي يتضح في المعاني المكروهة او المحظورة مثل: معاني الجنس ومعاني الخلاء .
وعلى الرغم من هذه التقسيمات الكثيرة ولكنها تبقى اعتبارية فليس من السهل الفصل التام بين هذه المعاني او رسم حدود فاصلة بينها فالتداخل واضح وربما يكون في بعض الاحيان صعب تميزه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع والمصادر:
1- العين: للخليل بن احمد الفراهيدي
٢- تاج العروس :للزبيدي
٣-التعريفات:ابو الحسن الجرجاني
٤-نظرية المعنى في النقد العربي القديم: د.مصطفى ناصف
٥-معنى الكلمة بين الاتجاه التجريدي والاتجاه الوظيفي: د. احمد يحيى
٦- اللغة العربية معناها ومبناها: د. تمام حسان
٧- علم الدلالة : د. احمد عمر مختار