جامعة كربلاء
كلية التربية للعلوم الانسانية  – قسم الجغرافية التطبيقية
ا .م. د . سندس محمد علوان الزبيدي
خصائص التبخر في المناطق الجافة وشبه الجافة
       يعد التبخر سمة من سمات المناخ الجاف  وشبه الجاف والذي يؤثر على ما يسقط من كميات قليلة في هذه المناطق والتي هي غير كافية للزراعة وتوفير المتطلبات المائية الا بالاعتماد على الري ، ووفق ذلك فان  تحديد التبخر يكون من العوامل الرئيسة لتوفير تلك المتطلبات ، فقد ازداد الاهتمام بدراسة التبخر من خلال تا ثيره على طبيعة الوضع الاروائي في المناطق الجافة وشبه الجافة، وذلك لان التباين في فيم التبخر أي ما يفقد من ماء من الترب والنباتات عن طريق النتح  يؤدي الى تباين في حجم الاحتياجات المائية *  ، خلال  مراحل نمو النبات ، والذي لا يمكن توفيره الا بالري . ن طريق حساب الاحتياجات المائية (   Water Requirement) هي مقدار مياه الري المعطاة لذلك المحصول خلال مدة زمنية محددة وتوزيعه على عدد من الريات حسب متطلبات الحاجة والمرتبطة بالمناخ ، وخصائص  التربة والمحصول الزراعي) .
       يمكن قياس التبخر طرائق متعددة والتي تعتمد على ما يتوفر من أجهزة لقياسه وقبل تحديد ذلك فلابد من تحديد مسبق لمفهوم التبخر اولاً  والذي يعني :  (تحول الماء من الحالة السائلة إلى حالته الغازية بحيث يستطيع الهواء من حمله) ، إذ أن ما يسقط من امطار يتحول إلى حالة غازية على شكل ذرات من بخار الماء ،  أثناء طريقه من خلال الحرارة الجوية التي في الغلاف الغازي ام يتبخر من التربة وهنالك حالة ثالثة وهي ما ينطلق من ذرات بخار الماء من أوراق النباتات (النتح) Transipiration لذلك فإن أي تحديد لرطوبة التربة لا يعتمد على كمية الامطار الساقطة فقط ، وإنما على قيمتها الفعلية ، لذلك ظهر مصطلح الامطار المؤثرة أو القيمة الفعلية للأمطار Efective rain fall والتي يمكن حسابها من خلال: كمية الامطار الساقطة مطروحاً منها كمية التبخر.،لتحديد وحساب كمية التبخر في المناطق الجافة وشبه الجافة فلابد من معرفة العوامل المؤثرة على ذلك وهي:
(1) الاشعاع الشمسي: – يؤثر الإشعاع الشمسي تأثيرا كبيرا في عملية التبخر من خلال،تأثيرا مباشرا:،عندما يسقط الاشعاع الشمسي مباشرة ، وتتعرض المياه لاشعة الشمس القصيرة وبذلك ترتفع حرارتها،والتأثيرا غير مباشر، ويتم من خلال ما يزود الاشعاع الشمسي الهواء من حرارة والتي تعمل على تسخين التربة فيزداد التبخر مع زيادة فترة الإضاءة (زيادة عدد ساعات النهار) ودرجة صفاء السماء.، ودرجة الحرارة اذ تؤثر ارتفاع الحرارة في زيادة التبخر والعكس صحيح، إذ تعمل الحرارة على تزويد الماء بالسعرات الحرارية لكي يتحول من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية ، ولتحويل الماء إلى بخار يتطلب ذلك (540 سعرة حرارية) في حالة توفر (100م) عندما يكون الجو اعتيادياً (في حين عندما تكون درجة الحرارة منخفضة فذلك يتطلب (600 سعرة حرارية)،وضغط بخار الماء  المعروف علميا كلما كان الهواء مشبع ببخار الماء تقل معه عملية التبخر ، إذ تتوقف عملية التبخر عندما يكون الهواء قد وصل إلى درجة التشبع بحيث لا يستطيع ان يتحمل اية كمية إضافية من ذرات بخار الماء ،الرياح التي تؤثر الرياح على نشاط حركة التبخر ورفع كمياتها،  إذ ان للهواء حركة ميكانيكية تعمل عن طريق (الاحتكاك) برفع حرارة الطبقة السطحية للتربة المشبعة بالماء او الطبعة السطحية للمياه المكشوفة فتزداد عملية التبخر، كما أن لحركة الرياح القوية والتي تعمل على إزاحة ما متوفر من بخار الماء فتصبح المنطقة جافة فتزداد عملية التبخر.
وتتداخل هذه العوامل بعضها مع البعض الآخر لذلك اختلفت الطرائق  التي يمكن من خلالها حساب قيم التبخر، و يصاحب أرتفاع درجات الحرارة معدلات عالية من التبخر ونقص حاد في مستويات الرطوبة النسبية والمطلقة ، وهذه من ويؤدي الارتفاع في هذا المعدل من التبخر إلى جعل التربة جافة وخشنة وبحاجة الى الري ، لذلك نلاحظ  نجد  المناطق الجافة وشبه الجافة تتميزان بارتفاع  في قيم الحرارة اولاً ، وكبر المدى الحراري اليومي والشهري والسنوي ثانياً وبالتالي زيادة قيم التبخر ، والتبخر/ النتح الكامن والحقيقي ثالثا،  اما إذا ما قارنا خصائص قيم التبخر والتبخر/ النتح الكامن مع ما تستلمه هذه المناطق من امطار لوجدنا بأن العجز المائي يكون كبيراً حيث ان التربة تتعرض إلى التبخر والنباتات تزداد معها قيم النتح مما يتطلب ذلك سد النقص من المياه عن طريق ما يتوفر من مياه سطحية ام جوفية باستخدام الري ، إذ لا يمكن ان تقوم اية عملية زراعية في هذه المناطق على الامطار ، فهي ليس لها فصل ثابت اولاً ومتذبذب في سقوطها ثانياً. مما يتطلب ذلك استخدام الري وحتى في المناطق شبه الجافة فإن توفر الامطار لا يعني ابداً الاعتماد عليها في الزراعة بالرغم من قلة كمياتها ، ولخصائص التذبذب الكبير واللذان يعرضان الإنتاج الزراعي إلى التذبذب  مما يتطلب تعويضها بالعمليات الأروئية  المختلفة.

شارك هذا الموضوع: