توجهات الأهداف عند الطلبة
ا.د. رجاء ياسين عبدالله                 قسم العلوم التربوية والنفسية
    تعد نظرية توجيه الأهداف Goals Orientation Theory إحدى المحاولات المعاصرة لشرح وتفسير دافعية الإنجاز الأكاديمي وتتجه النظرية إلى إحداث نوع من التكامل بين المكونات المعرفية ، والوجدانية للسلوك وتوجه الهدف مفهوم يوضح كيفية تفسير الأفراد استجاباتهم لمواقف الإنجاز ، وهي إحدى نظريات الدافعية التي نشأت وتطورت ؛ نتيجة الاتجاه الاجتماعي المعرفي لتفسير الدافعية وتركز هذه النظرية على الهدف الذي ينشده الفرد من إنجازه لمهمة ما بمعنى ما سبب الدافعية ؟
 واهتمت النظرية في البداية في كيف يفكر الطلبة حول مهامهم وأدائهم وتفترض النظرية أن الأفراد يشاركون في الأنشطة الأكاديمية ؛ لتحقيق أهداف مختلفة أي أن نظرية توجهات أهداف الإنجاز المعاصرة اتجهت إلى البحث في منحى آخر يتمثل في السبب وراء الإنجاز ، وفهم الفروق الكيفية بين الأفراد في دافعية الإنجاز ،. بعد أن كان اهتمام الباحثين ينصب على تقديرات كمية تتمثل في مستويات الدافعية ( مرتفع ، متوسط ، منخفض). وركزت نظرية الأهداف التقليدية على النماذج الثنائية ، أي على شكلين من تلك الأهداف ، هما :
أهداف الإتقان ، وأهداف الأداء ، 
أهداف الإتقان التي تركز على تطوير الكفاءة ، وإتقان المهمة ، وأهداف الأداء التي قسمها إلى أهداف الأداء ( الإقدام) تسعى إلى تحقيق الكفاءة ، ويركز فيه الفرد على المعايير الخارجية للكفاءة ، وخاصة المقارنة مع الآخرين ، وأهداف الأداء ( الإحجام) الموجهة نحو السلبية ، ويركز الفرد على تجنب الوقوع في الفشل ، أو التعرض لأحكام سلبية من الآخرين. كما ترتبط أهداف الأداء ( الإحجام) بقلق المهمة ، والخوف من الفشل ، وربما درجات أقل ، وتجنب المهمة ، والتأجيل ، والقلق الأكاديمي .
      وأشار الأدب التربوي ، أن أهداف الإتقان تعزز التعلم وتزيد من فاعلية الذات والجهد والمثابرة ، وتشجع استخدام الاستراتيجيات المعرفية ، وما وراء المعرفة  وبناء على ذلك ؛ فإن الأهداف هي التي تحدد السلوك المرتبط بدافعية الإنجاز ، وينعكس ذلك على سلوك المتعلم ، فإذا كان التركيز على أهداف الإتقان ؛ تكون الدافعية داخلية ، ويكون الاهتمام منصبا على التعلم ، والفهم بينما إن كان التركيز على أهداف الأداء ، تكون الدافعية خارجية ، والهدف إرضاء الآخرين ، والاعتماد على الحفظ والدرجات ، بدلاً من التعلم. وتعتبر المرحلة الجامعية مرحلة تحديد الأهداف ، والتوجه نحو تحقيقها ، ومرحلة تتميز بالشباب ، والحيوية ، وما يحمله من تطلعات للمستقبل في جوانب الحياة الأكاديمية ، والمهنية ، والاجتماعية والأسرية ؛ إلا أنها قد تكون مليئة بالمشكلات النفسية والاجتماعية ، ولاسيما عندما يفشل الطلبة في تحقيق أهدافهم ؛ مما يزيد من حالة التوتر والقلق لديهم على مستقبلهم. 
     أن توجهات أهداف الانجاز يقصد بها التمثيلات المعرفية المعتمدة على كفاءة المتعلم لتحديد الغرض من السلوك في مواقف الإنجاز الأكاديمي المختلفة ، التي تنعكس في ميل المتعلم إلى تبني نمط من الانماط التالية لتوجهات أهداف الانجاز:
– أهداف الإقدام القائمة على المهمة Taks- approach goals: وفيها يقارن الفرد أدائه بمتطلبات المهمة ، محاولا اكتساب الكفاءة التي تمكنه من أداء المهمة كما ينبغي.
– أهداف الإحجام القائمة على المهمة Taks- avoidance goals: يقارن الفرد أدائه بمتطلبات المهمة أيضا ، ولكنه يهدف إلى تجنب عدم القدرة على أداء المهمة بشكل ناجح ، والفشل فيها.
– أهداف الإقدام القائمة على الذات Self- approach goals: وفيها يقارن الفرد أدائه بذاته ، بمعنى أن معيار تقويم أدائه هو أداؤه السابق ، محاولا الوصول إلى مستويات أعلـى مــن الاداء والكفاءة والقدرة.
– أهداف الإحجام القائمة على الذات Self- avoidance goals”: وفيها يقارن الفرد أدائه بذاته أيضا ، ولكنه يحاول تجنب الظهور بمظهر أسوأ من أدائه السابق في مثل هذه المهمة امام نفسه.
– أهداف الإقدام القائمة على الآخر Other- approach goals: وفيها يقارن الفرد أدائه بأداء الآخرين ، محاولا الظهور بمستوى من الكفاءة والقدرة أعلى من الآخرين. 
-أهداف الإحجام القائمة على الآخر Other- avoidance goals: وفيها يقارن الفرد أدائه بأداء الآخرين ، ولكنه يسعى إلى تجنب الظهور بمستوى من الأداء يبدو فيها أسوأ من الآخرين من أقرانه. 
 

شارك هذا الموضوع: