حفلات التخرج.. ألحان الوداع وبوابة الانطلاقة
م. سميره عطشان الفياض
في زخم الأيام، تتفتح زهور، وتنبت بذور المستقبل، وتتجلّى حفلات التخرج كأحلامٍ تتراقص على أنغام الوداع. إنها لحظة التقاء الذكريات والآمل، حيث يُودّع الماضي المكلل بالإنجازات، ويأتي المستقبل بقلوبٍ مفعمة بالإيمان والعزم.
على مسرح الحياة، تلتقي الوجوه المتطلعة للآتي مع طيف الدموع التي تختلط بضحكات الفرح، فتنطق القلوب بلغةٍ تفوق الكلمات، لغة الوداع والاعتزاز بكل خطوةٍ على درب النجاح. في تلك اللحظة، نعلن ان كل خريج بات سفيرًا لمرحلةٍ جديدة، يحمل بين جوانحه حكايات ، ويستعدّ لكتابة فصولٍ جديدة من الحلم والعمل.
إن حفلات التخرج ليست مجرد مراسمٍ احتفالية، بل هي لوحةٌ فنيةٌ تُعبّر عن عبق الماضي وتبشر ببزوغ فجرٍ واعد. ففي أروقتها تتعانق الأحلام مع الواقع، وتنهل الروح من معين الذكريات التي تغذيها لحظات الفخر والانتماء. تلك اللحظات التي تُعلّمنا أن الفراق ليس نهايةً، بل هو بدايةٌ لمسيرةٍ تحمل في طياتها وعدًا بلقاءٍ جديدٍ مع آفاق النجاح.
ومن خلال تلك الاحتفالات، نجد أنفسنا نحتضن قيمة اللحظة، ونُدرك أن كل وداع يحمل في طياته بذور الانطلاقة، وأن كل خريج يمضي في درب الحياة وهو يحمل رسالة أملٍ تفوق حدود الزمان والمكان. فالاحتفال بالتخرج هو احتفالٌ بالروح التي لم تُقهر، وبالعزيمة التي تضيء دروب المستقبل رغم عتمة الليالي.
وفي نهاية هذه اللحظات الساحرة، يبقى عبق حفلات التخرج محفورًا في الذاكرة، كأغنيةٍ رقيقةٍ ترتلها الأجيال، تذكّرنا بأن لكل نهاية بداية، وأن لكل وداع رسالة أملٍ تُضيء دروبنا نحو مستقبلٍ مشرق. فلتكن حفلات التخرج، بكل ما تحمله من عاطفةٍ وفخر، رمزًا للوفاء بالمسيرة ومفتاحًا لباب الانطلاق نحو آفاق لا تنتهي من الأحلام.
اشاهد وأنا في غاية الزهو والسعادة المقاطع المنشورة على مواقع التواصل والتي توثق حفلات تخرج طلبتنا الأعزاء وهم في أبهى وأجمل صورة، تزين وجوههم الضحكات وتداعب أحلامهم ملامح الرضا والفخر على وجوه ذويهم وأهلهم. مبارك لكم تخرجكم، ومبارك لنا فرحكم، وفرحين بكم، مسرورين بأننا كنا من قادكم في طريق تحقيق أحلامكم.